شكل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفدا من علماء ورموز الأمة سيزور عددا من الدول العربية والإسلامية ليحث قادتها على العمل من أجل وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض على سكانها منذ أزيد من سنتين ونصف، كما أن الوفد يفكر في زيارة قطاع غزة وتقديم مساعدات في خطوة تضامنية مع سكانه.ويضم الوفد عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح والخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدكتور أحمد الريسوني، إضافة إلى علماء آخرين بينهم الداعية السوداني عمر البشير والرئيس السوداني الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب والداعية السعودي سلمان العودة ورئيس جبهة العمل الإسلامي في الأردن إسحاق الفرخان وغيرهم من العلماء. وقال الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يرأس الوفد، إن هذا الأخير التقى يوم السبت في العاصمة القطرية الدوحة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووجد لديه تجاوبا كبيرا ووفر لوفد العلماء طائرة خاصة للتنقل بها إلى الدول التي يريد زيارتها، ووصف اللقاء مع الشيخ حمد بأنه كان مثمرا وقال وجدناه أكثر حماسة منا، وما طرحنا قضية إلا وجدناه متحمسا لها.وأكد القرضاوي أن الأمة أشد ما تكون قوة وتماسكا في أيام المحن والأزمات، وأن هذه حالها منذ فجر الدعوة، مشيرا إلى أن الذين يحركون هذه الأمة دائما هم علماء الدين والجمعيات الدينية والحركات الإسلامية، وهم الذين قادوا الشعوب والأمة الإسلامية إلى التحرير والنصر.وأضاف أن علماء المسلمين لا بد أن يقوموا بدورهم في نصرة القضية الفلسطينية، واستغرب كيف أن الصهاينة جاؤوا إلى الأراضي الفلسطينية من كل مكان باسم الدين، ويريد البعض منا نحن أن نخرج الدين من ميدان المعركة.وأوضح أن الناس في كل مكان خلال هذه المحنة التي يعيشها قطاع غزة اتجهوا إلى العلماء وتساءلوا عن دورهم، لأن هذه الأمة يعتبر الدين فيها أساسا وجوهرا وليس شكلا، وأصلا وليس فرعا.وبدأ الوفد منذ يوم أمس الأحد جولة ستشمل بعد قطر كلا من المملكة العربية السعودية وسوريا والأردن وتركيا ومصر لحث رؤسائها على العمل لوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة، كما سيدعو الوفد الزعماء العرب إلى عقد قمة عربية وأخرى إسلامية بشكل عاجل لمواجهة خطورة الموقف وتحمل المسؤولية التاريخية من خلال موقف موحد فعال وقرارات عملية تتجاوز حالة الشجب والإدانة، حسب ما جاء في بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وأضاف البيان أن وفد العلماء سيحث القادة الذين سيلتقيهم على ممارسة ضغوطهم وتكثيف حملتهم بكل الوسائل المتاحة عبر ما يمتلكون من رصيد العلاقات والملفات الحية لإيقاف العدوان، وعلى قطع كافة أشكال العلاقة مع الكيان الإسرائيلي دبلوماسية أو اقتصادية أو ثقافية أو أمنية.وسيدعو العلماء أيضا خحسب البيان نفسه- إلى المسارعة بفك الحصار الظالم وفتح المعابر التي تمثل شريان الحياة بغير شروط، التزاما بالواجب الشرعي والأخلاقي ووفاء بحق الأخوة والجوار، واتساقا مع الشرائع السماوية ومبادئ القانون الدولي التي تحرم محاصرة المدنيين وتعتبره جريمة ضد الإنسانية.وأكد البيان أن الوفد سيحض القادة على دعم صمود المقاومة الباسلة بكل أطيافها والمحافظة عليها لأنها عنوان شرف الأمة وعزتها، وكذا على التحرك السريع لإيصال المساعدات العاجلة من الغذاء والدواء والوقود وسائر متطلبات الحياة المقدمة من العالم العربي والإسلامي لإغاثة الإخوة في غزة وتسهيل انسيابها.كما سيحث الوفد الرؤساء العرب على تصفية خلافاتهم وتوحيد صفوفهم، والتلاحم مع طموحات الأمه وشعوبها، وسيحذر من تداعيات الاحتقان والإحباط لدى الشارع العربي والإسلامي إذا لم تبادر القيادات لاتخاذ موقف شريف يحافظ على كرامة الأمة. وفي سؤال للتجديد أوضح الشيخ القرضاوي أن الوفد سيزور بلدان الطوق المحيطة بفلسطين، إضافة إلى تركيا لما لها من دور في الساحة العربية والإسلامية بتحريك عمليات التفاوض بين إسرائيل والعرب، وأن زيارة كل البلدان تتطلب جهودا كبرى تطال القارات كلها وليس العالم العربي وقادته وأن بإمكان علماء آخرين أو جمعيات أخرى القيام بمثل هذه المهمة. ووجه الاتحاد أيضا برقيتين في الموضوع نفسه وبالمطالب نفسها إلى كل من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إكمل الدين إحسان أوغلو، داعيا إياهما إلى بذل كل جهد ممكن لكي يتحمل قادة الدول الإسلامية مسؤوليتهم التاريخية في هذا الظرف العصيب الذي تمر به الأمة من وهن وتشرذم استثمره العدو الصهيوني في استباحة مقدراتها بعدوانه الوحشي على غزة. وأكدت البرقيتان أن قادة الدول العربية والإسلامية يواجهون في هذه الأيام اختبارا حقيقيا يحدد مدى وفائهم لأمتهم وصونهم لمقدراتها وتلاحمهم مع ضمير شعوبها.