زوجي يقطع صلاته؛ فهو تارة يداوم على صلاته، وتارة أخرى يترك مثلا الظهر أو العصر، المهم في الفترة الأخيرة ترك الصلاة كلها، وأناقشه -والله العظيم- بطريقة مهذبة وناعمة، لكن دون نتيجة. وأخيرا علمت ما جعله هكذا؛ فصديقه يستهزئ به عندما يقوم للصلاة؛ لأنهم عندما يجتمعان أسمع نكاتهما وسخريتهما من أصحاب الدين. إن مما نستقرؤه من المشاكل الدعوية العديدة شكوى الزوجات من عدم اهتمام أزواجهن بعباداتهم والتزامهم!. وهنا نتساءل: هل يوجد أزواج يزعجهم عدم التزام زوجاتهم؟ إذا وجدت مثل هذه الحالة؛ فأين أصوات الأزواج، واعتراضهم على عدم التزام زوجاتهم؟. هل المرأة اليوم أكثر حرصا على الالتزام من الرجل، أم أن الرجل أقل شكوى من المرأة؟ هل كثرت المغريات أمام الرجال فأضحى التزامهم مهلهلا بتأثير صحبة السوء، وما يقدمونه من خدمات مجانية لنشر الفساد؟ لماذا يغدو قلب المرأة متحرقا لو لاحظت أن زوجها بدأ يفك عرى الإيمان ويتبع غواية الشيطان؟ لماذا لم تتحرق على أبيها أو أخيها؟! الجواب واضح معلوم، وهو أن ارتباط المرأة بزوجها ارتباط غير عادي، وهو يقوم على التوافق، وعلى حفظ الحقوق؛ فإن لم يحفظ الزوج حق ربه في أداء الصلاة؛ فكيف يراعي حقها كزوجة؟. ثمّ من يستمع إلى الذين يستهزؤون بالدين لا شك أنه سيتأثر بهم، وهو قد يستمع لأصدقائه ليرضيهم، وليحتفظ بصحبتهم، ولكن ما النتيجة؟ سيتأثر إيمانه، وبالتالي عمله الصالح. لقد أمرنا الله تعالى أن نترك المجلس الذي به أفراد يهزؤون بالدين وآيات القرآن؛ لأن أصحاب هذا المجلس يدعون إلى النار وسوء المآل. وقديما قيل: الوحدة خير من جليس السوء، وشبّه النبي عليه الصلاة والسلام جليس السوء بنافخ الكير الذي إما أن يؤذيك برائحته، أو يحرقك بناره. وحض الأوائل بحكمهم وأقوالهم على مخالطة الأسوياء الأنقياء: عاشر من ينهض بك حاله، ويدلك على الله مقاله؛ ذلك لأن عدوى الأمراض النفسية سرعان ما تنتقل إلى الآخرين. أختي الكريمة، إن علاج قضية التهاون بالصلاة لدى زوجك تبدأ بترك هؤلاء الأصدقاء، والتعرف على أصدقاء جدد تكون فيهم من صفات الخير ما يساعده على العودة إلى الطريق الصحيح، والنظر إلى هذا الدين بروح اليقين، والمحافظة على شعائر الدين وإقامة الصلاة في أوقاتها بنشاط ومواظبة دائمين. وأما دورك أختي الكريمة؛ فهو أن تصبري في دعوة زوجك إلى الصلاة، وأن تتزودي وتزدادي من التقى حتى يصبح لكلامك تأثير، وعليك أن تعرفي الجوانب التي يتأثر من خلالها زوجك فتجذبيه إلى درب الخير بواسطتها، وأن تقومي بعمل علاقات اجتماعية مع أسر يتميز أفرادها بالصلاح.