تعتزم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إقرار معايير تعميرية جديدة تتعلق بالمساجد قبل نهاية السنة الحالية، فقد سبق لوزير الأوقاف أحمد التوفيق أن صرح خلال عرض ميزانية قطاعه الشهر الماضي بالبرلمان أن وزارته تواصل دراسة وضع خطة شاملة لمعمار المساجد تراعي الأسس الشرعية والعلمية والتقنية والخطوات التطبيقية لإعداد دليل مرجعي تتم مناقشته في نهاية السنة الجارية. وقد توصلت التجديد بإصدار جديد للوزارة جمعت فيه أعمال وخلاصات ندوة أجريت حول خصوصيات معمار المساجد بالمغرب في يونيو ,2007 وقد ذكر فيه مدير المساجد عبد العزيز درويش أن الوضع المتعلق بالبنيات التحتية الخاصة بالمجال الديني ما زال مقلقا بسبب المعايير المعتمدة حاليا من لدن المخططين للمجال الحضري والتي لم تسهل الطريق أمام التطور العادي لشبكة المساجد في العديد من المناطق الحضرية. ويدل على ذلك العجز الحاصل في المساجد في العديد من المدارات الحضرية، وازدياد قاعات الصلاة خاصة في مناطق السكن الاجتماعي والسكن العشوائي. في حين تعرف الأحياء التي تنتشر فيها البنايات الحديثة عجزا كبيرا في مجال البنيات التحتية الخاصة بالمجال الديني، سيما المساجد. ومن الأرقام الرئيسية التي يوردها مدير المساجد في دراسته أن المساحة المتوسطة للمساجد بجهة الدارالبيضاء تصل إلى 400 متر مربع، وأن نصف المساجد تقل مساحتها عن 100 متر مربع، وأن 94 بالمائة من أماكن العبادة التي تقل مساحتها عن 50 مترا مربع هي قاعات للصلاة ينفق عليها المحسنون، و64 في المائة من المساجد التي تتعدى مساحتها ألف متر مربع تنفق عليها وزارة الأوقاف. وقد تضمن العرض جملة من المعايير التعميرية الجديدة الخاصة بالتجهيزات المسجدية، والتي ستعمل الوزارة على تعميمها على كل مشاريع بناء المساجد، ومنها ضمان توزيع منتظم لبيوت الله في المشاريع العمرانية، وتسهيل وصول أكبر عدد من سكان الحي للمسجد مسافة ووقتاً، ومن حيث الموقع لا أن يختار للمسجد المنطقة التي تمثل أهم تكثل سكاني في الحي أو الدوار، على ألا تقل مساحة المسجد في الحد الأدنى 200 متر مربع. وحسب وزارة الأوقاف فإن القاعدة المطلوبة في المساحة اللازمة لبناء مساجد الجمعة هي متوسط الكثافة السكانية لكل حي مضروب في ,29 وفي مساجد الأحياء متوسط الكثافة مضروب في 6,.3 ومن حيث الولوج، اعتبر مدير المساجد أنه من الواجب أن يصل المصلون إلى مساجد الأحياء بعد المشي مسافة أقصاها 300 مترا، و600 مترا بالنسبة إلى مساجد الجمعة، فضلا عن ضرورة إنشاء مصليات في كل عمالة أو إقليم أو منطقة سكنية شاسعة، وبالقرب من التجمعات الكبرى بالقرى. وبالإضافة إلى فضاء الصلاة، ينبغي ـ حسب الدراسة ـ أن تتوفر المساحة المخصصة للمساجد على صومعة وصحن ومسكن للإمام والمؤذن وكتاب قرآني وخزانة ومحلات تجارية وسكنية لتغطية مصاريف تسيير المسجد...