الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطوارق السوقيون يرفضون خلق كيان ضعيف في الصحراء المغربية ويدعون إلى حوار مباشر بين الجزائر والمغرب

لم يكن اللقاء مع بوخامي باي السوقي سهلا، كان الرجل يرفض الحديث إلى الصحافة، ويعتبر ذلك مزايدة على إيمانه بقضيته، قال لي أرجو ألاّ يسجل الحوار، ثم قال لي من الأحسن أن آخذ الأسئلة منك لأجيب عنها، قلت له لماذا لا تريد الحوار، ألستم في طرابلس الآن من أجل الحوار والإفصاح عن مطالبكم أمام الرأي العام الدولي، أضفت «أنا أحترم رفضك» ، قال لي ما اسمك، قلت له بديعة الراضي من الإتحاد الاشتراكي، قال لي الرجل انتظريني، ذهب إلى جانب أحد الطوارق الذي جلس على بعد خطوات منا في إحدى مقاهي الفنادق الكبيرة وسط العاصمة الليبية، وبدا الرجل منشغلا بجهاز الكمبيوتر، قلت مع نفسي ربما الرجل يريد أن يبعث رسالة مستعجلة، احتسيت قهوتي وأنا أنتظره، جاء باي بوخامي السوقي إلي وهو يضحك، قال لي سأجري معك الحوار، قلت له ما سبب تغيير رأيك؟ أجاب إنك من الطوارق، قلت كيف، فقال غلاف كتابك شبيهي يدل على أنك من الساقية الحمراء... فكان هذا الحوار:
قفزت قضية الطوارق إلى الواجهة مع الالتفات العالمي إلى المنطقة باعتبارها منطقة منفتحة على الكثير من الأسئلة التي تهم مجالات مختلفة جيوسياسية وأمنية، تهم أوراق ترتيبية في مؤسسات دولية... فمن هم الطوارق في نظركم، ما هي قضيتهم، وما هي مطالبهم؟
أشكر جريدتكم، الإتحاد الاشتراكي ومن خلالها المغرب، على هذه الفرصة في الحوار، من أجل إيصال مواقفنا إلى الرأي العام في كل مكان سواء من الشمال أو الجنوب، وبناء على سؤالكم، فالطوارق قفزوا إلى الواجهة، لأن المنطقة تعاني بقايا استعمار حيث أن الدول التي يوجد فيها الطوارق كجنوب ليبيا والجزائر وجنوب المغرب وجنوب موريتانيا وشمال مالي، وشمال بوركينا فاصو، وشمال النيجر ، هي التي تسمى منطقة الطوارق...
ومنذ جاء الاستعمار لم يجد أحداً في جنوب إفريقيا قاومه على الأرض إلاّ الطوارق، لأن هؤلاء هم الذين قاوموا الفرنسيين خمسين سنة ، ولم يتركوا الفرنسيين يناموا في بيوتهم رغم كل قوتهم، ومن هؤلاء الطوارق قبيلتي التي أنتمي إليهما وهي قبيلة السوقيين والتي حاربت الفرنسيين في مالي والنيجر وبوركينا فاصو وليبيا والجزائر، وذلك سنة 1894، حيث قدمت من منطقتين هما السينغال وبوركينافاصو، وقد سبق لفرنسا أن سلحت العرب وقالت لهم حاربوا الطوارق لأنكم تعرفونهم و تستطيعون إيصالنا إليهم أو تهزمونهم. وفعلا قامت قبائل عربية بدوية جاهلة بفعل ذلك، وطلبت السلاح ، وقالت للفرنسيين «أن الطوارق سرقوا قوافلنا وقتلوا أهلنا» ، وفعلا هاجم العرب الطوارق، وكانت قبيلتي أقوى قبيلة انتصرت عليهم، لأن قبيلتي تعتبر أقوى قبيلة في شمال إفريقيا، ويسموننا بالدغوغين، وقضايا الطوارق الأخرى كلها تحت لواء السوقيين وخاصة الشيخ محمد أحمد بن الهليلي الأرواني السوقي اللمثوني، المعروف بمحاربته للفرنسيين مدة عشر سنوات حتى استسلمت فرنسا وقالت له لا بد أن توقع معنا عملية سلام أو هدنة، وفعلا وقع محمد أحمد الشيخ على هذه الهدنة لمدة عامين لجمع الشتات وتقوية الصفوف. وعندما بدأت هذه العملية في شمال مالي، أمر محمد بن أحمد الجنيدي جنوده، محمد كوثر السوقي، الذي حارب الفرنسيين في أكاديز، وتم قتله من طرف العرب من قبيلة الزواتا (جنوب ليبيا)، وقد حارب كذلك الإيطاليين وعندما انهزم محمد كوثر السوقي كان الشيخ أمود السوقي في أهكار، ومحمد بن شيخو بن محمد، ومحمد بن يحيى، وعرف هؤلاء في الجزائر وليبيا بمقاتلتهم للفرنسيين لمدة خمسين سنة، وامتدت هذه المقاتلة وهي دورة الشيخ أمود السوقي من منطقة سيلت جنوب الجزائر إلى الكفرة في ليبيا. وكانت قبيلتي لا تصافح الفرنسيين إلى يومنا هذا، فهؤلاء هم من استعمرنا ونحن في قطيعة معهم...
