بأجواء من الترحيب الواسع والمصافحات، استقبل الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في فلسطينالمحتلة عام 1948 ظهر يوم أمس الأحد (20/11) في المسجد الأقصى، في أول زيارة للشيخ رائد منذ 30 شهراً بسبب الاعتقال والمنع الصهيوني، وقد تضمنت الزيارة أداء صلاة الظهر في المسجد الأقصى وزيارة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة. وأكد الشيخ صلاح خلال الزيارة على مواصلة العمل لخدمة المسجد الأقصى المبارك، متمنياً أن يتشرف باستقبال ملايين المسلمين في حرم المسجد الأقصى. وكان الشيخ رائد صلاح قد وصل إلى الحرم القدسي قبيل صلاة الظهر من يوم أمس برفقة وفد من الحركة الإسلامية من بينهم الشيخ حسام أبو ليل والمحامي زاهي نجيدات المتحدث باسم الحركة الإسلامية، كما رافق الشيخ والدته وأخته واثنتين من بناته. وعلى باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى، أجرت الكثير من وسائل الأعلام العربية والفضائيات مقابلات صحفية مع الشيخ صلاح حول زيارته الأولى للمسجد الأقصى منذ 30 شهراً، وكذلك حول المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى، ورافقت بعض وسائل الأعلام الشيخ على مدار زيارته للمسجد الأقصى. وفي تصريحات صحفية ألقاها الشيخ لوسائل الإعلام قبالة باب الأسباط تحدث عن شعوره بزيارة المسجد الأقصى قائلاً: " الحمد لله رب العالمين أن منّ الله علينا وخرجنا من السجن وها نحن عدنا مرة أخرى إلى المسجد الأقصى مسرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أن كل منع ظالم يحول ما بين المسجد الأقصى المبارك وما بين أي مسلم على وجه الأرض سيزول بإذن الله رب العالمين ، وإنّي أدعو الله سبحانه وتعالى في هذه اللحظات أن تزول كل الحواجز المصطنعة التي تمنع مليار ونصف مليار مسلم من شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى". وتابع الشيخ صلاح قائلاً: "إنني أقف الآن في رحاب المسجد الأقصى، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن نقوم باستقبال ملايين المسلمين الذين لا محالة ستفتح لهم الأبواب بحق وبحرية ، وبإذن الله رب العالمين سيشرفنا أن نستقبلهم هنا في مسرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم". وجدد الشيخ صلاح تأكيده على أن "المسجد الأقصى المبارك هو حق أصيل ثابت للمسلمين وبيت المقدس هو حق أصيل ثابت، لا يعمر فيه الظالم، والحق هو المنتصر والظلم هو الزائل ولو بعد حين بإذن الله رب العالمين". وعن تعقيبه لوصف بعض السياسيين الصهاينة له ب (الإرهابي)، قال الشيخ : "أنا مسلم وأفتخر بأنني مسلم وهم عندما يدعون أنني إرهابي فهم لا يهاجمون شخصي أنا الذي يسمى رائد صلاح إنما يهاجمون الإسلام بدليل أن المحكمة التي عشتها لفترة أكثر من سنتين كلها كانت تحمل في مرافعتها ليس هجوما على شخصي إنما على الإسلام، فخلال جلسات المحكمة قيل إن الإسلام دين (إرهابي) ، وقيل أيضا إن القرآن الكريم يدعو إلى (الإرهاب)". وحول الادعاءات الصهيونية بأن هناك مخاطر انهيار في بعض جدران المسجد الأقصى والتي نشرتها مؤخرا وسائل الإعلام الصهيونية، قال الشيخ صلاح على: "إنّ مبنى المسجد الأقصى المبارك وفق ما قررتها هيئة الأوقاف، وأنا سمعت ذلك عندما كنت في السجن ، هو مبنى قوي ومتماسك، لا يوجد هناك ما يقلق حول بناء المسجد الأقصى المبارك، وفي نفس الوقت إن وجد