اعتبر مصطفى الخلفي، الباحث في العلوم السياسية، أن حلّ نزاع الصحراء يحتاج إلى حوار داخلي بين الأطراف المتدخلة، ينبني على إعادة الاعتبار لكرامة الصحراويين، وتعزيز الديمقراطية المحلية التي يجب بناؤها على أسزس الحكم الذاتي ضمن السيادة المغربية، وبأفق وحدوي فضاؤه مغاربي، بعيدا عن مزيد من التجزئة والتقسيم. وقال الخلفي في ندوة حول الصحراء، نظمها فرع منظمة التجديد الطلابي بكلية الحقوق أكدال بالرباط، يوم الخميس الماضي، إن من ينتظر حلاّ مستوردا من الخارج فهو واهم، وأكد أن ذلك لا يتجاوز أن يبقى الطرفان المغربي وجبهة البوليساريو حطبا للحسابات الدولية الكبرى ومصالحها ليس إلا. من جهته، أكد مصطفى ناعمي، عضو المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية، أن حلّ نزاع الصحراء لن يكون بالشنآن وبانغلاق كل طرف على نفسه، بل بالحوار والرغبة في الوصول إلى حلّ، واعتبر ناعمي في الندوة نفسها، أن الطريق الدبلوماسي الدولي ليس هو الطريق الصحيح لحل المشكل من جذوره، وشدّد على أن النقاش المسؤول والحوار الجدي والرغبة الصادقة في تجاوز المشكل هو ما ينبغي التفكير فيه وفعله. وتوقف ناعمي في مداخلته عند مصطلح الواقعية الوارد في القرار الأممي الأخير، وقال إنه يعني به الحقائق القائمة على الأرض تاريخيا واجتماعيا واقتصاديا وديمغرافيا، حيث العنصر الصحراوي لا يتجاوز اليوم 25% من السكان. وأكد أن اقتراح الحكم الذاتي من المغرب للتفاوض بشأنه مع البوليساريو خطأ، وكان عليه أن يتحاور مع الجسم الصحراوي في الداخل وليس في تندوف، على حدّ قوله. من جهته، أبرز الخلفي أن القرار 1813 دعّم أطروحة المبعوث الأممي إلى الصحراء بيتر فان فالسوم القائلة بعدم واقعية مطلب الانفصال الذي ترفعه البوليساريو، كما أكد على حق تقرير المصير، الذي لا يعني بالضرورة الاستقلال، ووصف المقترح المغربي حول الحكم الذاتي بذي المصداقية، كما أكد على أن وضعية وظروف الصحراويين في تندوف صعبة، في حين لم يتطرق لحقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية كما كانت تريد الدول الداعمة للبوليساريو. وتطرق الخلفي للأطراف المتدخلة في ملف الصحراء داخل الكونغرس الأمريكي والتي جعلت من القضية محط رهانات وحسابات دولية ومصالح خارجية توظف أطراف النزاع في ذلك، حصرها في اللوبي المؤيد لإسرائيل في الكونغرس الأمريكي، الذي استغل قضية الصحراء لمصلحة دفع الأطراف للتطبيع مع إسرائيل. وهناك الطرف الإنجيلي الذي يدعم جزء منه البوليساريو بينما يدعم طرف ثان المغرب، ويستغل كلا الطرفين من أجل إنجاح مشروعه في الانتشار في المنطقة، وضرب الخلفي مثلا بأطفال البوليساريو الذين يتم تنظيم زيارات لهم إلى الولاياتالمتحدة، إضافة إلى اللوبي الكوبي المناهض لسياسة فيديل كاسترو الداعم لجبهة البوليساريو، واللوبي الإفريقي، ،هذا ما يجري في ساحة واحدة فكيف إذا ما تم استحضار كافة الدول الكبرى المؤثرة في مسار القضية وكشف الخلفي في اللقاء عن وثيقة الكتاب الأبيض الذي أعدّه المصطفى السيد أحد قادة البوليساريو المؤسسين، والذي تحدث فيها عن مهمة تحرير الصحراء من الاستعمار الإسباني، ولم يتحدث مطلقا عن استقلال الصحراء عن المغرب، وهو ما أوضحه ناعمي م أن فكرة الدول المستقلة التي يطالب بها البوليساريو اليوم جاءت بعد تدخل الجزائر في الملف، وأكد أنه عندما تأسست البوليساريو لم تكن كحركة انفصالية.