أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الدكتور سعد الدين العثماني أن حزبه سيظل وفيا للخط الذي بناه عليه مؤسسوه، والقائم على احترام الثوابت الوطنية للبلاد (الإسلام والوحدة الوطنية والملكية الدستورية)، فضلا عن التمسك بالتعددية السياسية، والتمسك بالخط الديمقراطي. وعبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي استضافته القناة التلفزية الأولى مساء أول أمس (الثلاثاء) ضمن برنامج حوار، عن استعداد حزبه للتعاون مع جميع الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني. وأكد أن "الحزب موجود ليقوم بدوره، سواء في المعارضة أو الحكومة"، مشيرا إلى إمكانية مشاركته في الحكومة إذا ما توفرت ظروف التحالف مع أحزاب أخرى، مبرزا أن تركيبة الحكومة الحالية غير منسجمة، على الرغم من توفرها على أطر كفأة. وأوضح الدكتور سعد الدين العثماني أن حزب العدالة والتنمية بشر بخيار الوسطية، وبإقناع الشباب بالفكر الوسطي المعتدل. وأن الطاقات الفاعلة في الحزب، والجذور التي جاءت منها مجموعة من الطاقات، خصوصا من حركة التوحيد والإصلاح، قامت في تاريخ المغرب المعاصر طيلة ثلاثة عقود بالتبشير بخيار الوسطية والاعتدال والتوازن، وأن الحزب قام بدور مشهود في هذا المجال. ونفى العثماني أن يكون انتخابه أمينا عاما للحزب خلال أشغال المؤتمر الوطني الخامس للحزب جاء نتيجة لتوافقات مسبقة، مبرزا أن العدالة والتنمية هو حزب المؤسسات، قائلا: "كيف يمكن التوافق مع مؤتمرين عددهم ألفان، مما كان يستدعي جمعهم مسبقا"، وهو ما اعتبره من المستحيل، مشيرا إلى أنه تم فتح الباب على مصراعيه أمام وسائل الإعلام التي واكبت جميع أشغال المؤتمر من أجل الوقوف على نزاهة عملية الانتخاب، التي مرت في جو من "الشفافية والديمقراطية المطلقة" يقول العثماني. وأكد أن حزب العدالة والتنمية أصبح يلبي مطلبا اجتماعيا حقيقيا لدى الشعب المغربي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن شرائح أنصار الحزب والمتعاطفين معه تتجاوز الفئات الاجتماعية الفقيرة، وأن ما يزكي هذا المطلب، هو الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات السابقة في الأحياء الراقية. وأكد في هذا السياق أن حزبه يسعى إلى أن يشكل «إضافة نوعية في الساحة الوطنية». وشدد سعد الدين العثماني على أن خطابات الحزب ووثائقه، تنفي أي علاقة له بجميع أشكال التطرف، مؤكدا دعوة الحزب إلى الاعتدال وتشبثه بقيم التسامح ونبذ التعصب والعنف. ونفى أن يكون حزب العدالة والتنمية صورة مستنسخة لأي حزب خارجي، مؤكدا أن حزبه يسعى إلى «صياغة تجربته الخاصة»، القائمة على أساس ثوابته المغربية، مع الاستفادة من التجارب الأخرى. وأوضح أن الحزب يسعى إلى ربط علاقات مع أحزاب مختلفة في الخارج «لما فيه مصلحة البلاد»، وهو ما تجلى، حسب العثماني، في استضافة أحزاب من توجهات مختلفة من داخل المغرب وخارجه. بدءا من الجماعة الإسلامية في باكستان، إلى حزب البعث العربي الاشتراكي بسوريا، والتجمع الدستوري الديمقراطي في تونس. وفي السياق ذاته، أشار المسؤول الأول في حزب العدالة والتنمية أن ربط حزبه علاقات مع هيئات خارج المغرب، فيه مصلحة للبلاد يحتاجها في ملفات متعددة، وهو ما تأتى للعدالة والتنمية عندما طلب من نظيره في تركيا التصويت لفائدة احتضان المغرب لمونديال ,2010 مبرزا أن هذا الاستحقاق الوطني فيه مصلحة لكلا البلدين، بحكم اتفاقية التبادل الحر الموقعة أخيرا بين البلدين. وفي سياق آخر، أشار العثماني أن الصحافة قامت بدور مهم في الإصلاح السياسي الذي يشهده المغرب، مبرزا أن الكثير من الصحافيين كانوا مهنيين، تتمثل فيهم كلمة الصدق، والبناء على الحقائق، مناشدا الكل عدم التعلق بالإشاعات، لأن الأخبار، يضيف العثماني، «ينبغي أن تبنى على حقائق واقعية، وأن من نشر شيئا ليس له أدلة واقعية عليه فهو مجرد إشاعات ستذهب مع الريح». ونادى سعد الدين العثماني إلى مراجعة آليات عمل القضاء والعدل من أجل ضمان توفر المغرب على قضاء نزيه ومستقل، وأن تختص الوزارة بأمور الإدارة، معتبرا أن الحكومة تأخرت في فتح هذا الورش. وبخصوص مشاركة حزبه في الانتخابات الجماعية الأخيرة، أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الحزب اتخذ قرارا سياسيا شجاعا «بتقليص مشاركته في هذه الاستحقاقات بشكل إرادي»، مشيرا في هذا السياق إلى تعرض عدد من أعضاء الحزب وأنصاره في عدة أقاليم لضغوط أثرت سلبا على مشاركتهم في هذه الانتخابات. ودعا العثماني إلى وقفة تأمل أمام الذكرى الأولى لأحداث 16 ماي الأليمة، متسائلا في الوقت نفسه عن المقاربة الشمولية التي نادى بها جلالة الملك محمد السادس، عقب التفجيرات الإرهابية يشار إلى أن الحوار الذي أداره الزميل مصطفى العلوي، ونشطه الزملاء شفيق اللعبي من "La vie économique"، ويونس إمغران من رسالة الأمة، ولحسن العسيبي من الاتحاد الاشتراكي، عرف حضور ضيوف من مختلف التيارات والحساسيات السياسية، من داخل الحكومة وخارجها، فضلا عن الرئيس المؤسس عبد الكريم الخطيب، وأعضاء من الأمانة العامة للحزب وبرلمانييه، والقطاعات الموازية للحزب. وكان العثماني قد ندد في أول الحوار بالجريمة الصهيونية المتمثلة في اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. عبد الغني بوضرة