قال الشيخ رائد صلاح إن الأقصى يستغيث، والمغاربة كانوا دائما يلبون النداء، فمنذ 1100م وجدت طليعة من المجاهدين والعلماء والأولياء الذين تركوا الدنيا وأقبلوا لنصرة المسجد الأقصى، ولاشك يقول الشيخ رائد حارس الأقصى الشريف أن لتلك الطليعة أبناء وأحفاد لا يزالون يحملون رايتهم. جاء ذلك في زيارة خاصة قام بها الشيخ للملتقى الربيعي الرابع للدعوة الذي نظمه قسم الدعوة لحركة التوحيد والإصلاح يوم 24 ماي 2008 بالمقر المركزي للحركة بالرباط. وذكر الشيخ رائد صلاح أن الصهاينة اجتهدوا في المرحلة الأولى من خططهم على تحييد القضية الفلسطينية من عمقها الإسلامي، وذلك لما تآمروا على إسقاط الخلافة الإسلامية، فلما سقطت الخلافة، سقط ذلك العمق الإسلامي للقضية، ثم جاءت المرحلة الثانية من التحييد تركزت في إبعاد العمق العربي، ليتم الدخول في مرحلة جعل قضية فلسطين للفلسطينيين وحدهم، وذلك بغية تقزيمها، وفقدان تعاطف مليار ونصف من المسلمين. وقد أكد الشيخ رائد أن خطط الاحتلال لم تكتمل بعد؛ فإذا كانت قد استطاعت إقامة الدولة، واحتلت القدس الشريف، فإنها ما تزال تحاول بناء الهيكل، منبها على أن هذا المطلب يعني هدم المسجد الأقصى. ولكن يؤكد الشيخ رائد صلاح على أن المشروع الصهيوني في أفول، وذلك أنه جاءته مفاجئة من الداخل، هناك مسلمون من داخل الاحتلال ثاروا لينتصروا للمسجد الأقصى. ويضرب الشيخ رائد أمثلة على هذا النصر: بعض أبنية المسجد الأقصى، كالمصلى المرواني، والمسجد الأقصى القديم، ومسجد البوراق..هذه الأماكن كانت حسب المشروع الصهيوني ستحول إلى كنائس يهودية، ولكن يقول الشيخ رائد أن هذه الخطوة لم تطبق بفضل الله، وبإرادة كل الغيورين أصبحت هذه الأماكن تتسع لآلاف المصلين. وبهذه المناسبة دعا الشيخ رائد الحاضرين إلى العمل على إرجاع قضية فلسطين إلى مربعها الأول، وهو العمق الإسلامي والعربي، وبذلك توحد كل الجهود وتجمع كلمة كل علماء المسلمين. ويذكر أن الضيف استقبل بحفاوة، وكان ذلك بحضور المهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح ، الذي قدم عدة هدايا معبرة عن التعاطف والمساندة للقضية الفلسطينية.