تمتد الكثبان الرملية الصحراوية الى مدى الافق عند واحة تيميمون وهي بلدة من الطمي الاحمر حيث يمكن للزوار أن يمتطوا الجمال مع البدو الطوارق وان يناموا على الكثبان الرملية تحت النجوم ولكن الوصول الى المنطقة محاط بالصعاب. كان يجب ان يكون من السهل الوصول الى تيميمون لكن الحال ليس كذلك. وهي تقدم قدرا ضئيلا من الراحة بعد رحلة طويلة وشاقة. لكن العدد الصغير من السياح الذين يأتون الى هنا يقدرون بعدها الشديد. وقالت مارين نوردال وهي زائرة من النرويج تستمتع بالعزلة على مسافة 1200 كيلومتر جنوب غربي العاصمة الجزائر عدد صغير من السياح يأتي الى هنا مقارنة مع المغرب .. وهو أمر جيد. والسكان المحليون أقل تقديرا لطابع منطقتهم الذي لم يكتشف. فهم يريدون مزيدا من الفنادق ووسائل مواصلات أفضل ويقولون ان عزلة تيميمون تعكس فشلا واسع النطاق في الترويج للمجد الحضاري والمناظر الخلابة في ثاني أكبر بلد في القارة الافريقية. وتستقبل الجزائر مليون و 400 الف زائر سنويا معظمهم جزائريون يعودون من فرنسا لقضاء العطلات. في حين يستقبل كل من تونس والمغرب أكثر من ستة ملايين اجنبي في العام. ونقص الزوار دليل على الاهمال الطويل من جانب الجزائر لقطاع مازال من كنوز السياحة العالمية التي لم تكتشف.وتضم الجزائر مواقع رومانية واسلامية وشواطئ ممتازة وتبعد ساعة واحدة بالطائرة من اوروبا ورغم ذلك تظل أماكن مثل تيميمون معزولة لايزورها عدد يذكر من السياح. وتستضيف البلدة مهرجانا سنويا بمناسبة المولد النبوي عندما يفد آلاف من سكان الصحراء بملابسهم الزاهية على تيميمون والقرى البعيدة في اسبوع من الاحتفالات. والجزائر لا تفتقر للوسائل. فهي تحصل على ايرادات تبلغ 1500 مليون دولار اسبوعيا من مبيعات النفط والغاز واعلنت عن عزمها تطوير البنية الاساسية للسياحة. وشهدت الجزائر ازدهار السياحة في اواخر الستينات بعد ان حصلت على الاستقلال من فرنسا لكن حكومتها المتعاقبة سرعان ما فقدت الاهتمام مع نمو ايرادات النفط.وأبعد الصراع السياسي في التسعينات الجزائر أكثر عن مسار السياحة. والان ولان هذا القطاع يخلق وظائف تقول حكومة البلد البالغ تعداد سكانه 33 مليون نسمة انها تقوم بجهود حثيثة لانقاذ هذا القطاع ورفع مستوى الخدمة. ويسجل ان اسعار التنقل مرتفعة للغاية بالجزائر والانتقال من باريس على سبيل المثال يمكن ان يكلف 700 يورو وهو ما يعادل عدة مرات سعر رحلة مماثلة الى المغرب.