وبعد الاستقلال جاء التقسيم، فقسموا الأرض حسب التقسيم الأول، وقال عنا العرب والفرنسيون ، أن الطوارق ليسوا عربا ولابد من إضعافهم حتى لا يصيروا قوة ويطردوننا من أرضهم، ولكن ليس لهؤلاء العرب دليل على ذلك. ورأينا في هؤلاء العرب أنهم ليسوا إخوتنا... ونحن لا نعرف ما هو المغرب وما هي الجزائر وما هي ليبيا لأن كل هذا يسمى « المغرب كله »ليست هناك حدود ولا قبائل، هناك دولة واحدة تسمى دولة الأدارسة، ثم انقسمت دولة الأدارسة ونحن كنا أسيادها، فأصبحت دولة المرابطين فكنا قيادتها، مثلا قائد دولة المرابطين يوسف بن تاشفين ،وهو من قبيلة تكدالين، وهي قبيلة موجودة عندنا إلى الآن، وهم علماء وأبناء علماء وأبناء عمنا، وأبو بكر وابن عمر وطارق ابن زياد ويوسف ابن تاشفين كل هؤلاء من قبيلتنا، ومن الأبطال الذين قادوا دولة المرابطين ودولة صنهاجة هم من قبيلة السوقيين. فعندما سقطت دولة المرابطين وانقسمت إلى قسمين فجاءت دولة الموحدين، ثم هناك قسم جرجرة (أي البحر) وقسم صنهاجة (التي تعني الصحراء)، هكذا انقسم الشعب المغربي إلى قسمين ، فأصبح أهل صنهاجة الملثمين بالصحراء وأصبح أهل المدن على الشواطئ، فسميت هذه المنطقة بمغرب الشاطئ وهي منطقة «جرجرة» وتمتد من مصر إلى المغرب. وهكذا أصبحنا نحن الطوارق في الصحراء كما في عهد الروم ، لأن هذه الأخيرة عندما استعمرت البحر، جاءتنا على البحر فهرب الطوارق إلى الصحراء، ولم تستطع الروم الوصول إليهم، لأنه إذا وصلت الروم إلى هذا المكان ماتت بالعطش، ولهذا لم يستعمر الروم الصحراء، كما فعلوا بالمغرب والجزائر وليبيا ومصر، وتأثير ذلك هو ما حدث الآن لدى هذه الشعوب التي دخلت تحت الاستعمار البزنطي والفينيقي واليوناني...إلخ ، ولكن الطوارق كانوا أحراراً دائما ولم يصلنا الاستعمار، والصحراء هي التي حمتنا، وكنا نختبئ في الجبال والصحاري وهذا الأمر ليس سهلا، لهذا سمينا بالبرابرة، بر ثم بر ثم بر، يعني أننا أناس لم يكن لنا مكان نستقر فيه. والرومان تقول أننا قوم جئنا من أوروبا، وهذه مغالطات من أوروبا لأنها تريد أن تستعمر الطوارق لنهب خيراتهم، نحن عندنا أكثر من 25 ألف مجلد للتاريخ، وأوروبا ليس لها حتى مجلد واحد، فكيف تريد أن تعلمنا تاريخنا. لا نريد من هؤلاء توجيهنا أوتعليمنا، لأن التعليم نابع من منطقتنا، فالدغوغيين علماء عالميين، ولن تجدي أختي الكريمة كتابا علميا عربيا في الشعر واللغة إلاّ وفيه مكتبة تدامكد، وتدامكد هي عاصمة السوقيين، التي تسمى السوقة الآن، وهي مدينة الأوليين، سكانها مسلمون يتنقبون كما يتنقب عرب الصحاري، ويسمون تينسوك، ملوكهم كانت ترتدي عمائم حمراء وسراويل زرقاء وأقمشة صفراء ودنانيرهم غير مختومة، ونساؤهم فائقات الجمال لا تعادل جمالهن نساء العالم.
