أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الدكتور سعد الدين العثماني ،على أن الحزب ماض على نفس الطريق التي خطها مؤسسوه، وسيبقى دائما متشبتا بمقدسات البلاد ومقوماتها: الإسلام والوحدة الوطنية والملكية الدستورية وإمارة المؤمنين، مشددا على أن الحزب لن يزيغ عن هذه الثوابت، مؤكدا في الوقت نفسه تشبث الحزب بالديمقراطية باعتبارها الوسيلة المثلى لإدارة التعددية السياسية... -------------- بشريط قصير حول محطات وصور من حياة الشهيد عبد الله برو النضالية، مرفقة بقصيدة رثاء مؤثرة جدا، انطلقت فعاليات المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بمدينة بوزنيقة صباح أول أمس السبت، في دورة عادية اختير لها اسم الشهيد عبد الله برو، الذي اعتبره الأستاذ عبد الإله ابن كيران، رئيس المجلس، نموذج العضو المتفاني في خدمة دينه ووطنه، والجاد في النضال داخل حزبه، مؤكدا في الوقت نفسه أن في وفاة عبد الله برو موعظة، وأن السياسيين أحوج الناس للمواعظ وأنهم يجب أن يكونو على أعلى درجات النية الحسنة، لأن الله سيسألهم عن أنفسهم وعن إخوانهم وعما دعوا له شعوبهم وأمتهم. ودعا ابن كيران أعضاء المجلس الوطني لتجديد النية وجعل مسيرة عملهم خالصة لوجه الله، مستقيمة السلوك راشدة الاختيارات رفيعة التصرف. ومن جهته هنأ الدكتور الخطيب، الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية، في بداية كلمة قصيرة له بالمناسبة، الأمانة العامة للحزب، على المنهج الجديد الذي سار فيه الحزب من حيث التقارب مع عدة أحزاب في الخارج والداخل، وقال الخطيب: "تلقيت بسرور جميع تحركات وفود العدالة والتنمية داخل البلاد وخارجها للتعريف بحزبنا وقضيتنا الوطنية، نسأل الله عز وجل أن يعينهم على هذا الطريق وأن يستمروا في هذا الاتجاه"، طالبا من قيادة الحزب التوجه كذلك للدول الإفريقية لما يربطنا وإياها من روابط تاريخية. وجدد الدكتور الخطيب دعوته لحزبي العدالة والتنمية والقوات المواطنة إلى ضرورة وضع بند الدفاع عن الإمامة، أي إمارة المؤمنين، ضمن أهداف الحزبين قائلا: "أتمنى أن يستدركوا هذا الأمر وأن يكون الحزبان أساس الدفاع عن الإمامة في هذه البلاد وأعانكم الله جميعا". الدكتور سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وقبل أن يقدم ملخصا عن التقرير السياسي، أكد على أن الحزب ماض على نفس الطريق التي خطها مؤسسوه، وسيبقى دائما متشبتا بمقدسات البلاد ومقوماتها: الإسلام والوحدة الوطنية والملكية الدستورية وإمارة المؤمنين، مشددا على أن الحزب لن يزيغ عن هذه الثوابت، مؤكدا في الوقت نفسه تشبث الحزب بالديمقراطية باعتبارها الوسيلة المثلى لإدارة التعددية السياسية. وقد وقف الأمين العام في التقريره السياسي عند عدد من القضايا على رأسها قضية الوحدة الترابية، مبرزا الاهتمام الذي يوليه الحزب لملف الوحدة الوطنية من خلال مبادراته التي قام بها من قبيل زياراته المتعددة للأقاليم الصحراوية، وزياراته للخارج وحيا العثماني بالمناسبة المبادرة الملكية التي وصفها بالإيجابية والشجاعة، والمتمثلة في في فتح مشاورات مع أبناء الأقاليم الجنوبية، ومع الأحزاب السياسية حول الحكم الذاتي في تلك الأقاليم، مشيرا إلى أن الحزب بادر في هذا السياق للإعلان عن تنظيم ندوة دولية حول الموضوع قصد مدارسة عميقة وبحث التطبيقات الملائمة للتجربة المغربية المأمولة. وفي ما يخص تقييم الأداء الحكومي، أوضح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الحكومة تعاني من أزمة هوية سياسية واضحة وتفتقر لرؤية عميقة واستراتيجية، الأمر الذي انعكس في عجزها وضعف أدائها، الذي وصفه بالهزيل، معضدا ذلك بأمثلة وأرقامن ومشددا على أن الحكومة فشلت في وضع المغرب على سكة الإصلاحات الكبرى التي يحتاج إليها. وجدد سعد الدين العثماني بالمناسبة التأكيد على انخراط الحزب في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تتطلب التعبئة الشاملة وإشراك جميع الأطراف، وإسناد المسوؤلية لمؤطرين ذوي مصداقية لضمان نجاحها بالشكل المطلوب. ونوه الدكتور سعد الدين العثماني في التقرير المذكور بأداء منتخبي الحزب، سواء في الفريق البرلماني أو في تسيير الشأن المحلي، واصفا إياه بالأداء المتميزوالنوعي، أداء لم تنل منه الحملات العدائية والتشويهية التي تؤول للفشل. وفي الوقت نفسه لم يخف العثماني بعض العيوب التي تكتنف الأداء المذكور، مشيرا إلى أن الحزب يتداركها في حينها. وفي ما يتعلق بوضعية حقوق الإنسان، أبرز الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن المغرب قطع أشواطا مهمة في ترسيخ دولة المؤسسات