انطلقت يوم السبت 24 يناير 2009 أشغال الدورة الأولى للمجلس العلمي للجالية المغربية في أوربا، وأوضح الدكتور محمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى في كلمة له خلال افتتاح الدورة، أن مهمة أعضاء المجلس هي تنوير فكر الجالية المغربية بالبلدان الأوروبية ودرء كل الغوائل التي تهددها في هويتها الدينية والوطنية، وتحسيسها باستمرار أن لها وطنا عريقا وتاريخا مجيدا وحضارة خالدة وتراثا علميا وثقافيا ضخما، مشددا على ضرورة إيلاء بالغ الأهمية للشباب المغربي هناك لتوثيق صلته بقيم أهله وثقافة وحضارة ودين ولغة أمته. ودعا يسف إلى تقديم الدين الإسلامي في بلاد المهجر في بهائه وصفائه وفي يسره وسماحته واعتداله ووسطيته وحرصه على تحقيق الإخاء والتعاون؛ بصرف النظر عن الدين والعرق واللون واللغة، والعمل على محو الصورة الشائنة التي تكونت لديهم عنا من خلال سلوكات أقوام ليست لديهم من عظمة هذا الدين وسمو أخلاقه إلا الاسم وهم محسوبون عليه خطأ. من جانبه أوضح رئيس المجلس العلمي المغربي لأوروبا، الطاهر عبد الرحيم التجكاني، في كلمة بالمناسبة، أن المجلس سيعمل بتنسيق مع المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل القيام بالمهام المنوطة به على الوجه الأكمل، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه الجالية المغربية في بلدان أوروبا، فقد أسهمت بشكل كبير في إبراز الإسلام كمكون فاعل داخل المجتمعات الأوروبية، وذلك من خلال قوة تشبثها بهويتها الدينية والوطنية، مبرزا أن الجالية المغربية تعد من أكبر الجاليات التي أولت اهتماما كبيرا للمساجد وتفعيل رسالتها، مما أعطى لحضورها دورا خاصا في العديد من الدول الأوروبية. ودعا التجكاني إلى ضرورة تنظيم دورات تكوينية للخطباء والمرشدين الدينيين وتشجيع دور القرآن والمعاهد الدينية وإنشاء موقع إلكتروني للتواصل بين أفراد الجالية وتخصيص خط هاتفي للإرشاد والتوجيه والعناية بالمرأة، لما لها من حضور كبير بالساحة الدينية وتأهيل المرشدات وتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن. يشار إلى أن المجلس العلمي المغربي لأوروبا عكف، على مدى يومين، على تدارس مجموعة من المحاور المدرجة ضمن جدول أعماله، تهم تعميق النظر في مقتضيات الظهير الشريف المنظم للمجلس، وبداية تشخيص الحالة الدينية للجالية المغربية بمختلف البلدان الأوروبية، والاطلاع على مضامين ميثاق العلماء الذي أعلن عنه جلالة الملك في خطابه السامي بمناسبة ترؤس جلالته الدورة السابعة للمجلس العلمي الأعلى، وإعداد برنامج العمل السنوي خلال عام 2009، ودراسة مشروع النظام الداخلي.