أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.. وأصوات تلاوتهم تنبعث كالنور من محارب إمامتهم .. يلجأ الناس إليهم في الصلوات الجهرية ليتنسموا كلام الله عز وجل كما أنزل على نبيه المصطفى عليه الصلاة و السلام. القارئ المغربي مصطفى زقان إمام مسجد الأندلس بالبيضاء، ثاني أكبر مسجد بعد مسجد الحسن الثاني، أحد هؤلاء المقرئين الذين عرفوا بحسن الأداء و التلاوة، والقارئ المغربي الوحيد الذي استطاع أن يفوز بالجائزة الأولى بمسابقة القرآن الكريم بمكةالمكرمة عام 1998 في البداية هل يمكنك في البداية أن تقرب قراء التجديد من مصطفى زقان ؟ القارئ مصطفى زقان قارئ بمسجد الأندلس، من مواليد 6 يونيو 1976 بمدينة سلا، متزوج ولي ابنان، وأقيم حاليا بمدينة الدارالبيضاء. كيف تعرجت في حفظ القرآن الكريم؟ بدأت حفظ القرآن بمسقط رأسي سلا حيث حفظت كتاب الله ودرست أحكام القرآن على يد الشيخ السحابي المعروف، كما تتلمذت على الشيخ صفاء الأعظمي درست قراءات القرآن بالإضافة إلى بعض المشايخ الآخرين. من كان له الفضل في تمكنك من حفظ كتاب الله؟ يعود الفضل الأول في حفظ القرآن إلى والدي حيث بدأت حفظ وتجويد القرآن منذ 8 سنوات، و كنت وقتها متأثرا بالشيخ مصطفى إسماعيل. هل كنت تتمنى في صغرك إمامة الناس وتلاوة القرآن على مسامعهم؟ كنت أتمنى أن أكون قارئا مثل الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ المنشاوي، وقد استجاب الله تعالى لأمنيتي ولله الحمد. وبفضل الله تعالى وكتابه الكريم تمكنت من زيارة عدة بلدان، حيث مثلت المغرب في عدة مناسبات ومسابقات عالمية في القرآن الكريم أولها بماليزيا عام ,1997 وبمكةالمكرمة عام 1998 حيث لازلت القارئ المغربي الوحيد الذي احتل الرتبة الأولى بالمسابقة وهذا من فضل الله تعالى ودخلنا حينها بيت الكعبة المشرفة ولله الحمد. كما مثلت المغرب أيضا في إيران عام .2003 هذا بالإضافة إلى المسابقات الوطنية أحرزت عام 1998 على جائزة الحسن الثاني في تجويد القرآن الكريم. وبفضل القران الكريم أيضا قرأت كتاب الله بمساجد الممكلة، كما تستضيفني المجالس العلمية في حفلاتها الدينية على الصعيد الوطني، وهذا كله بفضل القرآن الكريم ولله الحمد. كيف كان إحساسك وأنت تقف لأول مرة أمام محراب الصلاة بالمسجد؟ الوقوف يا أخي أمام المحراب شيء صعب، لأنه لا بد من أن تتوفر على تلاوة وأداءا جيدا بالإضافة إلى الحفظ. فالناس يحبونك محبة خاصة إذا ما كان لديك أداء وتلاوة جيدين أثناء الصلاة. أما الإحساس أثناء الوقوف لأول مرة بالمحراب فهو شيء رهيب، فكأنك تقف بين يدي الله عز وجل. ومتى كان أول وقوف لك أمام المحراب إماما بالناس؟ كان ذلك قبل أربع سنوات، أما جلوسي أمام الجمهور في مشاركتي القرآنية فقد كان منذ .1994 ما هي أهم الذكريات التي أثرت في حياتك؟ طبعا، أهم ذكرى كما ذكرت من قبل كانت سنة ,1998 هو دخول البيت الكعبة لأول مرة، لأنه لا يسمح بالدخول إليه إلا لاثنين، الملوك وأهل القرآن، وهذا شرف كبير لي. بالإضافة إلى لقائي ببعض القراء المصريين المعروفين كالشيخ نعينع والشيخ بسيوني في العراق والشيخ عامر الذي زار مؤخرا المغرب، حيث سجلت معه الكثير من الأشرطة المتواجدة في السوق. بالإضافة إلى لقائي بالشيخ الطنطاوي والشيخ البربري المصريين. على ذكر الأشرطة القرآنية، كم عدد التسجيلات التي قمت بها؟ بالنسبة للقنوات، فهناك قناة اقرأ التي سجلت بها برنامج كيف نقرأ القرآن، و ربما كنت أول مغربي يسجل بهذه القناة برنامجا عن القرآن. كما سجلت بعض التلاوات بالقناة السعودية الأولى. بالإضافة إلى كوني قارئا بقناة السادسة وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم. أما بالنسبة للأشرطة السمعية فقد قمت بتسجيل شريطين لشركة حنين يباعان حاليا في مكةالمكرمة، وكذلك سجلت لـ تسجيلات خطاب الإسلامية. و حاليا قمت بتسجيل ما يزيد على 11 شريطا مرئيا مع المشايخ الكبار بمصر، وأزيد من 40 شريطا صوتيا. كيف يعيش مصطفى زقان رمضان الكريم؟ كنت قد استدعيت قبل ثلاث سنوات من طرف الجالية المغربي المقيمة بأوربا من أجل إحياء صلاة التراويح هناك، لكن بعض الإخوة طلبوا مني أن لا أسافر إلى أوربا و أقوم بإمامة المصلين في التراويح بمسجد الأندلس الذي يعتبر ثاني اكبر مسجد بعد الحسن الثاني بالدارالبيضاء. وهذا ما كان فعلا لحد الآن. فبالنسبة لي رمضان بالمغرب ليس كرمضان بالخارج لأن له طابعه الخاص هنا. ما هي الآية التي تؤثر فيك كلما تلوتها؟ هي قول الله تعالى في أوائل سورة الحج : يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد . في الأخير، كلمة ونصيحة توجهها إلى الأمة الإسلامية؟ نصيحتي للمجتمع الإسلامي وللشباب خاصة هي التمسك بكتاب الله سبحانه و تعالى وإتباع أوامره وكذا إتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم واجتناب نواهيه. حاوره: خالد مجدوب