تحت خيبة جولات الحوار الاجتماعي، وآثار إضراب قطاع النقل الذي هزّ المغرب اقتصاديا واجتماعيا، يتظاهر اليوم الجمعة في مختلف المدن المغربية آلاف العمال والعاملات بالقطاع العام والخاص للاحتفال بعيد الشغل الأممي، ويتوقع أن تكون الاحتفالات صاخبة وقوية نتيجة ارتفاع الأسعار من جهة، وتردي القدرة الشرائية للمواطن من جهة ثانية، إضافة إلى تلكؤ حكومة عباس الفاسي في تحسين وضعية الشغّيلة. وأكد سعيد مندريس، قيادي بالاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن فاتح ماي لهذه السنة 2009 يتزامن مع جولات للحوار الاجتماعي غير ذات نتيجة، وقال مندريس إنه بالرغم من المطالب الكثيرة والمتراكمة للنقابات ووضوح مواقفها بخصوص كل مطلب؛ فإن الحكومة لم تمتلك الجرأة بعد للحسم فيها. وأكد المسؤول النقابي أن هذه السنة العمالية منذ فاتح ماي الماضي عرفت الكثير من التوترات الاجتماعية القوية، في قطاعات شتى، انفجرت بقوة في إضراب النقل على إثر مدونة السير المختلف حولها. قادتها المركزيات النقابية الأربع، باستثناء نقابة الوزير الأول التي يقودها شباط. هذا، وأثارت المركزيات النقابية الانتباه إلى الحوار الاجتماعي وضعف القدرة الشرائية في شعاراتها لفاتح ماي، فبينما تحتفل نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بفاتح ماي تحت شعار لا مصداقية للحوار الاجتماعي بدون تحسين حقيقي لدخل الشغيلة، مؤكدا على ضرورة النضال من أجل تحقيق شروط العيش الكريم للشغيلة وللفئات المسحوقة من المواطنين. يخلد الاتحاد المغربي للشغل ذكرى فاتح ماي 2009 تحت شعار من أجل الدفاع عن القدرة الشرائية للمأجورين وعموم الفئات الشعبية، حيث دعا إلى المشاركة الجماعية المكثفة في التظاهرات العمالية، وجعل فاتح ماي يوما للتضامن ولرفع الأصوات عاليا من أجل تحقيق مطالب الطبقة العاملة. واعتبرت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل العيد الأممي للشغل مناسبة للاحتجاج على تلكؤ الحكومة وأرباب العمل في تلبية مطالب الشغيلة وتهربهم من حوار جدي ومسؤول يفضي إلى تلبية المطالب وصيانة الحقوق والمكتسبات كشعار لها، وأكدت أن فاتح ماي هو ذكرى سنوية للتعبير عن استمرار الالتزام والتعاقد والتضامن، ومن أجل التضامن مع قضايا الشعوب العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحقها في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وتحت شعار: لندعم حقوق ومطالب المأجورين واستقرار الشغل لمواجهة تداعيات الأزمة، دعت الفيدرالية الديمقراطية للشغل إلى تحسين الظروف المادية والمعنوية لعموم المأجورين، وسن حوار جاد ومسؤول يفضي إلى نتائج واتفاقات. وقال سعيد مندريس عضو المكتب الوطني للاتحاد الوطني للشغل إن الطبقة العاملة اليوم تجد نفسها في موقف حرج نتيجة تجاهل الحكومة لمطالبها، وشدّد مندريس على أن حكومة عباس الفاسي تتعامل بطريقة تعود إلى الماضي، وهي عقلية التماطل والتسويف واستغلال الوقت، وتسعى من وراء ذلك إلى إضعاف النقابات وإحباط الطبقة العاملة حتى تيأس من العمل النقابي. ويتزامن فاتح ماي لهذه السنة مع الإعداد لانتخابات المأجورين التي ستجرى بين 14 و19 ماي 2009, وقال مندريس إن النقابات منشغلة بهذا الملف، مؤكدا أنها ملزمة برفع إيقاع علمها ونضالاتها من أجل تعبئة الطبقة العاملة للانخراط في تلك الانتخابات، وذلك من أجل إقرار المطالب المشروعة والحقوق العادلة.