تشرع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية غداً الخميس في تنفيذ برنامج تكويني لفائدة 150 مرشحاً و50 مرشحة من بين حاملي الاجازة لمدة 12 شهراً ليكونوا الفوج الأول ضمن برنامج لتكوين العدد ذاته من الأئمة والمرشدات سنوياً، وسيشمل التأهيل الشرعي والاجتماعي والثقافي، وكل ذلك يندرج في برنامج تفعيل الخطة الوطنية للارتقاء بالمساجد، رسالة وموقعاً حسب ما سبق أن صرح به ل التجديد مدير المساجد عبد العزيز درويش، بالنظر لدور الإمام في النهوض بيوت الله دينياً وثقافياً واجتماعياً. وكان باب الترشيح قد فتح في وجه حملة الإجازة في مختلف التخصصات إذ بلغ عدد المترشحين 716 فردا بالنسبة إلى الائمة و516 مترشحة بالنسبة للمرشدات، وسيتلقى الطلبة دروسا وتداريب مكثف تدور حول استكمال التكوين الشرعي، والتكوين المهني والأدبي، إضافة إلى المعارف الضرورية المتعلقة بالمحيطين الوطني والدولي، وأساليب التواصل مع المجتمع وخدمته، سيما في مجال محاربة الأمية، مما يجعل هذه التداريب مختلفة عن سابقتها المعهودة. وسيحصل الطلبة الأئمة والطالبات المرشدات على منحة شهرية قدرها 2000 درهم طيلة مدة التكوين. وبهذه المناسبة خصصت الوزارة المكلفة حفل استقبال على شرف الطلبة ترأسه أول أمس أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمجلس العلمي بالرباط، وقال خلاله إن إحداث هذا السلك جاء تنفيذا للأمر الملكي القاضي بإحداث تكوين لفائدة الائمة والمرشدات كل سنة لتدعيم سياسة إعادة هيكلة الحقل الديني والرفع من كفاءة مؤطريه. وأضاف أن هذا السلك يفتح بكيفية رسمية طريقاً لحملة الشهادات الجامعية للاسهام بكيفية دائمة في تأطير المجتمع من خلال إمامة الصلاة بالمساجد وإلقاء خطبة الجمعة والقيام بالوعظ وإرشاد المواطنين والمواطنات في أمور العبادة والمعاملات. وقال الوزير إن هذا الفوج لن يعوض بعد تخرجه الأئمة القائمين حالياً في المساجد، ولكنهم سيلتحقون حيث تدعو الحاجة إليهم، سواء في المساجد الجديدة، أو القديمة، مضيفا أنه حتى بعد تخرج هذا الفوج والأفواج التي تليه سيظل الأئمة الجدد من غير صنفهم يلتحقون بالمساجد إذا توفر فيهم شرطان: شرط التزكية العلمية للمجلس العلمي وشرط التعيين من لدن وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية حسب ما يقتضي ذلك القانون المنظم لأماكن العبادة. وشدد المسؤول الحكومي على ضرورة استيعاب الإمام ل فكرة لا تقل أهمية عن العلم بشروط الإمامة وثقافتها، وهي فكرة اندماج فهم الإمام وخطبته ونفسيته في محيطه الاجتماعي والسياسي حتى يسهم في البناء الأخلاقي للأمة، وفي صيانتها في شروطها التاريخية الحالية والمستقبلية مما يكدر صفو أمنها وطمأنينتها. واعتبر أن استيعاب هذه الفكرة بتأصيلها الشرعي سيخرج الأئمة وكل المتكلمين في الدين من الحرج، فيوفقون بين ما هو مطلوب منهم شرعاً، وبين ما هو منتظر منهم على المستوى السياسي والاجتماعي. و.م.ع بتصرف