بأجواء من الترحيب الواسع والتكبير، استقبل أمس الأحد الشيخ رائد صلاح –رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني– في المسجد الأقصى، في أول زيارة له منذ 30 شهر بسبب الاعتقال والمنع الإسرائيلي. وتضمنت الزيارة أداء صلاة الظهر في المسجد الأقصى وزيارة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وكان الشيخ صلاح قد وصل إلى الحرم القدسي قبيل صلاة الظهر برفقة وفد من الحركة الإسلامية من بينهم الشيخ حسام أبو ليل والمحامي زاهي نجيدات –متحدث باسم الحركة الإسلامية– كما رافق الشيخ والدته وأخته واثنتين من بناته. وعند دخول الشيخ للمسجد الأقصى استقبل بالتكبيرات وتجمع حوله جمهور غفير ممن تواجد من المصلين، وقاموا بمصافحته وتهنئته بالسلامة والعودة، ورافق الجمهور والوفد المرافق الشيخ صلاح حتى المسجد القبلي الكبير في المسجد الأقصى، حيث أدّى الشيخ رائد صلاح الظهر، وما لبث أن انتهى من صلاته حتى تجمهر حوله المئات من الرجال والأطفال ليصافحوا الشيخ مهنئين ومباركين. وقام الشيخ رائد صلاح بجولة قصيرة في صحن قبة الصخرة، ومن ثم توجه لزيارة هيئة الأوقاف حيث استقبله الشيخ محمد حسين –مدير وخطيب المسجد الأقصى- في مكتبه، بالإضافة إلى المهندس عدنان الحسيني –مدير أوقاف القدس، والسيد محمد إسماعيل أبو ترك –رئيس الحرس في المسجد الأقصى. وقال الشيخ حسين: "نحن فخورون بك وبكل الأخوة الأحباب بمثل هذا الجمع لمواصلة مشوار الرباط، ولا شك بأن التواجد في المسجد الأقصى هو الضمان للمحافظة عليه.. نشكر كل إخواننا المخلصين من أبناء نكبة 1948، وكم كنا نتمنى أن يكون الشيخ رائد صلاح بيننا في رمضان، رغم انه تواجد في قلوبنا ووجداننا جميعا". أما المهندس عدنان الحسيني فقال: "المسجد الأقصى شامخ وسيظل شامخ بنفَس الأحبة". "نحن في خدمة الأقصى" وخلال اللقاء تحدث الشيخ صلاح عن أهمية مواصلة خدمة المسجد الأقصى المبارك شكرا لله على نعمة الكرامة الربانية، وقال:" نحن بكل إمكانياتنا المتواضعة في خدمة المسجد الأقصى المبارك من وراء أخوتنا هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار، نحن على استعداد دائم 24 ساعة لتلبية أي طلب، نحن جنود في هذه المهمة انتم القادة ونحن من ورائكم انتم أصحاب الإدارة والرعاية، انتم العنوان هنا ونحن تحت هذا السقف سنبقى نعمل بما يوفقنا الله سبحانه وتعالى، ولا شك أن أهل القدس هم عنوان متين يحيط بالمسجد الأقصى نفتخر بهم بدليل أن ثباتهم أدى إلى ثبات المسجد الأقصى. وعلى باب الأسباط –أحد أبواب المسجد الأقصى– أجرى الشيخ عدة لقاءات مع وسائل الإعلام المختلفة حول الزيارة، وكذلك حول المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى. حيث أكد الشيخ صلاح مواصلة العمل لخدمة الأقصى، متمنيا أن يتشرف باستقبال ملايين المسلمين في حرمه للصلاة فيه. وقال: "الحمد لله الذي منّ الله علينا وخرجنا من السجن، وها نحن عدنا مرة أخرى إلى المسجد الأقصى مسرى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وهذا يعني أن كل منع ظالم يحول ما بين المسجد الأقصى وما بين أي مسلم على وجه الأرض سيزول بإذن الله". وأضاف "إنّي أدعو الله سبحانه وتعالى في هذه اللحظات أن تزول كل الحواجز المصطنعة التي تمنع مليار ونصف مليار مسلم من شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، وكما أنني أقف الآن في رحاب المسجد الأقصى فإنني أدعو الله أن نقوم باستقبال ملايين المسلمين الذين لا محالة ستفتح لهم الأبواب بحق وبحرية". وعن تعقيبه لوصف بعض السياسيين الإسرائيليين له بالإرهابي قال الشيخ: "أنا مسلم وأفتخر بأنني مسلم وهم عندما يدعون أنني إرهابي فهم لا يهاجمون شخصي، إنما يهاجمون الإسلام بدليل أن المحكمة التي عشتها لفترة أكثر من سنتين كلها كانت تحمل في مرافعتها ليس هجوما علي شخصيا إنما على الإسلام، فخلال جلسات المحكمة قيل أن الإسلام دين إرهابي، وقيل أيضا أن القرآن الكريم يدعو إلى الإرهاب". وفي رده على الادعاءات الإسرائيلية التي نشرت مؤخرا في وسائل الإعلام بانّ هناك مخاطر من انهيار في بعض جدران المسجد الأقصى، شدد رئيس الحركة الإسلامية على أن مبنى المسجد الأقصى وفق ما قررتها هيئة الأوقاف، وأنا سمعت ذلك عندما كنت في السجن، هو مبنى قوي ومتماسك"، محملا في نفس الوقت المؤسسة الإسرائيلية مسؤولية أي ضعف في أحد جدران المسجد الأقصى أو في أحد أعمدته، أو في أحد بوائكه، أو في أحد أرضياته، قائلا: هذه المؤسسة هي التي واصلت الحفريات منذ أن احتلت المسجد الأقصى عام 1967م، تحت وحول حرمه، وهي إلى الآن تحفر الأنفاق. يذكر أن الشيخ رائد صلاح مكث 26 شهراً في السجون الإسرائيلية بسبب نشاطاته وفعالياته خاصة المتعلقة في إعمار وإحياء المسجد الأقصى المبارك، ثم منع من دخوله من قبل السلطات الإسرائيلية بعد الإفراج عنه، وانتهى هذا المنع يوم الخميس الماضي. وكانت شخصيات سياسية إسرائيلية وجهت تحريضاً على الشيخ رائد صلاح بسبب نيته زيارة المسجد الأقصى المبارك، وقدم المدعو أفيغدور ليبرمان –رئيس حزب إسرائيل بيتينو– الأسبوع الماضي طلباً للشرطة الإسرائيلية بمنع الشيخ رائد صلاح من زيارته للأقصى.