الصلاة هى من أفضل أعمال الإسلام وأعظمها شأنا، وهى ركن من أركان الإسلام الخمسة، بل هى عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين. وقد ثبتت فرضيتها بالكتاب والسنة. أما الكتاب فقوله تعالى { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } النساء 103، وأما السنة فقوله صلى اللّه عليه وسلم ( خمس صلوات كتبهن اللّه على العباد، فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند اللّه أن يدخله الجنة). وقد حذر الرسول صلى اللّه عليه وسلم من تركها والتهاون فى أدائها من ذلك قوله صلى اللّه عليه وسلم:( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة )،هذا ولا تسقط الصلاة عن المسلم البالغ العاقل إلا إذا كانت المرأة حائضا أو نفساء، واذا كان هذا شأنها وكانت أولى الفرائض العملية فى حديث ( بنى الإسلام على خمس:شهادة ألا إله إلا اللّه وأن محمد رسول اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا)كان قضاء الفرائض حتما على كل مسلم،والتفقه في أدائها ومعرفة كيفية جبرها وقضائها، ولكن الملاحظ أن غالبية المسلمين ومع طغيان العادة والتقليد والغفلة والاعتزاز بالعلم الوافر يرى أن هذا النوع من الفقه ليس من الأولوية بمكان، الأمر الذي ساهم في تضييعها فحق علينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحنا لما سواها أضيع، ولا نجد من يواظب على أداء صلاة الصبح إلا من رحم ربي نسأله بمنه أن يوفقنا لتحسين صلاتنا وأدائها في وقتهاوعدم التهاون في أمرها حتى تشفع لنا يوم لقائه عز وجل . فضل المحافظة على صلاة الصبح أحافظ على أداء الصلاة في أوقاتها، ومواظِب على تلاوة القرآن، غير أني غالبًا ما أصلي الصبح بعد شروق الشمس، فما رأي الدين في ذلك؟ يقول فضيلة الدكتور عبد الرحمن العدوي، الأستاذ بجامعة الأزهر: إن الله تعالى فرض على المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، وحدد لكل صلاة وقتها الذي يجب أداؤها فيه، ولا يجوز أن يؤخر المسلم الصلاة عن وقتها بغير عذر، حتى لا يكون من الذين أنذرهم الله بالويل والهلاك في قوله جل شأنه:(فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون).، أي الذين تشغلهم أحوال دنياهم عن الصلاة، فيؤخرونها عن وقتها،وقد جاء في الحديث الشريف:(أول ما يسأل عنه المرء يوم القيامة الصلاة، فإذا صلحت صلح عمله كله، وإذا فسدت فسد عمله كله). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أصحابه يومًا، فقال لهم: هل تدرون ما يقول ربكم تبارك وتعالى؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قالها ثلاثًا، قال: يقول:( وعزتي وجلالي لا يصليها أحد لوقتها إلا أدخلته الجنة، ومن صلاها بغير وقتها إن شئت رحمته وإن شئت عذبته). فمن أراد رحمة الله وجنته، فعليه أن يحافظ على أداء كل صلاة في وقتها، وبخاصة صلاة الصبح فإنها مشهودة تشهدها الملائكة، وقال الله فيها:(وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا). فعليك أيها السائل أن تحرص على أداء الصبح في وقتها، ولا يثقل رأسك إلى أن تشرق الشمس. والله أعلم. أماإذا صلى الإنسان الصبح بعد طلوع الشمس فيجيب فضيلة الدكتورالسيد نوح،أستاذ علوم الحديث (إن صلاة الصبح بعد طلوع الشمس بلا عذر إثم، بل يُعَدّ كبيرة من الكبائر، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لرجل تأخر عن صلاة الصبح ذاك بال الشيطان في أذنيه، أما القبول فعلمه عند الله عز وجل، لكن عليه أن يجاهد نفسه، وأن يتخذ من التدابير ما يحمله على القيام إلى الصلاة -ولا سيما صلاة الصبح- من النوم مبكرًا، والنوم على طهارة، وتبييت النية، واتخاذ ما ينبهه إلى قيام الصلاة من آلة أو توصية صديق أن يكلمه بالهاتف أو أهل أو نحو ذلك، وليستغفر الله كثيرًا عن هذه الصلاة التي فاتته حتى صلاها بعد طلوع الشمس، ولعله إن واظب على الصلاة بعد ذلك في مواقيتها مدركًا خطورة الذنب الذي وقع فيه لعله يقدم بذلك مبررًا عند ربه يقتضي قبول عمله.. والله الموفق. و يضيف فضيلة الدكتور مازن اسماعيل هنية توضيحا للحكم الشرعي في الموضوع بقوله:الصلاة هي عمود الدين من أقامها أقام الدين، ومن هدمها هدم