جاء المغرب ضمن البلدان الثلاثة الأوائل في العالم التي يشكل فيها الدين جزءا مهما في الحياة اليومية لمواطنيها. النتيجة توصل إليها بحث أنجزه المعهد الأمريكي «غالوب» ونشرها على موقعه على الأنترنيت، يوم الاثنين 6 فبراير الجاري. حلول المغرب ضمن الثلاثة الأوائل جاء بعد إجابة 98 في المائة من المستجوبين فيه بنعم على سؤال وحيد اعتمده المعهد في الاستطلاع وهو: هل يشكل الدين جزءا مهما في حياتك اليومية؟ واحتلت مصر الصدارة في العالم بنسبة مائة في المائة، بينما كشف الاستطلاع أن أستونيا هي أقل بلدان العالم تدينا بنسبة 14 في المائة متقدمة على العديد من البلدان، سواء في أوربا أو في شرق العالم أو غربه. وذكر موقع المعهد الأمريكي أن الاستطلاع أجري بين العامين 2006 و2008، وشمل عينة من 1000 شخص في كل دولة، تتجاوز أعمارهم 18 سنة، وشمل الإستجواب 143 بلدا ومنطقة عبر العالم. وجاورت المغرب في رتبته تلك بلدان عديدة أخرى مثل إندونيسيا والكونغو كينشاسا وسيراليون ومالاوي والسينغال وجيبوتي والإمارات العربية المتحدة. إلا أن المعهد لم يقدم تحليلا لكافة النتائج، بل ركز على الأرقام التي تهم الولاياتالمتحدة، التي بين الاستطلاع أنها أكثر البلدان الغربية تدينا بنسبة 65 في المائة وإن كانت المقارنة نسبية اعتبارا لتعدد الاعتقادات الدينية وتنوعها في هذا البلد. من جهة أخرى، كشف الاستطلاع أن ثلاثة من بلدان الشمال الأوربي، السويد والدانمارك والنرويج، وواحدا من جنوب شرق آسيا، اليابان، هي الأقل اهتماما بالدين، بينما احتلت فرنسا الصف التاسع ضمن البلدان الأقل تدينا. ويبقى معدل الإجابة بنعم على المستوى العالمي مرتفعا؛ إذ بلغ 82 في المائة، مما يعني أن 8 من أصل كل 10 أشخاص يعتبرون الدين جزءا مهما في حياتهم اليومية. ولعل الملاحظة المهيمنة على النتائج العامة للاستطلاع هي أن المستوى الاجتماعي للسكان يحدد، بشكل كبير، الارتباطات الدينية والعقدية. وقد بدت هذه الملاحظة بارزة من خلال مقارنة النتائج على ضوء مؤشر الحياة الاجتماعية والتنمية في آسيا وإفريقيا حيث ترتفع نسبة الارتباط بالدين وينخفض معدل التنمية البشرية، وفي شمال أوربا واليابان وبعض البلدان الأوربية حيث التنمية البشرية تسجل أرقاما مرتفعة وتنخفض درجة الارتباط بالدين. إلا أن المعهد لم يشر على موقعه إلى المعنى الذي يعطيه لمفهوم التدين، لتبقى نتائج الاستطلاع نسبية إلى حد كبير رغم شموليته الجغرافية واتساع قاعدة المستجوبين، في حين أكد أن هامش الغلط قد تصل نسبته إلى 4 في المائة وأن منهجية الاستطلاع اعتمدت طريقتين اثنتين، أولاهما استقصاء الرأي عن طريق الهاتف، وثانيهما عن طريق الاتصال المباشر. فما الذي يقصده المغاربة المستجوبون ضمن العينة التي اختارها معهد «غالوب» بالتدين؟ وما هي أنماط التدين السائدة بالمملكة؟ ولماذا خلصت دراسة سوسيوليوجية أنجزت بالمغرب إلى نتيجة مفادها أن الممراسة الدينية أن المغاربة أقرب إلى الإعتدال ؟.