إذا من هذا التوعك السياسي ظهرت مشاكل بين المغرب والجزائر.
ما هي هذه المشاكل؟
المشاكل أن المناوشات بدأت بين المغرب والجزائر على الساقية الحمراء، ثم ليبيا والجزائر على الحدود، وأصبح الطوارق مهمشين أكثر من الأول.
إذن، ما هي قراءتكم لظهور ما يسمى بالبوليساريو بالمنطقة ؟
هؤلاء تلامذتنا، تلامذة السوقيين تركناهم في بيوتنا مع المغاربة، والبوليساريو أصبحوا مرتزقة في يد الجزائر، ونحن أولى بهذا البيت في المغرب، وإذا قال المغرب و الجزائر غير هذه الحقيقة فعليهما أن يأتيا بكتبهما ونأتي بكتبنا. فنحن مغاربة وجزائريين وليبيين ومصريين وعراقيين وسوريين ولبنانيين، حتى إن قبر جدنا محمد بن إدريس موجود في غزة، ومؤسس فاس وبانيها هو جدي...
إذن،دولتكم هي المنطقة المغاربية ككل؟
نعم، ونحن أسياد دولة المرابطين الممتدة حتى دولة إكوز ونيجيريا وقبور أجدادنا هناك، وأنا أدعوك إلى الصحراء لأوريك قبور أجدادي ورسومات وكتابات على الحجارة، وهذا الأمر لا تتناطح عليه معزتان.
إذن، مطالبكم تتقاطع مع نفس مطالب الأمازغيين؟
لا.. أبداً، نحن نختلف عن الأمازيغيين . الأمازيغيون هم حركة أنشئت بسبب تهميش من طرف دول مغاربية وهو ما دفعهم إلى وضع يدهم في يد الأوربيين الذين استغلوهم وقالوا لهم أنتم أمازيغ لابد أن تخلقوا لغتكم تيفناغ، وتطردوا العرب من الصحراء لتأتوا بنا نحن الأوربيين لنبني لكم بلدكم، وهذه هي البداية، والأمازيغ ليس لديهم تاريخ، وهم لا يعرفون حتى معنى أمازيغ... وأمازيغ تعني ( كيل تماشيق، كيل تمايهق، كيل تمانزق) يعني أهل الحياء معروف عنهم أنهم أهل الفينقيين، وأنهم عرب جاءوا من منطقة سبأ في اليمن ومن فلسطين، ومدينتهم مردومة في غزة، وهذه الأشياء عندنا مكتوبة، ثم أن الأمازيغ خرجوا عن النطاق الحقيقي للغة تيفيناغ، وهذه كلمة لا تكتب من اليسار إلى اليمين إنما تكتب من اليمين إلى اليسار، وهذا دليل على أنهم أدخلوا فيها حروفا لاتينية، ونحن ليس لدينا علاقة باللاتينية لا حديثا ولا قديما. وكان الروم أشرارا وكنا أشرارا ضدهم.
والأمازيغ خلقوا نتيجة سياسة العرب التي همشتهم ، ولهذا استغل الأوربيون هذا الوضع الإنساني والثقافي والتاريخي وأصبحوا الآن أمامنا شيئا حقيقيا، حيث فتحت لهم مكاتب في إسبانيا وفي دول أخرى، رغم أن الذي يقود الحركة الأمازيغية هو إدريسي حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليكن عربيا عاديا... والمشكلة التالية أن الأمازيغ بدأوا ينحرفون عن الدين وعن تقاليدهم الاجتماعية، وهم يعتقدون أن الدين هو لفلان ولفلان... ولهذا أقول للأمازيغ، أن يكونوا جبهة مسلمة، وأن يبتعدوا عن فتات أوروبا، والأمازيغ من هذا المنطلق هم جماعة منافقة، ونحن الطوارق لسنا منافقين .. وهناك منا من باع قضيتنا في أوروبا وهم طوارق شربة الخمر، يبحثون عن الملذات وليس لهم لا قضية ولا طموحات ونحن لا علاقة لنا بهم. والطوارق هم الموجودون في الميدان، وأنا بوخامي باي السوقي أعتبر قائد حركة الاحتجاج في الجزائر سنة 2005...
إذن، ما هي مطالبكم من النظام الجزائري؟
مطالبنا عادلة، المساواة والاحترام، ومساعدة الطوارق، الذين يعيشون في العهد الحجري...
هل تطالبون بحكم ذاتي؟
لا..لا..