الدين، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) أيضا: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها قد كفر، وعليه فلا يجوز للمسلم أن يفرط في صلاته؛ لأنه إن ترك صلاة من الصلوات الخمس فإنه تارك للصلاة، ويرد في حقه الوعيد الثابت عن النبي (صلى الله عليه وسلم). والنبي (صلى الله عليه وسلم) حث على الاهتمام ببعض الصلوات خاصة، ومن ذلك صلاة الفجر، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عنه أبو هريرة (رضي الله عنه): تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر، ثم يقول أبو هريرة فاقرؤوا إن شئتم (إن قرآن الفجر كان مشهودا). فعلى هذا المفرط أن يعلم أنه لا يجوز له أن يترك صلاة، وإن تركه للصلاة يعني عدم إدراكها مطلقا، فلا يتصور أن قضاء الصلاة يعد جابرا لتركها، ولا تجبر هذه المعصية إلا بالتوبة والإنابة . فعلى كل مسلم أن يستحضر في ذهنه ونفسه كل ما ورد من تشديد على تارك الصلاة، وأن يستحضر فضل الصلاة وفضل صلاة الفجر على وجهه الخصوص؛ ليكون في ذلك له العزم والإرادة على القيام بصلاتها في وقتها كيفية قضاء الصلوات الفائتة كنت مواظبًا على الصلوات الخمس، ولكني تركت بعض الصلوات في الصيف الماضي كسلاً أو نسيانًا، وكنت أكتب الصلوات التي تركتها بقصد الإتيان بها في وقت لاحق، إلا أن الورقة قد ضاعت مني. فماذا أفعل لتعويض ما فاتني من هذه الصلوات؟ وجزاكم الله خيرا يقول فضيلة الدكتور أحمد طه ريان -أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر-: إن ترك أداء الصلاة عمدًا من أعظم الكبائر بعد الإشراك بالله تعالى، بل ذهب بعض العلماءأنه يُحكَم عليه بالكفر، وذلك لحديث جابر:(ليس بين العبد وبين الكفر أو قال الشرك إلا تركُ الصلاة). وكذلك حديث بريدة: قال: قال عليه الصلاة والسلام:(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، إلا أن جمهور الفقهاء أجمعوا إلى أن تارك الصلاة عمدًا وهو مقر بوجوبها فإنه مسلم عاصٍ وليس بكافر، وذلك لما ثبت من قوله عليه الصلاة والسلام:(لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس بغير نفس) وقالوا إن المراد بلفظ الكفر الوارد في بعض الأحاديث السابقة إنما يُقصد منه التغليظ أو التوبيخ؛ أي أن أفعاله صارت أفعال كافر. وأيا كان الحكم بالكفر أو بالعصيان والفسق، فإنه وصف شنيع لا ينبغي للمسلم أن يُوصَف به فضلاً عن شدة الجزاء عليه يوم القيامة حين يفتضح أمره بين الخلائق في هذا الموقف العظيم. وأقول: أسرع بالتوبة والندم على هذا التفريط في فريضة عظيمة، بل هي أعظم فريضة في الإسلام بعد الشهادتين، ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله: بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا. ثم بعد التوبة يجب أن تبادر بقضاء ما تركته من تلك الصلوات فإن لم تتذكر القدر المتروك، فاقضِ ما يغلب على ظنك، والأحوط أن تقضي كل المدة التي تكاسلت عن بعض الصلاة فيها، على أن تصلي مع كل فريضة حاضرة فريضتين من تلك الصلوات المتروكة، لعل الله أن يعفو عنك مما حدث منك من تقصير في حق ربك عليك، وينتهي القضاء في وقت قصير والله أعلم وجاء في موسوعة الفتاوى المصريةاختلاف فقهاء المذاهب الأربعة فى حكم ترتيب الفوائت مع الصلاة الحاضرة على النحو التالى: يرى فقهاء الحنفية أنه يجب الترتيب بين الفوائت إذا لم تبلغ ستا غير الوتر. فمن كانت عليه فوائت أقل من من ست صلوات وأراد قضاءها يلزمه أن يقضيها مرتبة فلو صلى الظهر قبل الصبح مثلا فسدت صلاة الظهر ووجب عليه إعادتها بعد قضاء صلاة الصبح . ويسقط الترتيب بأحد أمور ثلاثة: 1 - أن تصير الفوائت ستا غير الوتر. 2 - ضيق الوقت عن أن يسع الوقتية والفائتة. 3 - نسيان الفائتة وقت أداء الحاضرة. ويرى فقهاء المالكية أنه يجب ترتيب الفوائت فى نفسها سواء كانت قليلة أو كثيرة بشرطين: 1 - أن يكون متذكر للسابقة. 