اعتبر مصطفى ناعمي باحث وعضو المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية أن مواقف فالسوم التي أكدها في مقالة بجريدة الباييس الاسبانية يوم الخميس 28 غشت 2008، موضوعية ومشرفة له، ويمكن أن يتبناها أي خبير دولي بالملف، وأكد ناعمي أن تأكيد فالسوم على مواقفه بعد انتهاء تعيينه في الملف، يؤكد أن الملف أخذ مساره النهائي مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي، مشيرا إلى أن المناورات الدبلوماسية الجزائرية لا يمكن أن تغير هذا المسار، ولن تؤثر كثيرا كما كانت في السابق. وقال ناعمي إنه رغم كون موقف الدول الكبرى مبني على حسابات ومصالح استراتيجية في المنطقة، تأخذ بعين الاعتبار البترول الجزائري وقضايا الأمن، الأمر الذي يدفعها إلى عدم الضغط على الجزائر، فإن الموقف المغربي الصلب يجعلها مقتنعة بأن الحل لا يمكن أن يكون ضد وحدته الترابية. هذا، وأكد المبعوث الأممي إلى الصحراء بيتر فان فالسوم في مقالة رأي بعنوان نزاع الصحراء الطويل والمضطرب، نشرتها الباييس الاسبانية أمس الخميس أن هذا الملف الذي عمّر 33 سنة يمكن حلّه إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الطرفين، مؤكدا أن الحل لا يمكن أن يكون إلا توافقيا، حيث نفى أي خيار آخر كما ترغب في ذلك البوليساريو. وأبرز فالسوم أن هذه القناعة أوصلته إلى قناعة مفادها أن حلّ مشكل الصحراء يكمن في خيارين اثنين لا ثالث لهما، خيار استمرار الوضع الحالي بكل مآزقه إلى ما لا نهاية. وخيار ثان يتمثل في مفاوضات مباشرة بين الطرفين وبدون أي شروط مسبقة، أخذا بعني الاعتبار الواقع السياسي على الأرض حيث المغرب يسيطر على مجمل تراب الصحراء وأن مجلس الأمن لا يرغب في فرض أي ضغط عليه، وعليه فإن استقلال الصحراء أمر غير واقعي إطلاقا. واعتبر أن المخرج الآخر، وإن كان صعبا وسيؤدي إلى مفاوضات حقيقية، هو أن تفكر البوليساريو في حل أقل من الاستقلال التام، غير أنه أكد في ختام مقالته على غير ذلك وقال لن يكون هناك أي تغيير في السمتقبل المنظور، سوف تستمر البوليساريو في المطالبة باستفتاء يكون من بين خياراته الاستقلال، والمغرب سوف يستمر في رفض ذلك، ومجلس الأمن سوف يستمر في التأكيد على حل توافقي. وفي الانتظار سوف يستمر المجتمع الدولي في التعود على جمود الوضع الراهن.