أصبح المغرب يعرف تنظيما لمهرجانات فنية بوتيرة سريعة خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح لكل مهرجان موعد محدد ومدينة معينة.. هناك من يعتبر هذه الاحتفالات بمثابة ترويح عن النفس، وتشكل فرصة للتخفيف عن الضغوط التي يعيشها المواطن المغربي، وهناك من يراها بمثابة تبذير وضياع للوقت والمال، وجرد ملاذ للمنحرفين واللصوص.. ترى فاطمة الزهراء (طالبة) أن المهرجانات لا تضيف لها أي قيمة في حياتها، وأن حضورها لمتابعة أنشطة احتفالية،سيضيع وقتها، وستعرض إلى التحرش الجنسي من لدن شباب يقصدون أماكن تنظيم المهرجانات من أجل استهلاك المخدرات. تقول فاطمة الزهراء، المهرجانات أصبحت ملاذا للشباب المنحرف، ولأشخاص هدفهم هو معاكسة الفتيات واستهلاك الخمور والمخدرات، لذلك، فإنني أفضل أن أتابع قناة فضائية أو الاستماع إلى ما يحقق لي الترويح عن النفس لوحدي، على أن أقصد مهرجانا. محمد الراوي (موظف) يوافق فاطمة الزهراء رأيها، ويقول إن رتابة المهرجانات التي أصبحت ترتفع بالمغرب، تدل على أن الدولة المغربية، لم تجد شيئا تصرف به الشباب عن المطالب الأساسية المتمثلة في التشغيل سوى تنظيم مهرجان هنا وهناك. واقترح الراوي، في حديثه، لـالتجديد أن تقوم الدولة باسثمار الأموال التي تخصصها للمهرجانات في مشاريع تنموية تفيد بها الشباب العاطل، مضيفا بالقول لا يمكن الجمع ما بين الجوع والفقر من جهة و والترفيه والتسلية من جهة ثانية،. غير أن سناء بوعالي، (ربة بيت) تعتقد أن العيب ليس في تنظيم مهرجانات التي يحدد هدفها في الترويح عن النفس، والفرجة والمتعة، بل في مضمون هذه المهرجانات وطريقة تنظيمها التي تتسم غالبا بالفوضى وانعدام الأمن، كما تقول. وأوضح أن العديد من المهرجانات تعرف تسيبا وانحلالا أخلاقيا، ما يدفع العديد من الأسر لا تقصدها، وإن كانت في أمس الحاجة للاستمتاع بفنون تعشقها، لكن رغم ذلك فسناء تحاول أن تحضر بعض المهرجانات التي تعتبرها هادفة مثل المهرجانات التي تتضمن الفن الأندلسي. نجاة (أستاذة) تشاطر سناء رأيها ، وتشير إلى جانب تعتبر أساسيا ومحددا في الحكم على المهرجانات، وهو محتواها، تقول باستغراب مع الأسف أن المغرب اعتاد على استضافة فنانات وفنانين من خارج المغرب مقابل ملايين الدراهم، من أجل أن يروجوا لفنهم السخيف مثل نانسي عجرم وهيفاء وهبي، مقابل تهميش الفنان المغربي، رغم أن الذي ينبغي أن يكون هو أن يحافظ المغرب على موروثه الفني وينقله للأجيال الصاعدة، فن يحافظ على الهوية المغربية ويناسب الذوق العام. وأضافت نجاة أن العديد من المهرجانات يطغى عليها الرقص والمجون، دون فائدة، وبدون أدنى مراعاة للأسر المغربية التي تحضر من أجل أبنائها فقط. وتعتبر المتحدثة نفسها أن المغرب ينبغي أن يعيد النظر في الطريقة التي تنظم بها المهرجانات، ودائما يطرح السؤال، ما الهدف منها وما هي الفائدة التي ستقدمها للناشئة؟. خلافا للآراء السابقة، نجد رأيا مخالفا، عبر عنه مصطفى الماحي (طالب) عبر قوله إن الواقع الذي أصبحنا نعيشه، يحتم علينا الاستمتاع بالحضور لمهرجانات، قصد الرقص والفرح، فمثلا أذهب دائما إلى مهرجان كناوة بالصويرة، ولا أرى أن ما يقدمه سيئا بل ممتازا. وحول ما إذا كان الماحي يتفق مع الظواهر السلبية التي ترافق هذه المهرجان من انحراف ومخدرات وسكر علني، قال هذا الشاب هذه مشكلة مرتبط بالحاضرين بالمهرجان، وليس بالمنظمين، وأعتقد أن هذه مهمة رجال الأمن، الذين من واجبهم ضبط المخالفين للقانون وإحالتهم على القضاء. وأضاف الماحي أن رجال الأمن بدورهم يعانون كثيرا مع المنحرفين خلال تنظيم المهرجانات، ويفعلون ما بوسعهم، على حد تعبيره. هذه بعض الآراء المختلفة التي استقيناها من شارع العاصمة الرباط، والتي أجمعت على ضرورة الجمع ما بين الخصوصية المغربية، والاجتهاد في توفير مهرجانات تناسب الذوق العام والهوية المغربية.