بكرم الضيافة العربي الإسلامي المتأصل في أهل النقب استقبل نحو 8 آلاف من الرجال والنساء والأطفال الشيخ رائد صلاح –رئيس الحركة الإسلامية– والذي كان ضيف الشرف للعشاء الخيري الذي دعت إليه الحركة الإسلامية في النقب ومؤسسة الأقصى ومؤسسة الصدقة الجارية. وعقد العشاء الخيري والاحتفال التكريمي للشيخ صلاح على أرض الساحة العامة في المدرسة الشاملة في مدينة رهط التي زينت الساحة بالأعلام الخضراء واللافتات الملونة التي تهنئ بالإفراج عن الشيخ وأخرى تدعو إلى دعم الأقصى والمقدسات. وكان على رأس المستقبلين مسؤول الحركة الإسلامية في النقب الشيخ علي أبو قرن، وقادة الحركة الإسلامية في النقب السيد طلال القريناوي –رئيس بلدية رهط– ووجهاء العشائر في أنحاء النقب، شخصيات سياسية وجماهيرية من النقب والمثلث والجليل. وقد حرص وأصّر جميع الرجال والأطفال على مصافحة الشيخ صلاح ومعانقته رغم آلافهم الكثيرة، خاصة وأنّ هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها الشيخ للنقب بعد إطلاق سراحه من السجن. وأعلن الشيخ يوسف سلامة البدء ببرنامج المهرجان بعد ترحيبه بالجميع وشكرهم على تلبية الدعوة، وخلال فقرات البرنامج قدم العريف التعليقات التي دعت إلى مزيد من التبرع والإنفاق في سبيل الله دعما للمسجد الأقصى والمقدسات ومشاريع الدعوة الإسلامية التي تقوم وترعاها مؤسسة الصدقة الجارية. وأعلن الشيخ سلامة عن تنفيذ مشروع لصيانة مقبرة بئر السبع ومقدسات أخرى في النقب خلال موعدٍ لاحق سيُعلن عنه. الكلمة الرئيسة في المهرجان ألقاها الشيخ رائد صلاح، الذي شكر الحضور على مناصرة قضية "رهائن الأقصى" وثمّن وقوف أهل النقب معهم على مدار 26 شهرا ومشاركتهم الفعالة في جميع الفعاليات والنشاطات الجماهيرية التي نظمت لدعم القضية. وأكد الشيخ رائد صلاح أن الدعم الجماهيري والشعبي لملف "رهائن الأقصى" هو الذي حسم الموقف وكان بمثابة انتصار للجماهير العربية الفلسطينية في الداخل على المؤسسة الصهيونية وجهاز مخابراتها. وأعلن الشيخ رائد صلاح خلال كلمته عن مشروعٍ خاص ستقوم به مؤسسات الحركة، يهدف إلى إعمار وإحياء النقب، مؤكدا أن المشروع يأتي جنباً إلى جنب مع مشروع إعمار المسجد الأقصى المبارك، وإحياء كل نواحي الحياة في المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل من خلال حفظ الأرض والمسكن، وخدمة الأمومة والطفولة، وحفظ المقدسات والقرى المنكوبة، وحفظ حقوق المهجَّرين، ومساندة السجناء مساندة إنسانية، ومناصرة القرآن الكريم، وسائر نواحي الحياة. وأكد الشيخ أن كل ما ستعمله الحركة سيكون فقط في أوسع مساحة يتيحها القانون، موضحا أن المشروع ثقيل ومبارك وحضاري ، ولذلك فسوف يتم إحياء كل قاعدة عطاء من شأنها أن ترفد هذا المشروع بالقدرات العلمية والأرض وغيرها، "ومن هنا فإنه سيتم إحياء مشروع الوقف الإسلامي من جديد". وقال الشيخ: إننا نملك اليوم نحو 3% من الأرض، وأن الأوقاف الإسلامية في فلسطين التاريخية تبلغ مساحتها 1 إلى 16، وقد صودرت الأوقاف، وقال إننا نطالب بتحرير الأوقاف وفي نفس الوقت ماضون في إحياء باب الوقف من خلال ال 3% التي بقيت في أيدينا، وأن هناك الكثير من الأهل الذين بدءوا بالتبرع بالأرض والعقارات لتكون رافعة اقتصادية من جديد. واستعرض الشيخ فكرة "مشروع الألف الخيري" حيث سيتم تجميع ألف اسم، بحيث يلتزم كل واحد منهم بالتطوع كل عام بتقديم 1000 دولار لهذا الصندوق، وهكذا يبدأ الصندوق برأسمال قدره مليون دولار. كما تحدث الشيخ عن إحياء "الوصية"، وقال إن الإسلام يجيز للإنسان أن يوصي كحدٍّ أقصى بثلث ما يملك في سبيل الله بعد وفاته. وكان الشيخ رائد صلاح استعرض خلال الحفل التبرعات التي وصلته من رجال ونساء وأطفال من أجل المسجد الأقصى، وأكد على حبه للنقب، وكرم أهل النقب، وحمّل المسئولين في النقب أمانة الاهتمام بأطفال النقب واحتضانهم ورعايتهم. وقد توالى وصول التبرعات من قبل الحضور على مدار إلقاء الشيخ لكلمته، كان أبرزها تقديم المجوهرات الذهبية من قبل النساء والأموال النقدية من الرجال وكذلك الأطفال ذكورا وإناثا. وقدم الشيخ علي أبو قرن -مسئول الحركة الإسلامية في النقب- درعا تقديريا للشيخ رائد صلاح بمناسبة الإفراج. يذكر أن مجموعة من المستوطنين اليهود حاولت خلال اقتحام ارض المهرجان وهي تستقلّ سيارة، إلا أن انتباه ويقظة الحراس المتطوعين أفشلت محاولتهم وردتهم على أعقابهم خائبين.