هناك بعض نقاط الضعف في أحد جدران المسجد الأقصى أو في أحد أعمدته، أو في أحد بوائكه، أو في أحد أرضياته، إن وجد أي ضعف فإن المسئول الوحيد فقط عن هذا الضعف وهذا الاهتزاز هو المؤسسة (الإسرائيلية)، لأن هذه المؤسسة هي التي واصلت الحفريات منذ عام 1967م منذ أن احتلت المسجد الأقصى المبارك حتى هذه اللحظات ، تحت حرم كل المسجد الأقصى المبارك ومن حول حرم المسجد الأقصى المبارك وهي إلى الآن تحفر الأنفاق تحت حرم المسجد الأقصى المبارك". وعند دخول الشيخ للمسجد الأقصى استقبل الشيخ رائد صلاح بالتكبيرات وتجمع حوله جمهور غفير ممن تواجد من المصلين في المسجد الأقصى، وقاموا بمصافحة الشيخ وتهنئته بالسلامة والعودة إلى المسجد الأقصى، ورافق الجمهور والوفد المرافق الشيخ صلاح حتى المسجد القبلي الكبير في المسجد الأقصى، حيث أدّى الشيخ رائد صلاح الظهر. وما لبث الشيخ صلاح أن انتهى من صلاته حتى تجمهر حوله المئات من الرجال والأطفال ليصافحوا الشيخ مهنئين ومباركين. وقام الشيخ رائد صلاح بجولة قصيرة في صحن قبة الصخرة، ومن ثم توجه لزيارة هيئة الأوقاف حيث استقبله الشيخ محمد حسين، مدير وخطيب المسجد الأقصى، في مكتبه، بالإضافة إلى المهندس عدنان الحسيني مدير أوقاف القدس، ومحمد إسماعيل أبو ترك رئيس الحرس في المسجد الأقصى، ورحب الشيخ محمد حسين باسم دائرة الأوقاف وتجار القدسالمحتلة بالشيخ رائد صلاح والوفد المرافق. وقال الشيخ حسين: " نحن فخورون بك وبكل الأخوة الأحباب بمثل هذا الجمع لمواصلة مشوار الرباط ، ولا شك بأن التواجد في المسجد الأقصى هو الضمان للمحافظة على المسجد الأقصى، نشكر كل إخواننا المخلصين من أبناء نكبة 1948 ، وكم كنا نتمنى أن يكون الشيخ رائد صلاح بيننا في رمضان ، رغم أنه تواجد في قلوبنا ووجداننا جميعا، وحقيقة لا يشبع من الشيخ رائد صلاح، رائد الخير رائد المحبة رائد الصلة الطيبة، كل مجلس الأوقاف، دائرة الأوقاف وتجار القدس يرحبون بك"، أما المهندس عدنان الحسيني فقال:"المسجد الأقصى شامخ وسيظل شامخ بنفَس الأحبة". وخلال اللقاء تحدث الشيخ صلاح عن أهمية مواصلة خدمة المسجد الاقصى المبارك شكرا لله على نعمة الكرامة الربانية، وقال :"نحن بكل إمكانياتنا المتواضعة في خدمة المسجد الأقصى المبارك من وراء أخوتنا هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار، نحن على استعداد دائم على مدار ال 24 ساعة لتلبية أي طلب، نحن جنود في هذه المهمة أنتم القادة ونحن من ورائكم أنتم أصحاب الإدارة والرعاية، أنتم العنوان هنا، ولا شك أن أهل القدس هم عنوان متين يحيط بالمسجد الأقصى نفتخر بهم بدليل أن ثباتهم أدى إلى ثبات المسجد الأقصى. يذكر أن هذه هي الزيارة الأولى للشيخ رائد صلاح للمسجد الأقصى بعد غياب قصري مدته 30 شهراً، حيث مكث الشيخ رائد صلاح 26 شهراً في السجون الصهيونية بسبب نشاطاته وفعالياته خاصة المتعلقة في إعمار وإحياء المسجد الأقصى المبارك ، ثم منع من دخول المسجد الأقصى من قبل السلطات الصهيونية بعد الإفراج عنه، وانتهى هذا المنع يوم الخميس الماضي. وكانت شخصيات سياسية صهيوية وجهت تحريضاً على الشيخ رائد صلاح بسبب نيته زيارة المسجد الأقصى المبارك ، وقدم الإرهابي أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتينو، الأسبوع الماضي طلباً للسلطات الصهيونية بمنع الشيخ رائد صلاح من زيارة المسجد الأقصى المبارك.