أكد الدكتور سعد الدين العثماني على تمسك الحزب بثوابته المتمثلة في الإسلام، والوحدة الوطنية، والملكية الدستورية. وتعهد العثماني مساء أول أمس بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، بمواصلة السير على نهج الانفتاح الذي طبع مسيرة الحزب منذ إنشائه، وقال في تصريح لالتجديد: "إن الحزب سيبقى مادا يده لمختلف الأحزاب السياسية والمجتمعية للتنسيق والتعاون معها لما فيه مصلحة البلاد. وأكد حرصه على أن يبقى الحزب غنيا بتنوع آرائه، وقال: نحن لا نريد حزبا نمطيا يفكر بصوت واحد. ووصف العثماني حزبه بأنه مثل الزجاجة الصافية يرى ما بداخلها من خارجها، مضيفا: ليس عندنا ما نكتمه أو ما نستره. وهو ما تجلى في طريقة الانتخاب، بفتح الحزب الباب لوسائل الإعلام، لأول مرة في المغرب، والتي لم يسبق أي تنظيم حزبي أن قام بها. وقال العثماني إن الحزب سيبقى وفيا لمبدأ العدالة الاجتماعية والدفاع عن قضايا الأمة في فلسطين والعراق، وأنه لا يجد أي حرج في إدانة ما يرتكب ضد الشعب الفلسطيني، وما يرتكب اليوم ضد الشعب العراقي. وعن نظرته لإصلاح المشهد السياسي في المغرب، قال الأمين العام الجديد للعدالة والتنمية إن الحزب سبق أن قال إن أول حلقة في الإصلاح السياسي، تتمثل في إصلاح المشهد الحزبي، عن طريق الإسراع في إخراج قانون الأحزاب السياسية إلى حيز الوجود، مبرزا أن من حلقات الضعف في الديمقراطية المغربية، هو عدم قدرة الأحزاب السياسية المغربية على تحديث أساليب عملها وتواصلها، وعلى الالتزام بقدر معقول ومقبول من الديمقراطية الداخلية، ومن الشفافية، ومن النضالية، ومن البعد السياسي الذي يجعلها تقنع الشباب المغربي، والمواطنين المغاربة عموما للانضمام إليها، وبالتالي إعادة الثقة إلى هؤلاء المواطنين في الحياة السياسية، وفي الانتخابات وفي المؤسسات المنتخبة. وبخصوص موقع حزبه في الخريطة السياسية قال العثماني: نحن في المعارضة، وسنستمر في المعارضة، ويبدو أنه ليس هناك جديد في الحياة السياسية، وفي أداء الحكومة الذي يقنعنا، بعدم الاستمرار في المعارضة. ولم يفت الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن يؤكد أن حزبه بقي قويا، وموحدا، ومحبوبا من قطاع عريض من الشعب المغربي، على الرغم من الحملة التي شُنت عليه من لدن الجهات المنافسة سياسيا، أو الجهات الإعلامية التي ساهمت وانخرطت في هذه الحملة. واعتبر العثماني أن الحملة على الحزب بدأت تخف منذ مدة، لما فهمت الجهات المعنية أن تلك الحملة سياسوية، انتخابوية بالأساس، ولم تؤت أكلها، إذ رجعت على أصحابها بعكس ما كانوا يتوخونه. وقال إن الحزب أقوى مما كان قبل 16 ماي، وليس لدينا أي مبرر لمعاداة أي حزب، ولا للإصرار على مقاطعته، بل العكس". وفي سياق آخر اعتبر الدكتور لحسن الداودي اختيار الأمين العام الجديد نتيجة صائبة، وأنه رجل المرحلة، فيما عبر عن غرابته لاختياره من ضمن المرشحين لمنصب الأمين العام. وفي السياق ذاته، قال محمد خليدي إن سعد الدين العثماني سيكون في مستوى تدبير الشأن السياسي، وأنه منذ كان نائبا للأمين العام، راكم تجربة وخبرة، وسيكون الأمر سهلا بالنسبة إليه، على اعتبار أن له علاقات على مستوى القاعدة والقيادة. عبد الغني بوضرة الدكتور عبد الكريم الخطيب ل"التجديد": هذه المهمة يلزمها شباب كما قلت سابقا، جميع الإخوان بالنسبة لي أعضاء الأمانة العامة، كلهم مستعدون، وقادرون على تحمل المسؤولية، ولكن ما دام المؤتمر اختار وعين سعد الدين العثماني، فله تجربة مهمة في السنين الماضية، أتمنى له النجاح والتوفيق، والكثير من الصبر، لأن الأيام الآتية أخشى أن تكون صعبة. لم أكن أتوقع النتيجة، فالكل عندي سواسية، ولم أصوت على أحد، لأنني لا أستطيع أن أختار واحدا دون الآخر. الآن هذه المهمة يلزمها شباب، ليقود هذا الجمهور من الشباب.