سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إحداث المجلس العلمي المغربي لأوروبا يعكس العناية الكبرى التي يوليها جلالة الملك للجالية المغربية بالمهجر تنوير فكر الجالية المغربية ودرء كل الغوائل التي تهددها في هويتها الدينية والوطنية
قال السيد محمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، يوم السبت بالرباط، إن إحداث المجلس العلمي المغربي لأوروبا، الذي أعلن جلالة الملك محمد السادس يوم27 شتنبر الماضي عن الشروع في إحداثه، يعكس العناية الكبرى التي يوليها جلالته لأفراد الجالية المغربية بالخارج. وأوضح السيد يسف، في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة الأولى للمجلس العلمي المغربي لأوروبا، أن «إحداث مؤسسة دينية قارة تعنى بقضايا المغاربة المسلمين بأرض المهجر، ومعالجتها في ضوء المبادئ والاختيارات والثوابت الجاري بها العمل في الوطن الأم، هو تجسيد لمعنى القرب الذي تتسم به سياسة أمير المؤمنين منذ أن اعتلى عرش أسلافه الميامين». وهنأ السيد محمد يسف أعضاء المجلس العلمي المغربي لأوروبا بالثقة الغالية التي وضعها فيهم أمير المؤمنين رئيس المجلس الأعلى العلمي، والأمانة التي حملها إياهم في تأطير مواطني الجالية المغربية المسلمة بالديار الأوروبية، وتفقيهها في أمور دينها وتبصيرها بالثوابت الوطنية والاختيارات التي أجمع عليها السلف الصالح. وأشار إلى أن انتداب أعضاء المجلس العلمي المغربي لأوروبا لهذه المهمة النبيلة، هو تشريف لهم كأشخاص وتكريم للعلم وأهله « مقرون بتكليف يضع على عاتقنا جميعا أمانة ثقيلة ينبغي أن نؤديها لمستحقيها». وأبرز أن مهمة أعضاء المجلس العلمي المغربي لأوروبا، هي «تنوير فكر الجالية المغربية بالبلدان الأوروبية ودرء كل الغوائل التي تهددها في هويتها الدينية والوطنية، وتحسيسها باستمرار أن لها وطنا عريقا وتاريخا مجيدا وحضارة خالدة وتراثا علميا وثقافيا ضخما، وعرشا شامخا ضاربة جذوره في عمق الزمن»، مشددا على ضرورة إيلاء بالغ الأهمية للشباب المغربي هناك لتوثيق صلته بقيم أهله وثقافة وحضارة ودين ولغة أمته. ودعا إلى «تقديم الدين الإسلامي في بلاد المهجر في بهائه وصفائه وفي يسره وسماحته واعتداله ووسطيته وحرصه على تحقيق الإخاء والتعاون بصرف النظر عن الدين والعرق واللون واللغة والعمل على محو الصورة الشائنة التي تكونت لديهم عنا من خلال سلوكيات أقوام ليست لديهم من عظمة هذا الدين وسمو أخلاقه إلا الاسم وهم محسوبون عليه خطأ». من جانبه ثمن رئيس المجلس العلمي المغربي لأوروبا, السيد الطاهر عبد الرحيم التجكاني الشريف الحسني، في كلمة بالمناسبة، الجهود المبذولة من أجل النهوض بالجالية المغربية بالخارج وبأوضاعها، معربا عن أمله في أن يكون أعضاء المجلس في مستوى الثقة التي وضعها فيهم أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس. وأضاف أن المجلس سيعمل بتنسيق مع المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل القيام بالمهام المنوطة به على الوجه الأكمل، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه الجالية المغربية في بلدان أوروبا حيث ساهمت بشكل كبير في إبراز الإسلام كمكون فاعل داخل المجتمعات الأوروبية، وذلك من خلال قوة تشبثها بهويتها الدينية والوطنية, مبرزا أن الجالية المغربية تعد من أكبر الجاليات التي أولت اهتماما كبيرا للمساجد وتفعيل رسالتها، مما أعطى لحضورها دورا خاصا في العديد من الدول الأوروبية. ودعا إلى ضرورة تنظيم دورات تكوينية للخطباء والمرشدين الدينيين وتشجيع دور القرآن والمعاهد الدينية وإنشاء موقع إلكتروني للتواصل بين أفراد الجالية وتخصيص خط هاتفي للإرشاد والتوجيه والعناية بالمرأة، لما لها من حضور كبير بالساحة الدينية وتأهيل المرشدات وتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن. يشار إلى أن المجلس العلمي المغربي لأوروبا عكف، على مدى يومين، على تدارس مجموعة من المحاور المدرجة ضمن جدول أعماله، تهم تعميق النظر في مقتضيات الظهير الشريف المنظم للمجلس، وبداية تشخيص الحالة الدينية للجالية المغربية بمختلف البلدان الأوروبية، والاطلاع على مضامين ميثاق العلماء الذي أعلن عنه جلالة الملك في خطابه السامي بمناسبة ترؤس جلالته الدورة السابعة للمجلس العلمي الأعلى، وإعداد برنامج العمل السنوي خلال عام2009 ، ودراسة مشروع النظام الداخلي.