أوضح مصطفى بنحمزة بأن هناك علاقة بين المدينة والتدين، وبالتالي فإن المدن الإسلامية لا تشبه مدن أوروبا أو آسيا، محيلا إلى بعض المراجع في التراث ككتاب البنيان لابن الرامي الذي كان بناء وفقيها. وأكد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، أن المدينة في الإسلام تنتظم حول المسجد، ولهذا نجد دكاكين العطارين وبائعي الأثواب وغيرهم في محيط المسجد في المدن العتيقة كفاس. مشيرا بالمناسبة أنه من العبث وضع تصورات غير دينية لأناس متدينين. وقال إن غياب المسجد في الحي يؤدي إلى ظهور ناشئة منحرفة وخطيرة على المجتمع. وقد تميز برنامج هذه الندوة التي اتخذت عنوانا لها في سياسة المدينة ... وجدة نموذجا والتي نظمت بدار الطالبة بوجدة أخيرا، بمداخلة عبد الرحمن حرادجي مدرس مادة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، عرض خلالها بعض الصور المعبرة عن البناء العشوائي الذي يتسبب في الكوارث أثناء الفيضانات، مؤكدا أن الإنسان هو الذي يعتدي على الطبيعة باحتلاله مجاري الأودية وإقامة البنايات. كما تحدث عن ظاهرة ترييف المدن بالمغرب، واستغرب لوجود أشجار مثمرة في الشوارع العمومية، واحتلال الأرصفة، وتربية الدواجن في الفيلات! إلى ذلك ألقى عبد الحق الصادق مداخلة تناولت موضوع المدينة والتخطيط الحضري، كما ألقى رشيد حدادي عرضا بعنوان استراتيجية إعادة هيكلة الأحياء، ومحمد بلعوشي عرضا بعنوان المدينة والموارد البشرية، كما تناول بدر المقري موضوع المدينة والسياحة الثقافية. هذه الندوة التي نظمتها كل من جريدة السند الإلكترونية وجريدة الجهة الشرقية، وحضرها مهتمون وطلبة، هدفت حسب المنظمين إلى تعميق النقاش حول استراتيجية تنمية المدينة من زوايا مختلفة.