وقع كل من الدكتور سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وعبد الرحيم لحجوجي رئيس حزب القوات المواطنة مساء يوم الخميس الماضي بمدينة الدارالبيضاء اتفاقية تعاون بين حزبيهما وذلك في حفل حضره الدكتور عبد الكريم الخطيب الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية وبعض مسؤولي الحزبين ومناضليهما، كما حضرت الحفل وجوه من عالم الاقتصاد والسياسة والإعلام. وأكد لحجوجي في كلمته بالمناسبة أن حفل توقيع اتفاقية التعاون بين الحزبين حدث له عمقه وأبعاده، معتبرا إياه بمثابة الطريق لوضع إطار جديد يحقق مزيداً من التقارب بين الحزبين، وأوضح رئيس حزب القوات المواطنة أن الاتفاقية شكلت ثمرة جهود طويلة ومشاورات جادة وتقييم جاد وصريح لنتائج الانتخابات، ومبادرة رأت النور بعد لقاءات وندوات وأيام دراسية مشتركة بين الحزبيين، مكنت من التعرف على منهجية حزب العدالة والتنمية، وطبيعة مواقفه، وذكر لحجوجي في السياق نفسه بالمبادئ المشتركة بين الحزبين، مشددا على أهمية احترام التعدد والاختلاف في بناء الوطن وتنميته. من جهته، عبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن تفاؤله لتزامن توقع الاتفاق مع الاحتفال بالذكرى الذهبية لعيد الاستقلال، مترحما بالمناسبة على أرواح كل الشهداء، وأشار إلى أن الأجيال الحالية مسؤولة عن تحصين الوطن على أرضية هويته الإسلامية، وذلك ب تفعيل المواطنة المبدعة الصادقة وتحقيق الإنصاف والعدالة من أجل تنمية متواصلة وشاملة ومتكاملة، تكون أهلاً لمراعاة ذكرى الشهداء والشرفاء الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل كرامة وعزة الوطن، بما زرعوه من مبادئ وقيم و ما اجتازوه من امتحان وقاسوه من محن. وأوضح العثماني أن معركة بناء دولة المؤسسات وتعزيز الديموقراطية في أبعادها الوطنية والمحلية، تتطلب تظافر الجهود وتمتين الصف الداخلي، مشددا على أنها معركة لا تستقيم بالحماسة الخطابية بل تنجز بالجدية والمثابرة ليقوم كل بواجبه بنجاعة وفاعلية. وقد تطرق الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في كلمته لأهم مبادئ الحزب التي يلتقي فيها الحزبان، معتبرا أن آفاق المستقبل واعدة بالخير، قائلا:إننا نحرص على إنجاح هذه التجربة لتصير دعوة عملية لكافة القوى السياسية لفتح حوار جاد بينها بهدف إنجاز ميثاق شرف حقيقي للعمل السياسي، وذلك في أفق إعادة الاعتبار والثقة في العمل السياسي، مؤكدا على سعي الحزبين ليكون اتفاق التعاون بينهما أرضية موضوعية للاقتراح، ومرحلة أولى من مراحل البناء في العمل السياسي. الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية الدكتور عبد الكريم الخطيب، وفي كلمة مقتضبة هنأ الحزبان على مبادرتهما، ملحا في الوقت نفسه على ضرورة التنصيص ضمن الاتفاق على الدفاع عن مبدإ إمارة المؤمنين. وفي ندوة صحافية عقدها الحزبان بالمناسبة صرح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن المبادرة مفتوحة على جميع الحساسيات السياسية. أما عبد الرحيم لحجوجي فعبر عن أمله في أن تكون اتفاقية التعاون طريقا إلى التحالف وبعد ذلك إلى ما هو أقوى وأعمق. يذكر أن اتفاق تعاون بين حزب القوات المواطنة وحزب العدالة والتنمية ينص على تسعة مبادئ تجمع بينهما وعلى رأسها الالتزام بمقدسات الأمة المغربية وثوابتها (الإسلام، الوحدة الوطنية، الملكية الدستورية). وتعزيز مقومات الشخصية المغربية العربية والأمازيغية، مع الانفتاح على الثقافات والحضارات الإنسانية، ودعم قيم المساواة على أساس المواطنة والتسامح واحترام التعددية وحق الاختلاف. وكذا اعتماد الديمقراطية منهجا على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي التداول على السلطة. وتبني الحوار أسلوبا لتدبير الاختلاف الاجتماعي والسياسي، ونبذ العنف وإدانة الإرهاب، بالإضافة إلى الانفتاح على مختلف الهيئات السياسية الوطنية، وتشجيع المبادرة الحرة والابتكار مع ترسيخ ثقافة التضامن الاجتماعي. والسعي نحو تحديث وتطوير المجتمع المغربي وتطويره ودعم كل المبادرات الرامية إلى تقدمه في إطار المقومات الوطنية، والتفاعل الإيجابي مع المحيط الدولي. فضلا عن العمل على تعزيز دولة الحق والقانون واحترام حقوق الإنسان والنضال من أجلها. كما ينص الاتفاق المذكور على سبعة أهداف سيحرص الحزبان على تحقيقهان ويتعلق الأمر بالسعي إلى تعميق الانتماء الحضاري للأمة المغربية، والمساهمة في الحفاظ على هويتها والاستفادة من الحضارات الأخرى والتفاعل الإيجابي معها، مع ترسيخ قيم المواطنة الحقة لدى المواطن المغربي، و نشر ثقافة سياسية تعتمد الصدق والنزاهة والجد والالتزام وترفض الفساد والتزوير والارتزاق السياسي. وأن يقويا بينهما التعاون وتبادل الخبرات والتجارب في مجالي التنظيم والتأطير، والتشاور في القضايا المختلفة الوطنية والدولية، ووضع تصورات وبرامج مشتركة محليا ووطنيا. وفي السياق نفسه اخذ الحزبان على عاتقهما تشجيع المواطنين على المشاركة السياسية خاصة عند النساء والشباب، والحد من العزوف السياسي، و العمل على بلورة مبادرات سياسية مشتركة من شأنها أن تشكل قوة اقتراحية تغني الحياة السياسية الوطنية.