كشف استطلاع رأي جديد أصدره معهد كالوب ونشره في موقعه على الإنترنت في السادس من مارس الجاري أن 92 في المائة من ساكنة 32 دولة يصل متوسط الدخل السنوي فيها إلى 2009 دولار أو أقل يعتقدون أن الدين مهم في حياتهم اليومية، وأظهر الاستطلاع الذي شمل 143 دولة، أن الدين يؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية للشعوب، وأن المجموعات التي تعتقد بأهمية الدين في حياتها اليومية تعيش حياة نفسية أفضل من المجموعات الأقل تدينا، وأنهم يقولون إنهم تعودوا على المعاناة في الأيام السابقة، وأنهم أقل احتمالا للتعرض لمشاعر سلبية. وأبرز الاستطلاع في تحليله لهذه الأرقام أن النظريات السوسيولوجية العلمانية التي ترى أن المجتمعات تتجه نحو العلمنة والحداثة، ويبدأ تعلقها بالدين في الانحسار بمجرد ما يحصل لديها تقدم في التعليم والمستوى المعيشي، أصبحت متجاوزة وغير قادرة على تفسير الظاهرة بكاملها، وأن الدراسات الحديثة تتجه في تفسير الظاهرة إلى أن الدين يشكل قوة إيجابية للفقراء، وخرجت نتائج الاستطلاع الذي اتخذ من عينة 1000 فرد في كل دولة، إلى أن المجموعات المتدينة تحس بأعلى درجات الارتياح النفسي، وتتمتع بالإيجابية في علاقاتها الاجتماعية أكثر من المجموعات غير المتدينة. وأكدت نتائج الاستطلاع أن الذين يعتقدون بأهمية الدين في حياتهم اليومية يتعرضون بنسب أقل للمشاعر السلبية بالمقارنة مع غير المتدينين، إذ أظهرت النتائج أن المتدينين يعانون القلق بنسبة 29 في المائة؛ بينما يعاني غير المتدينين منه بنسبة 36 في المائة، وأن نسبة تعرضهم للحزن لا تتعدى 19 في المائة؛ بينما تصل هذه النسبة في حالة المجموعات الأقل تدينا إلى 26 في المائة، وأن 65 في المائة من الذين يعتقدون بأهمية الدين في حياتهم يشعرون بالسعادة؛ بينما لا تتعدى النسبة في حالة غير المتدينين 55 في المائة، وسجل الاستطلاع في حالة الدول التي يصل متوسط الدخل السنوي فيها إلى 25 ألف دولارا أكثر تفاوتا طفيفا في نسب القلق والغضب والسعادة والحزن والانهيار العصبي، مع تسجيل التفوق للصحة النفسية لجهة المتدينين، إذ أبرزت نتائج الاستطلاع أن نسبة الذين يتعرضون للانهيار العصبي من غير المتدينين تصل إلى 12 في المائة، بينما لا تتعدى هذه النسبة 8 بالمائة في حالة الذين يشعرون بأهمية التدين في حياتهم اليومية...