انتهت أمس أعمال الاجتماع الأول للمجلس العلمي المغربي لأوروبا الذي افتتح أول أمس السبت لتدارس مجموعة من المحاور المدرجة ضمن جدول أعماله، تهم تعميق النظر في مقتضيات الظهير الملكي المنظم للمجلس، وبداية تشخيص الحالة الدينية للجالية المغربية بمختلف البلدان الأروبية، والاطلاع على مضامين ميثاق العلماء الذي أعلن عنه الملك محمد السادس في خطابه أمام الدورة السابعة للمجلس العلمي الأعلى، وإعداد برنامج العمل السنوي خلال عام 2009، ودراسة مشروع النظام الداخلي. "" ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى محمد يسف، في كلمة له في افتتاح الملتقى الأول أن مهمة أعضاء المجلس العلمي المغربي لأروبا، هي "تنوير فكر الجالية المغربية بالبلدان الأروبية ودرء كل الغوائل التي تهددها في هويتها الدينية والوطنية، وتحسيسها باستمرار أن لها وطنا عريقا وتاريخا مجيدا وحضارة خالدة وتراثا علميا وثقافيا ضخما، وعرشا شامخا ضاربة جذوره في عمق الزمن"، مشددا على ضرورة إيلاء بالغ الأهمية للشباب المغربي هناك لتوثيق صلته بقيم أهله وثقافة وحضارة ودين ولغة أمته. ودعا يسف إلى "تقديم الدين الإسلامي في بلاد المهجر في بهائه وصفائه وفي يسره وسماحته واعتداله ووسطيته وحرصه على تحقيق الإخاء والتعاون بصرف النظر عن الدين والعرق واللون واللغة والعمل على محو الصورة الشائنة التي تكونت لديهم عنا من خلال سلوكيات أقوام ليست لديهم من عظمة هذا الدين وسمو أخلاقه إلا الاسم وهم محسوبون عليه خطأ". من جانبه ثمن رئيس المجلس العلمي المغربي لأروبا، الطاهر عبد الرحيم التجكاني الشريف الحسني، في كلمة بالمناسبة، الجهود المبذولة من أجل النهوض بالجالية المغربية بالخارج وبأوضاعها. وأضاف "إن المجلس سيعمل بتنسيق مع المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل القيام بالمهام المنوطة به على الوجه الأكمل". وأشار إلى الدور الذي تلعبه الجالية المغربية في بلدان أروبا وإسهامها في إبراز الإسلام كمكون فاعل داخل المجتمعات الأروبية، وذلك من خلال قوة تشبثها بهويتها الدينية والوطنية. ودعا إلى ضرورة تنظيم دورات تكوينية للخطباء والمرشدين الدينيين وتشجيع دور القرآن والمعاهد الدينية وإنشاء موقع إلكتروني للتواصل بين أفراد الجالية وتخصيص خط هاتفي للإرشاد والتوجيه والعناية بالمرأة، لما لها من حضور كبير بالساحة الدينية وتأهيل المرشدات وتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن. وكان الملك محمد السادس قد أوصى بتأسيس المجلس العلمي الأعلى المغربي لأروبا في شتنبر الماضي، بعد أن بينت التطورات الميدانية عن وجود تأثير قوي للجالية المغربية التي تتأثر بأفكار وتوجهات متعددة بدأت تجلياتها تظهر على أرض الواقع في المغرب.