لا يخفى على أحد الدور الكبير للمسجد في المحافظة على الفطرة وتربية النشء خاصة إذا تعودوا من أول ظهور الإدراك وعلاقات التمييز على ارتياده بصحبة آبائهم، فالمسجد محضن تربوي ذو أثر عظيم يطبع في الطفل المثل والقيم بتأثير من الصالحين والخيرين ورواد المساجد من خلال المشاهدة والقدوة. وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلى فيجيء الحسن بن علي وهو صغير فكلما سجد النبي (صلى الله عليه وسلم) وثب على ظهره ويرفع النبي عليه الصلاة والسلام رأسه رفعاً رفيقاً حتى يضعه على الأرض. لذا وجب علينا أن نحبب الطفل في المسجد ونشوقه للذهاب إليه، بل ونحذر من كل أسلوب من أساليب التنفير من المسجد فلا عبرة للذين يرون إبعاد الأطفال وأبناء المصلين عن المساجد، غير أن أغلب المصلين يرفضون تواجد الأطفال بينهم ويدعونهم لاختيار مكان بعيد عن بيت الله للعب فهم يعتبرونهم مصدر إزعاج لا غير. ، قمنا بجولة بين المصلين فكانت تختلف آراؤهم بين مؤيد ومعارض ومن بين الرأيين يوجد رأيك أنت؛ فهل تؤيد اصطحاب الأطفال للمساجد؟؟ "" نساء يصرخن "لا" "هانتي عامر غير بالبراهش" تردد هذه العبارة سيدة وهي داخلة للمسجد فترد عليها سيدة أخرى يبدو أنها اصطحبت معها أبناءها للصلاة "هؤلاء ملائكة الرحمن وبهم يرحمنا الله وأنت تقولين عليهم براهش استغفري مولاك فأنت في بيت الله"وتتعالى أصوات لنساء أخريات في ركن آخر "سيرو تلعبو في التيساع" "واش ما لقيتو فين تلعبو" عبارات كثيرة نسمعها هذه الأيام في مساجد الرحمن ومفادها أن أغلب المصلين منزعجون من تواجد الأطفال بينهم في المسجد. تقول السيدة عائشة "لا أدري ما الذي يأتي بهؤلاء الأطفال إلى هنا..إنهم مزعجون" وبجانبها سيدة أخرى أكملت الحديث قائلة "ما عندهم والدين يأدبوهم..لا يأتون إلا للضوضاء والتشويش على المصلين" ما يعني أنهم لم يتلقوا تربية من والديهم وأضافت "يتركونهم هنا ليزعجون المصلين اللوم ليس على هؤلاء الأطفال بل على والديهم" انتقلنا إلى ركن أخر حيث بعض النساء يتبادلن أطراف الحديث حول نفس الموضوع تقول إحداهما "والله لم أهنأ في صلاتي أبدا الوقت كله وأنا أحاول أن أستمع لما يقوله المقرئ لكن دون جدوى" وتجيبها صديقتها "لقد فتنت في صلاتي فكل هؤلاء البنات اللواتي كن بجانبي كن مشغولات بالضحك ..لا أدري ما الذي يضحكهن أثناء الصلاة !!" وآخرون يؤيدون غير بعيد عن هؤلاء وجدنا نادية شابة في العشرينات تجمع حولها مجموعة من البنات ما بين 9 سنوات و15 سنة تحاول أن تعلمهم بعض مبادئ ولوج بيت الله فرحت كثيرا بهذا المنظر لعله المنظر الوحيد الذي يبشر بخير بين كل هؤلاء النسوة اللواتي كن جد منزعجات من تواجد أطفال بينهن أثناء الصلاة تقول نادية "ما أحلى أن تأتي للمسجد وتجمع هؤلاء الأطفال لتعلمهم بعض أمور دينهم فأنا أراهم كورقة بيضاء يسهل تخطيطها ونقشها فما أحلى أن اترك بصمات خير على هذه الصفحات البيضاء المشرقة لتحمل الرسالة في المستقبل" وتضيف نادية "بصراحة هناك بعض الأطفال يتفاعلون مع أترابهم ويحدثون تشويشا على المصلين ولكن هذا لا يعني أن نمنع الأطفال من المسجد بشكل أو بآخر" . في نفس السياق قال أحمد وهو يحمل ابنه على كتفيه " ما أحلى أن تذهب إلى المسجد وتحمل ابنك على كتفيك تارة أو يمشي بجانبك تارة أخرى فانا أريد أن أربيه على حب المسجد وأعلمه الصلاة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أسوة عندما كان أحفاده يلعبون معه وهو في صلاة ولا يزجرهم بل كان يتركهم في خير حال وحديث أنس: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «إني لأسمع بكاء الصبي وأنا في الصلاة فأخفف مخافة أن تفتن أمه». أما فاطمة التي كانت منشغلة مع أبنائها فقالت "ليست هناك فرصة أحسن من رمضان وصلاة التراويح بازدحامها والكم الهائل من المصلين تجعلني أختصر المسافة في فتح عيون أبنائي على أن الصلاة في المساجد يجب أن تكون هكذا طول حياتهم وحتى يأخذوا نظرة صحيحة على الصلاة في الإسلام" وحتى تتحقق مصلحة تربية الأطفال وتكوينهم من خلال المساجد، إليكم هذه النصائح: - تعويد الطفل الالتزام واحترام حرمة المسجد وتشجيعه على النظافة والنظام. - اشرح لطفلك انه في بيت الله لذا وجب احترام هذه المنزلة وحاول أن ترشده وتنظم جلوسه -إبعاد الأطفال عن بعضهم البعض في المسجد وتوزيعهم بين المصلين حتى لا يتمكنوا من التشويش على المصلين - اشتري لطفلك بعض كتب التلوين أو أشرطة (فيديو) تعليمية التي توضح بالصور كيفية الوضوء والصلاة وتحتوي على بعض الأذكار. - الاحتضان, القبلة, التربيت على الكتف, المسح على الظهر, والمدح المعتدل عند احترام الطفل لآداب المسجد يشجع الأطفال على الاستمرار ويحببه في الصلاة. - عند احترام طفلك لآداب المسجد يفضل أن تكون المكافأة فورية على كل فريضة يؤديها, كقطعة حلوى مثلاً.. - قم بمنافسة بين طفلين في المحافظة على آداب المسجد وضع مكافأة - نفذ طلبات طفلك المعقولة بشرط أن يحترم وقت الصلاة وان يراعي حرمة المسجد ولا يزعج المصلين - كونا أيها الأب.. أيتها الأم قدوة حسنة لأولادكما,بأن تكونا أكثر من يحافظ على الصلاة وأول من يصليها في وقتها. - اجعل من طفلك الصغير معلما وداعية لأقرانه بأن يوجههم عندما يخطئون ويفكر في إصلاح أقرانه من المسلمين - استخدم الإيحاء الإيجابي, وقل لطفلك أكيد أنك تشعر بالسعادة اليوم لأنك كنت هادئا في المسجد وصليت مثل الشيوخ الأجلاء واخبر طفلك انه سيكون رفيقك في كل مكان وأن مكانته أصبحت متميزة عندك لأنه أصبح يعرف قيمة المسجد - فسر لأولادك الآيات التي تتحدث عن ثواب المصلين وعقاب الذين لا يصلون. -وأنت أيها القائم بين يدي الله لا تنشغل بمن حولك وحاول التركيز في صلاتك فمتى ما حصل الخشوع في الصلاة فلن يكون هناك وقت للانشغال بما يفعله الأطفال من حولك.