صرح مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي بوجدة، لـالتجديد بأن اللغة العربية هي بمثابة عورة الأمة الإسلامية، وأن بقاء الإسلام رهين بالاهتمام بها لأن بعض العلماء اشترطوا تعلمها على الداخلين في الإسلام. مضيفا أنها وعاء مفاهيم الشريعة التي تخاطب بها الأمة الإسلامية، كما أن اللغة العربية هي الخطاب المعتمد في بناء الأمة، مؤكدا، على هامش الندوة التي أشرف على تنظيمها المجلس العلمي المحلي بوجدة بتنسبق مع جمعية حماية اللغة العربية وشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، أن من يسعى اليوم إلى إقصائها ومحاربتها، إنما يسعى إلى محاربة الدين الإسلامي، كما أشار إلى أن العربية ليست مجرد لسان فقط وإنما هي حاملة لقيم وأخلاق ثقافة وتاريخ ونظرة إلى الكون. ومن جهته، أكد حسن بن أحمد النعمي وهو من جامعة الإمام بالرياض بالمملكة العربية السعودية، خلال الندوة التي نظمت بكلية الآداب بوجدة يومي 5 و 6 مارس,2009 أن المغرب على رأس البلدان التي تهتم بعقد المؤتمرات والندوات حول اللغة العربية، و ألقى مداخلة بعنوان أثر فكرة الإعجاز البياني في القرآن الكريم في صد هجمة الشعوبية في العصر العباسي، مبرزا دور الجاحظ في صد الشعوبية، وهو أول من استعمل هذه الكلمة. وعرف الشعوبية بأنها حركة عدايئة تعصبية تقوم على مناهضة العرب وتأليب الخصوم عليهم في كل مكان، بدأت لدى الفرس ثم انتقلت إلى الإثنيات المختلفة الأخرى. وحاولت إدخال الأفكار المجوسية وتخريب اللغة العربية من الداخل. ثم أشار إلى الشعوبية المعاصرة، والتي اعتبرها أشد فتكا من الشعوبية القديمة؛ مقترحا بعض الآليات للتصدي لها. وقال الشيخ محمد عزير شمس، وهو من علماء الهند، إن ابن بطوطة كان له الفضل في التعريف بالهند منذ 7 قرون، وذلك بفضل رحلاته المشهورة، والتي تتضمن فصلا طويلا حول ما وجد في الهند من عادات وتقاليد وأعراف ومآثر. وأرجع المحاضر الفضل في الاهتمام باللغة العربية في الهند إلى علماء مغاربة كالشيخ تقي الدين الهلالي الذي تعلم وعلم في المعاهد الدينية بمدينة دلهي، وتخرج على يده أبو الحسن الندوي، وكان له منهج التدريس المباشر وليس عبر الترجمة. كما عرج المحاضر خلال هذه الندوة التي عرفت حضورا متميزا للطلبة والباحثين والمهتمين على بعض الصعوبات التي تعترض اللغة العربية في الهند، وعلى رأسها الدعوة إلى الاكتفاء بالترجمة والاستغناء عن العربية في دراسة القرآن وعلوم الدين الإسلامي. وأشار إلى تزايد عدد الكتاب بالعربية في الهند وكذا الدوريات والمنشورات التي تصدر بالعربية. وقال في محاضرته إشكالية العلاقة بين اللغة العربية والعلوم الشرعية إن علماء الهند المستعربين يحافظون اليوم على اللغة العربية باعتبارها أهم قلاع وحصون الإسلام. محمد عبد الله الجعيدي، رئيس اللجنة الدولية للغات والحوار وأستاذ اللغة العربية والمادة الإسلامية بجامعة مدريد بإسبانيا، شارك في هذه الندوة بمحاضرة تحت عنوان: المعوقات التراثية المحلية لتعلم العربية وتعليمها لغير الناطقين بها، وهو معروف بكتاباته في المقاومة الفلسطينية بالإسبانية، وقد ترجم أزيد من 25 كتابا من الإسبانية إلى العربية والعكس. كما عرفت التظاهرة كذلك مداخلات لأساتذة وباحثين من نيجريا والجزائر ومصر، إلى جانب أساتذة وباحثين جاؤوا من جامعات مختلفة من مدن المملكة.