2 - أن يكون قادرا على الترتيب. كما يجب ترتيب الفوائت اليسيرة ومقدارها خمس صلوات فأقل مع الصلاة الحاضرة فلو خالف وقدم الحاضرة عمدا صحت صلاته مع الإثم. أما تقديم الحاضرة سهوا فلا إثم. ويندب له فى الحالتين إعادة الحاضرة بعد قضاء الفائتة. ويرى فقهاء الحنابلة أن ترتيب الفوائت فى نفسها واجب سواء كانت قليلة أو كثيرة، فإن خالف الترتيب بأن صلى العصر قبل الظهر مثلا لم تصح المقدمة على محلها إلا إذا كان ناسيا حتى فرغ من الصلاة، فتصح الصلاة بالنسبة للثانية. أى المقدمة كما يجب تقديمها على الفوائت، وإذا قدم الحاضرة على الفوائت ناسيا صحت صلاته =. ويرى فقهاء الشافعية أن ترتيب الفوائت فى نفسها سنة سواء كانت قليلة أو كثيرة، فلو قدم بعضها على بعض صح ذلك =. وترتيب الفوائت مع الحاضرة سنة أيضا بشرطين: 1 - ألا يخشى فوات الحاضرة. 2 - أن يكون متذكرا للفوائت قبل الشروع فى الحاضرة. فيصلى مع الصبح مما فاته من هذا الفرض، ومع الظهر كذلك وهكذا بقية الفرائض. وما دام قضاء الفوائت قد اقترن بالتوبة والندم فإن اللّه يقبل التوبة عن عباده وهو الغفور الرحيم. والمطلوب من المسلم العمل بقدر الاستطاعة امتثالا لقوله تعالى { فاتقوا اللّه ما استطعتم}التغابن16 واللّه سبحانه وتعالى أعلم . قراءة السور في الركعتين الأخيرتين من الصلاة الرباعية هل يمكن أن يقرأ المصلي في الركعتين الأخيرتين من الصلاة الرباعية سورة بالإضافة إلى سورة الفاتحة ؟ يقول الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة - أستاذ الفقه وأصوله - جامعة القدس - فلسطين : إن الأصل في الصلاة هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وأن نفعل مثلما فعل بغير زيادة ولا نقصان فقد ثبت في الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال :( صلوا كما رأيتموني أصلي ) رواه البخاري. وقد اتفق أهل العلم على أن المصلي إذا كان إماماً أو منفرداً فإنه يقرأ في الركعتين الأوليين الفاتحة وسورة بعدها. عن أبي قتادة رضي الله عنه:(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب ويسمعنا ويطول في الركعة الأولى مالا يطيل في الركعة الثانية وهكذا في العصر وهكذا في الصبح) رواه البخاري ومسلم. وفي رواية أخرى عند مسلم:( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة ويسمعنا الآية أحياناً، و يقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب). وقد بوب الإمام البخاري لحديث أبي قتادة رضي الله عنه بقوله باب(يقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب). قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:[ يعني بغير زيادة وسكت عن ثالثة المغرب رعاية للفظ الحديث مع أن حكمهما حكم الأخريين من الرباعية O] فتح الباري 2/403. وبناءاً على هذه الأحاديث فإن المصلي يقتصر على قراءة الفاتحة فقط في الركعتين الأخيرتين من الصلاة الرباعية وكذا الثالثة من الصلاة الثلاثية، وهذا في معظم صلاته، وهو مذهب جماعة كثيرة من أهل العلم. وإن قرأ المصلي في الثالثة و الرابعة وكذا في ثالثة المغرب سورة مع الفاتحة فلا بأس ولكن دون أن يداوم على ذلك. فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحياناً يقرأ السورة في الثالثة والرابعة بعد الفاتحة كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية أو قال نصف ذلك، وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة آية، وفي الأخريين قدر نصف ذلك ) رواه مسلم. فقول أبي سعيد رضي الله عنه:(وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية) يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الأخريين من الظهر بزيادة على الفاتحة؛ لأنها ليست إلا سبع آيات. وقال الشيخ الألباني معلقاً على هذا الحديث:[ وفي الحديث دليل على أن الزيادة على الفاتحة في الركعتين الأخريين سنة وعليه جمع من الصحابة منهم: أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهو قول الإمام الشافعي سواء ذلك في الظهر أو غيرها O] صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص 94. قال الإمام الماوردي:[ والقول الثاني إنها سنة في الأخريين كما كانت سنة في الأوليين، وهو في الصحابة قول أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما لرواية رفاعة بن رافع رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للرجل حين علمه الصلاة:( ثم اقرأ بأم القرآن وما شاء الله عز وجل أن تقرأ به ثم اصنع ذلك في كل ركعة)الحاوي الكبير2/135. إعداد عبدلاوي لخلافة