حذّرت الجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات، من أن مدينة القدسالمحتلة تتعرض لهجمة استيطانية خطرة، وأن عشرات المباني التاريخية المجاورة للأقصى مهددة بالانهيار في ظل استمرار صمت المجتمع الدولي. واعتبر الأمين العام للجبهة الدكتور حسن خاطر، في تصريح له أول أمس الاثنين أن الشروع في بناء 1420 وحدة استيطانية التي تم الإعلان عنها في عدد من مغتصبات هارحوما وبسغات زئيف وبيتار عليت داخل القدسالمحتلة من قبل ما يسمى وزارة الإسكان الصهيونية، تمثل بداية خطيرة لموجة استيطانية جديدة تستهدف ما تبقى من أراضي المدينة. متوقعاً تصاعد هذه الهجمة خلال الأسابيع القادمة في صورة تنافس قوي بين مختلف القوى الاستيطانية التي شرعت فعلياً. واستنكر الدكتور خاطر صمت المجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والأمنية والقانونية على هذه السياسة التي توشك على ابتلاع المدينة وتهويدها بالكامل وتفريغها من أهلها وطمس هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وقال إن الهجمة الاستيطانية المتواصلة على المدينة يوازيها في الوقت نفسه عملية تخريب وتهديم منظمة للبلدة القديمة تستهدف مبانيها التاريخية ومقدساتها الدينية، وإن معظم المباني الملاصقة لسور المسجد الأقصى على طول المسافة الممتدة من حائط البراق إلى منطقة باب الغوانمة وعلى عمق يتجاوز أحياناً الـ (50) متراً باتجاه البلدة القديمة، أصبحت اليوم مهددة بالانهيار نتيجة تواصل أعمال الحفر الضخمة تحت أساساتها. وتابع: رغم الإنذارات الساخنة التي تتابعت على مدار الأيام والأسابيع الماضية ابتداء من الانهيار الذي وقع في ساحة الأقصى بالقرب من باب السلسلة، والانهيارات الأخرى التي تتابعت في حوش الزوربا وحوش عسيلة، والتصدعات الكبيرة والخطيرة التي ظهرت في مسكن آل الفتياني والبيوت المجاورة، وكذلك ظهور الشقوق والتصدعات وبدايات الانهيار الذي أعلن عنه اليهود في حائط البراق الذي يسمونه حائط المبكى. ولفت النظر إلى أن كل هذه الإنذارات تؤكد أن أجزاء مهمة من البلدة القديمة بما فيها أجزاء كبيرة من الأقصى أصبحت مهددة بانهيارات جزئية أو كلية في أية لحظة، إلا أن سلطات الاحتلال تواصل أعمال الحفر في أكثر من خمس مواقع أساسية في قلب المدينة وتواصل في الوقت نفسه إغماض أعينها عن هذا المصير الذي بات يتهدد هذه البقعة المقدسة. وقال خاطر إن هذه الإجراءات تعمد إلى تهديم وتخريب البلدة القديمة، لتتمكن من ترحيل أهلها عنها ووضع اليد عليها لإعادة بنائها على نمط الحي اليهودي في المدينة، وهي الحلقة الأخيرة في سلسلة تهويد القدس، حسب تحذيره. وطالبت الجبهة الإسلامية المسيحية منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس وجامعة الدول العربية وجميع المؤسسات المعنية، بتحمل مسؤولياتهم الكاملة تجاه القدس والمقدسات في هذا الوقت.