أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية وما يسمى حرس الحدود على هدم مسجد فلسطيني يقع في قرية تل الملح في منقطة النقب في الجنوب الفلسطيني. وكانت مؤسسة النقب للأرض والإنسان قد قامت ببناء المسجد لإتاحة المجال أمام مئات العائلات الفلسطينية لأداء الصلاة فيه. وقامت شرطة الاحتلال بتطويق المنطقة ومنعت الناس من الوصول إلى ساحة المسجد كما قامت بإغلاق الشارع الذي يربط القرية بالعالم الخارجي واتاحت المجال امام الجرافات لهدم المسجد والذي تحول بين لحظة واخرى الى اكوام. وفور سماع نبأ الهدم وصلت قيادة الحركة الإسلامية في النقب إلى المسجد وبعد الاستماع إلى الأحداث التي واكبت هدم المسجد تم الاتفاق على إعادة بناء المسجد من جديد وإقامة صلاة الجمعة فيه. وعقب الشيخ سامي أبو فريح رئيس الحركة الإسلامية في النقب على عملية الهدم بقوله: "هذه سابقة خطيرة وتدخّل في شؤوننا الدينية إذ لا يعقل أن يحرمونا من أداء الصلاة في مساجدنا، نحن نبرأ إلى الله تعالى من هذا العمل واننا عازمون على بناء المسجد من جديد، ونحن على يقين تام أن أحدا في العالم لا يملك أن يسلب حقنا في أداء الصلاة وبناء المسجد". أما الدكتور عواد أبو فريح رئيس مؤسسة النقب للأرض والإنسان فقال:"نحن قمنا على بناء المسجد بعد أن توجه إلينا الأهالي، وفي اعتقادي ان هذا المنهج لا يبشر بخير اذ لا يعقل ان يتم الاستهتار بمليار مسلم عن طريق هدم المسجد وهو مكان العبادة عند كل المسلمين". أما الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية ورئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية فعقب على هدم المسجد فاعتبر الهدم نوعا من أنواع الإضطهاد الديني يراد منه حرمان المسلمين من حقهم الطبيعي بأداء شعائرهم الدينية. وحذر الشيخ رائد صلاح من أن الاستمرار في مثل هذا الاعتداء الصارخ على مقدسات المسلمين ومساجدهم لن يأتي بخير. أبدى الشيخ رائد صلاح استعداد مؤسسة الأقصى لإعادة بناء مسجد تل الملح على الفور. من جهتها أصدرت مؤسسة الأقصى بيانا استنكرت فيه بشدة هذا الاعتداء واعتبرته استمرارا لسلسلة اعتداءات حدثت في السابق فنالت من مسجد ا م الفرج ووادي الحوارث ومسجد صرفند وكلها تقع في فلسطينالمحتلة عام 1948م. وتعتبر قرية تل الملح من القرى التي لا تعترف بها حكومة الاحتلال، وترفض تقديم أدنى الخدمات لها. وقال الحاج جبر أبو كف رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب:" تأتي هذه الخطوة الخطيرة ضمن سلسلة خطوات تتبناها هذه الحكومة تجاه عرب النقب وفي اعتقادي ان هدم المسجد هو هدم للانسان وكرامته ومنعه من اداء حقه الديني في الصلاة والتعبد وفي اعتقادي أن الإقدام على هدم المسجد لكونه مسجد يقتضي منا أن نتخذ خطوات عملية في نضالنا المشروع ضد هذه السياسة العنصرية". تشرف عليها مؤسسة الأقصى "مسيرة البيارق" تواصل رحلاتها إلى المسجد الأقصى فلسطين-عوض الرجوب 8-2-2003م مع بداية العشر الأوائل من شهر ذي الحجة شد الآلاف من المسلمين في فلسطينالمحتلة عام 1948م الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك كصورة من صور الرد على موجة الدعاية التي تقوم بها جماعات يهودية متطرفة تدعو إلى استباحة الحرم القدسي وتدّعي أن اليهود يتعرضون إلى الاعتداء من قبل العرب. ووصل عدد الحافلات التي سيرتها مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ضمن مسيرة البيارق إلى أكثر من 72 حافلة تحمل الرجال والنساء والأطفال من المدن الفلسطينيةالمحتلة عام 48. ولا يسمح لأهالي الضفة الغربية وقطاع غزة بالوصول إلى المسجد الأقصى إلا لكبار السن وبشروط خاصة. وتهدف مسيرة البيارق إضافة إلى إعمار المسجد الأقصى بالمصلين والحفاظ عليه إلى دعم الفلسطينيين من المرابطين حول المسجد الأقصى الشريف وذلك من خلال تنشيط الحركة الاقتصادية في أسواقهم مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك. فلسطين-عوض الرجوب