واحترام حقوق الإنسان، غير أنه مازال في حاجة للمزيد من ترسيخ التوجه الديمقراطي لتحصين دور المؤسسات وحمايتها من أي انزلاق أو ردة تعود بالبلاد إلى الوراء، موضحا أن هناك "تراجعات مسجلة بين الفينة والأخرى على جميع المستويات". وفي السياق نفسه ثمن العثماني إتمام هيئة الإنصاف والمصالحة تقريرها، وفي انتظار الإطلاع عليه كاملا، سجل بعض الملاحظات على ملخص التقرير، نذكر منها ملاحظيتين: الأولى: أن التقرير لم يعط لفترة 1956 و1960 والانتهاكات الجسيمة التي وقعت فيها الأهمية الكافية، مما يدل على عدم التوازن في الخلاصات والنتائج. والثانية: أن التقرير لم يشر بتوازن إلى الصراع الذي تم طيلة عقدين من الزمن على الحكم، وفي هذا الصدد قال الأمين العام الحزب: "نحن نظن أن العبرة الكبرى التي يجب استخلاصها من الورش كله هو ضرورة تجاوز فكرة الصراع على الحكم التي كانت جوهر أزمة المغرب لعقدين من الزمن، وتأكيد الإجماع على أن التنافس يجب أن يتم في إطار ثوابت البلاد الثلاثة الإسلام والوحدة الترابية والملكية الدستورية وعلى رأسها إمارة المؤمنين". ودعا سعد الدين العثماني أعضاء المجلس الوطني في ختام التقرير السياسي إلى اتخاذ المبادرات النوعية واقتراح أفكار وبرامج ذات جودة في أمور تدبير الشأن العام المحلي والوطني، وكذا إلى ضرورة الخروج من العموميات والشعارات إلى الإنجاز العملي على الأرض، مع التسلح بالأمل في المستقبل والعمل وكثرة الإنتاج، بدل كثرة النقد تحت شعار: "إيقاد شمعة ولو صغيرة خير من لعن الظلام". يذكر أن الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني المذكور حضرها ضيوف وممثلون عن أحزاب سياسية، وعلى رأسهم عبد الرحيم الحجوجي، رئيس حزب القوات المواطنة، والحافظي العلوي ممثلا لأحمد عصمان، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، وقد ألقى الحجوجي بالمناسبة كلمة اعتبر فيها أن حزبه يرى أنه من الواجب عليه مواكبة ما يقوم به حزب العدالة والتنمية، من خطوات لما هو في مصلحة البلد، وقال: "أرى بتقدير وإعجاب الخطوات المتميزة التي يقوم بها الحزب خدمة للبلد في جو من الحزم والشفافية والجدية والإخلاص، مما يجعلني أحمد الله على حسن علاقتنا وإصرارنا المشترك للمزيد من التقارب الهادف لخدمة بلدنا العزيز" وبعد أن أشار إلى التحديات الداخلية والخارجية المطروحة على المغرب، دعا رئيس حزب القوات المواطنة إلى ضرورة التفكير في مقاربات جديدة للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل عولمة تجعل من الاندماج الاقتصادي اندماجا ثقافيا بالضرورة. وعبر الحجوجي عن يقينه من كون حزب العدالة والتنمية أصبح مؤهلا مستقبلا أن يتحمل المسؤولية ما بعد انتخابات 2007, نظرا لما يتوفر عليه من طاقات بشرية هائلة ذات كفاءات واختصاصات متنوعة. ولكون بعض الأحزاب في العقود الأخيرة لم تكن لها تجربة ولم تكن مهيأة ودخلت لحقول المسؤولية، ولكن يقول الحجوجي "أنتم لكم تجربة وعزيمة وإخلاص وروح المسؤولية وتخافون من الله، وبالطبع ستحفظون حقوق العبد، يجب عليكم أن تعملوا بنفس النمط والإخلاص لتكونوا مهيئين في الموعد الذي هو معروف وأتمنى لكم التوفيق في عملكم". وأكد الحجوجي أن كلامه وشهادته التي قالها بروح من المسؤولية جاءت بعد جلسات عمل بين الحزبين، والتي تطرقت لملفات تقنية معقدة، حيث اكتشف طاقات الحزب وكفاءاته. عبد الإله ابن كيران، رئيس المجلس الوطني، وفي تعليقه على كلمة الحجوجي، التي صفق لها أعضاء المجلس بحرارة قال: "نرجو من الله أن نكون عند حسن الظن ونكون فعلا نخاف من الله ونبقى نخاف من الله مهما تغيرت ظروفنا"، مؤكدا أن الحزب سيبقى دائما في خدمة الوطن، وأنه غير مستعجل لأي شيء، وأنه مستعد لأن يفدي الوطن بدمائه وأرواحه، لأن محبة الأوطان من الإيمان، وفي السياق نفسه كان عبد الإله ابن كيران قد علق على حضور الدكتور الخطيب، الرئيس المؤسس للحزب، وبن عبد الله الوكوتي، الرئيس الشرفي للمجلس الوطني، رغم كبر سنهما ووضعيتهما الصحية الصعبة، وخاصة بالنسبة لبن عبد الله الوكوتي، بكلمة مؤثرة، حيث قال: "ونحن ننظر إليكما لا نخاف إلا شيئا واحدا، وهو هل سنثبت على هذا الطريق مثلما ثبتما"، وأضاف: "نرجو ربنا أن يرزقنا الثبات"، وتوجه للرجلين قائلا: >اخترتما من أول يوم أن تدافعا عن دينكما ووطنكما، وكان التيار ضدكما ولم تتخليا حتى شاءت قدرة الله أن نلتحق بكما، وها نحن سائرون، وكل ما نرجو الله تعالى ألا نتخلى ونستمر في هذا المسار على طريق الله، وخدمة للوطن، حتى يأتي من هم أقدر منا على تحمل المسؤولية عنا، وحتى نلقى ربنا وهو عنا راض وشكرا لكما وتقبل الله منكما".