نظم المجلس العلمي المحلي بوجدة، أخيرا، يوما دراسيا حول «التطبيقات الفقهية بالمغرب» بمشاركة عدد من العلماء والأطر الدينية والوعاظ بالجهة الشرقية. وذكر السيد محمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، خلال هذا اللقاء، الذي حضره والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة-أنجاد السيد محمد إبراهيمي، ورؤساء المجالس العلمية المحلية بالجهة، أن هذا اليوم الدراسي يندرج في سياق تفعيل ميثاق العلماء الذي أعلن عنه جلالة الملك محمد السادس، رئيس المجلس العلمي الأعلى بمناسبة رئاسة جلالته للدورة السابعة للمجلس بتطوان في رمضان الماضي. وأضاف السيد يسف أن هذا اليوم الدراسي، الذي حضره أكثر من ألف واعظ وواعظة وخطيب وإمام، تخللته موضوعات قام بتقديمها وبسطها نخبة من أهل المعرفة الواسعة والتجربة الطويلة، مشيرا إلى أن الأمة المغربية ظلت دائما طوال تاريخها وفي كل الأحوال أمة متماسكة، عزيزة الجانب عصية عن أن تلين لمن رام كسر شوكتها أو العبث بمقدساتها أو انتهاك حرمتها. وبعد أن ذكر أن هذه الأمة تمتلك أسباب القوة المعنوية وشروط السلامة الذاتية والتراثية والحضارية الكفيلة بتحقيق نهضتها، أكد الكاتب العام للمجلس أن هذه الأمة، التي تواجه اليوم عدوانا على وحدتها الترابية كما تواجه شغبا على ثوابتها الدينية، لا مناص لها من التصدي للعدوان على الأرض ومقاومة المعتدين والمغيرين على مقدساتها. من جهته، ذكر رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة السيد مصطفى بنحمزة أن هذا اللقاء يرمي إلى عرض ثقافة فقهية مشتركة تتناول كثيرا من القضايا الفقهية التي أصبح البعض يرى فيها مجرد ممارسات لا تستند إلى دليل من كتاب أو سنة. وأشار السيد بنحمزة إلى أن الحديث عن المذهب المالكي في مداخلات هذا اللقاء هو حديث عن اختيار فقهي انسجم كل الانسجام مع الذهنية المغربية وجنوحها إلى التوازن والجمع بين النص والرأي في عملية الاجتهاد، مبرزا أن هذا الحديث يتجه نحو الإسهام في تقوية بناء الفقه الإسلامي في ركن قوي من أركانه وفي زاوية راسخة من زوياه وهي البناء الفقهي المالكي. وقد تم خلال هذا اليوم الدراسي طرح ومناقشة العديد من المواضيع التي تهم بصفة خاصة «طريقة الإمام مالك في التعامل مع السنة»،و«الاستدلال في المذهب المالكي ومصادره الأساسية» و«أخذ المذهب المالكي بالسنة .. تطبيق على قضايا علمية» و«الممارسة الفقهية بالمغرب .. السند الشرعي وتهمة الابتداع».