حقق الرئيس السوري بشار الاسد في نهاية الاسبوع في باريس عودة كبيرة الى الساحة الدبلوماسية الدولية باعلان موافقته على القيام بخطوة تاريخية تتمثل في اقامة علاقات دبلوماسية بين دمشق وبيروت. من جهته، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه سيزور سوريا في النصف الاول من سبتمبر، بدعوة من نظيره السوري. واستقبل الاسد بحفاوة بالغة في قصر الاليزيه حيث عقدت قمة حضرها مع ساركوزي والرئيس اللبناني ميشال سليمان وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عشية قمة اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط. وفي مؤتمر صحافي تلا القمة الرباعية، اعلن الاسد وسليمان رغبتهما في اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين في مبادرة ترى فيها فرنسا والاكثرية المعارضة لسوريا في لبنان تأكيدا لسيادة هذا البلد حيال جارته القوية. ولم تفتح سفارات للبلدين في عاصمتيهما منذ استقلالهما منذ ستين عاما وذلك بعد ان قسمت فرنسااقليم الشام ورسمت حدوده. ورأى ساركوزي في هذه الخطوة قرارا تاريخيا واكد الدور الاساسي الذي تلعبه سوريا. وخصص يوم السبت لعودة سوريا الى الساحة الدبلوماسية الدولية بعد عزلة فرضها الغرب الذي ينسب لدمشق دورا في الاضطرابات في لبنان. وكان الاسد ابرز المشاركين في القمة التي ستطلق الاتحاد من اجل المتوسط بحضور رؤساء دول وحكومات 43 دولة، قد وصل ظهر يوم السبت الى العاصمة الفرنسية، ترافقه زوجته. وتعود آخر زيارة للاسد الذي تولى الرئاسة خلفا لوالده الرئيس الراحل حافظ الاسد في العام ,2000 الى فرنسا الى يونيو.2001 وكان اللقاء بين الاسد والرئيس اللبناني الاول منذ انتخاب ميشال سليمان رئيسا للبنان حيث شكلت حكومة وحدة وطنية. وسيكون الاسد ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت محط انظار اذ انهما سيجلسان الى طاولة واحدة للمرة الاولى، رغم المسافة التي تفصل بينهما، بمناسبة قمة اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط. الا ان الاسد اكد في المؤتمر الصحافي الذي عقد يوم السبت ردا على سؤال ان الانتقال من المرحلة غير المباشرة للمفاوضات الى المرحلة المباشرة يتطلب جدية الاطراف في سوريا واسرائيل. واضاف ان الجانبين ما زالا يبحثان في مبادىء لم يتفق حولها، مؤكدا ان المفاوضات يجريها حاليا خبراء.