مبطلات الصلاة لا يفصلنا على شهر الصيام والقيام إلا أياما معدودة، ومن رحمة الله تعالى على عباده أن يمن على عباده بالالتزام بالصلاة، فتمتلئ المساجد بالمصلين ويضيق المكان بالصبيان، وهي فرصة لترسيخ المعرفة بهذه الشعيرة العظيمة التي تختصر عمل بني آدم في الحياة الدنيا، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن انتقص منها شيء حرم المسلم أجره. والذي يجب التأكيد عليه أن إتقان الصلاة بشروطها وأركانها وهيئاتها متوقف على سؤال المسلم عنها ذوي العلم والفقه لقوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، أو اقتناء كتب وأشرطة تعلم الصلاة ولا يمنع الحياء المسلم أو مسلمة عن ذلك لأنه فيه فلاح في دنياه وآخرته. وبعدما تعرفنا على شروط وجوب الصلاة وأركانها، تأتي المعرفة بمبطلاتها، على أن نتبعها إن شاء الله بهيآتها. وقبل معرفة المبطلات،لابد للمسلم من فعل سنتين للدخول فيها: الأذان، والإقامة، الأول إيذان بدخول وقتها، والثانية تكون فور القيام للصلاة. وقد اختصر بعض الفقهاء مبطلات الصلاة في البيت الشعري: ويُبْطِلُ الصلاةَ تَرْكُ رُكنٍ أوْ فَوَاتُ شَرْطٍ مِن شُرُوط قَد مَضَوْا وأجمع الفقهاء أن مبطلات الصلاة سبعة وإن رأى بعض الفقهاء أكثر وهي: 1 ما يَنْقُضُ الوضوء: لأن الطهارة شرط في صحة الصلاة كما تقدم فإذا انتقضت الطهارة انتقضت الصلاة أي بطلت. 2 كشف العورة: لأن ستر العورة شرط في صحة الصلاة كما علمت، فإذا انكشفت العورة عمداً، بطلت الصلاة. 3 استِّدْبار الكعبة: لأنه شُرِطَ استقبالها لصحة الصلاة- إلا لجاهل- فإن كان عالماً عامداً بطلت صلاته. 4 الزِّيادة في الأركان أو النقص منها عمداً: لأنها عبادة تَوقيفية لا تجوز الزيادة عليها ولا النقص منها فإن فعل عامدا بطلت صلاته. 5 تقديم بعض الأركان على ما قبلها: ترتيب الأركان ركن من الصلاة كما علمت فإن قدم أو أخر عمدا أخلَّ بهذا الترتيب وبطلت صلاته. 6 فَسْخُ النية أو نية الخروج من الصلاة: لأن النية واستدامتها شرط لصحة الصلاة، فإن فسخها أو نوى الخروج من الصلاة بطلت صلاته. 7 الكلام الخارجُ عن الصلاة: من تكلم عامدا عالما بحرمة الكلام في الصلاة بطلت صلاته، لحديث زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم الرجل منا صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة فنزلت: ( وَقُومُوا لله قَانتين ) (238 البقرة) فَأُمِرْنا بالسُّكوتِ ونُهِينا عن الكلام رواه الجماعة إلا ابن ماجة، هذا عن الكلام العمد مع الذكر والعلم، أما الناسي والجاهل فلا تبطل صلاته بذلك. ويضيف من رأى المبطلات أكثر من سبعة إضافة: الأكل والشرب، والقهقهة، والرِّدة. ونظرا لحرص سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى على تعليم النشء أمور الصلاة بكل الطرق فقد تم نظم بعض مبطلات الصلاة شعرا ومنها: أو نافِلاتِ سَفَرٍ وإنْ قَصَرْ وتَرْكُهُ عَمدَاً كَلامَاً للبَشَرْ حرفَيْنِ أو حَرفا بِمَدٍّ صَوتَكَا أو مُفهِمَاً ولو بِضِحْكٍ أو بُكَا أو ذِكْرٍ أو قراءةٍ تَجَرَّدَا للفَهْمِ أو لم يَنْوِ شيئاً أَبَدَا أو خاطَبَ العاطِسَ بالتَّرَحُّمِ أو رَدَّ تسليماً على المُسَلِّمِ لا بِسُعالٍ أو تَنَحْنُحٍ غَلَبْ أو دُون ذَيْنِ لم يُطِقْ ذِكْرَا وَجَبْ وإن تَنَحْنَحَ الإمامُ فَبَدَا حَرْفَانِ فالأَوْلَى دوامُ الاقْتِدَا وفِعْلُهُ الكثيرُ لَو بِسَهوِ مِثلُ مُوَالاةِ ثلاثِ خَطْوِ وَوَثْبَةٌ تَفْحُشُ والمُفَطِّرُ ونِيَّةُ الصلاةِ إذ تُغَيَّرُ نَدْبَا لِمَا يَنُوبُهُ يُسَبِّحُ وَهْيَ بِظَهْرِ كَفِّهَا تُصَفِّحُ ويُبْطِلُ الصلاةَ تَرْكُ رُكنٍ أوْ فَوَاتُ شَرْطٍ مِن شُرُوط قَد مَضَوْا وخلاصة القول أن فقهاءنا فرقوا بين التعمد في مخالفة الأركان والشروط على الأفعال غير متعمدة، لأن الله تعالى لم يجعل علينا في الدين من حرج رحمة بنا.