حذر مدير معهد محمد الخامس للتعليم الأصيل بتارودانت (ثانوية محمد الخامس حاليا) من أن إقحام التعليم العصري تسبب في انسحاب العديد من الطلبة، وأضاف في ملتقى استثنائيا للمستشارين خصصه لمدارسة تطورات قضية التعليم الأصيل ومستجدات المعهد، أن عدد التلاميذ أصبحوا في تناقص مستمر من سنة إلى أخرى، وأن معالم وأدوار المؤسسة في تراجع، مشيرا إلى أن سلوكات غريبة طرأت على المعهد من قبيل انتشار ظاهرة التدخين والماحيا وغيرها..... وقد أثار المتدخلون في الملتقى أسباب تأزم الوضع التربوي للمعهد، وعلى رأسه قرار نائب وزراة التعليم السابق لتارودانت موح لطيف توحيد عتبة النجاح مع التعليم العصري، لتفقد هذه المؤسسة إحدى الخدمات الكبيرة التي كانت تنفرد بها، كما أن قرار المسؤول السابق إلحاق أقسام من التعليم العصري بالمعهد تحت ذريعة الاكتضاض في المؤسسات التعليمية أدى إلى اختلاط غير مرغوب فيه، وولد ردود أفعال قوية من لدن إدارة المعهد وجمعية آباء وأولياء تلامذته، هذا بالإضافة إلى الحديث عن مشكل جديد متعلق بمشروع بناء طريق ستمر من وسط مؤسسة المعهد وستخترق بنيابة المسجد الموجود بها. الملتقى غاب عن النائب الإقليمي لوزارة التربية وشارك فيه مستشارون جماعيون ورئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ المعهد، بالإضافة إلى رئيس مصلحة التخطيط ممثلا عن النائب، وقد استهل رئيس المجلس الملتقى بكلمة أكد فيه أن المعهد أسس للمحافظة على الأخلاق وتحصين وحماية الثقافة الإسلامية، ودعم التعليم بالمدارس العتيقة كروافد أساسية للمعهد، وقال إننا مطالبون بتشكيل قوة ضاغطة لانتزاع حقوق هذه المؤسسة التي أسسها علماء سوس من خلال جمعيتهم المناضلة. من جانبه قدم رئيس جمعية الآباء تقريرا لبعض الخطوات التي قامت بها الجمعية من أجل إزالة العراقيل التي وضعتها النيابة الإقليمية، والتي تسببت في الوضعية الحالية للمعهد على حد قوله، وعلى رأسها توحيد العتبة وإلحاق التعليم العصري، ونبه إلى نيابة التعليم لم تفعل شيئا لتفعيل مذكرات تدعم هذا النوع من التعليم لا تفعلها النيابة، واقترح تنظيم حملات إعلامية لتوجيه التلاميذ لهذا التعليم.. وأضاف رئيس جمعية الآباء نيابة التعليم رفضت مشروعا متكاملا للنهوض بالتعليم الأصيل، وتدعو إلى الإيقاف الفوري للتعليم العصري بالثانوية، وتفعيل المذكرات الصادرة في هذا الشأن، مع رفض مشروع الطريق. ممثل النيابة المهدي تحدث عن مشكل العتبة والإلحاق، وقال إن الهندسة الجديدة للتوجيه لا تسمح بالتراجع عن توحيد العتبة، كما قال إن النيابة تطبق القانون وتعمل من أجل إحقاق المساواة بين تلاميذ المجتمع من حيث ظروف الدراسة، ولهذا لجأت للمعهد للتخفيف من الاكتظاظ في مؤسسات أخرى. وفي تدخل لأحد المستشارين الجماعيين، صرح مصطفى مسلوني أن ساكنة تارودانت تحس بأن هناك مؤامرة تحاك ضد المعهد من لدن أكاديمية التربية والتكوين ونيابة التعليم، وأضاف أن مشكل الاكتضاض يمكن حله بعيدا عن فضاء المعهد كما حدث بإقليم تيزنيت، فيما شدد المستشار جمال أمين أن المعهد أرض محسبة، وأن التحبيس تم على أساس تدريس التعليم الأصيل، كما أن المعهد يساهم في الساحة الثقافية حيث إن هناك وفود عالمية تزور فضاءه بصفة شهرية... وأضاف أن المؤسسة في ملكية جمعية علماء سوس وكان على النائب السابق قبل أن يتخذ القرار أن يستشير الجمعية في الأمر، وقال بأن الجمعية قد سلمت المعهد للوزارة على أساس تطبيق برامج التعليم الأصيل وصيانته، وقد خرج النائب السابق عن هذا التعاقد. واقترح المتدخلون بعض الحلول لتجاوز الوضعية الحالية للمعهد كإلحاق طلبة من المدارس العتيقة للدراسة بالمعهد، مع تبسيط مساطر الالتحاق، والمرونة في اعتماد العتبة لإنقاذ العديد من التلاميذ من الهدر المدرسي، وتوجيه تلاميذ المستوى السادس بالابتدائيات المتفوقين في مادتي التربية الإسلامية والعربية للدراسة بالمعهد، وقد اختتم الملتقى بتكوين لجنة لمتابعة الموضوع.