بالإستقلال؟
لا..لا.. لو أردنا ذلك لأعلنا دولة الطوارق وقامت هذه الدولة في أربع وعشرين ساعة ، فليس هناك من الطوارق من يقول بالاستقلال، ولو أردنا لا يستطيع أحد محاربتنا فعندما نريد نحن السوقيين أن نعلن دولة ، كوني متأكدة أن الأمر سيحصل، وعندما يقرر السوقيين فعل شيء ويرغبون فيه ، فإن لهم ذلك بناء على تشبثهم بمواقفهم وعزمهم على فعل الشيء الذي يريدونه ويقتنعوا به...
إذن أنتم السوقيين ، ما هي قراءتكم ، لدعوة النظام الجزائري إلى خلق كيان ضعيف في الصحراء المغربية يسمونه بالجمهورية الصحراوية، أي دولة البوليساريو؟
مشكلة الصحراء هي مشكلة سياسية بين الجزائر والمغرب، لا نعرف هل هي حمراء أو سوداء، والآن أصبح الامر ملفا تتداوله الدول الكبرى ذات المصالح في المنطقة، والتي لها مصالح في المغرب تكون إلى جانب المغرب، والتي لها مصالح في الجزائر تتبنى موقف الجزائر. والمتضرر من المشكل هو الشعب في الصحراء، فهو لا حول له ولا قوة. إذا ندعو الجزائر إلى فتح باب الرحمة وندعو المغرب كذلك، وألا يتركوا أحداً يتدخل فيما لا يعنيه.
لو تم الإحتكام إليكم أنتم الأدارسة السوقيين، في ملف الصحراء، ماذا سيكون موقفكم؟
موقفنا سيكون، أن تكون الصحراء للمغرب والجزائر وألاّ تكون هناك حدود بين البلدين...
إذن، تدعون إلى منطقة مغاربية واحدة؟
(ضاحكا) وأن يكون لنا رئيس واحد منتخب . نقبل كل هذا ولا نقبل أن نكون كما يريدنا الآخرون..
إذن أنتم ضد الكيانات الضعيفة ؟
نحن ضد الضعف والهمجية والخدلان...
إذن،أنتم ضد استقلال الصحراء؟
نعم نحن ضد دولة للبوليساريو...وضد استقلال الصحراء عن المغرب
يتهمكم الغرب أنكم تخلقون توترا كبيراُ في المنطقة، لا تريدون وضع أسلحتكم جانبا، ولا تكترثون بما تنادي به المنظومة الدولية من استتباب الأمن في المنطقة، ما هو ردكم على أن رجل الطوارق هو رجل إرهابي مرة ومرة أخرى رجل خارج القانون ؟
كنا نسمى كنا في عهد الإستعمار الفرنسي إرهابيين ، وأجدادنا الشهداء الذين تفتخر بهم الدول كانوا يسمون إرهابيين، وكنا قبل ذلك مع روما واليونان نسمى برابرة أي وحوش أي قتلة بدون رحمة. لأن الطوارق لا يقبلون أن تمس أرضهم ولا عرضهم... نحن نموت ولا تندس بيوتنا ونموت ولا تختطف نساؤنا... الطوارق عندما قالوا للسوقيين:«كيف نحارب الفرنسيين وليس لدينا سوى الرماح والفرنسيون عندهم دبابات ورشاشات»
قال لهم السوقيون : «أترضون أن يدنس الفرنسيون أرضنا ويختطفوا نساءنا» ردوا عليهم: «لا نريد ذلك» قال السوقيون: «إذا قاتلوهم حتى يكون السلم، وهذا السلم يأتي بشروطكم لا شروطهم»... وحدث ذلك فعلا ورحل الفرنسيون...
هل يمكن أن تعطيني نبذة على هؤلاء السوقيين؟
السوقيون هم أهل السقايا وأهل الرفالة «كيلا غلال» وهم سموا بذلك لأن محمد بن عبد الله وعلى بن طالب ورث عن جدهم الساقية والرفالة.
وجدنا هو محمد الساقي صاحب الساقية إبراهيم الدغوغي المراكشي معروف ومعه كل العلماء السوقيون كمحمد بن يحيى السوقي، وكذلك أهل ثمبكثو ومدينة تيفيت ومدن كثيرة أخرى والذين ملأت كتبهم مكاتب عديدة دولية، فالسوقيون معروفون عالميا، ولا يستطيع أحد نكران أنهم علماء وخير الناس وأدعوكم إلى قراءة قصائد أشادت بالسوقيين وهي أربعة آلاف قصيدة، منها قصيدة الشيخ الكبير الكونتي العالم من شمال إفريقيا، وقال أنه تعلم على يد السوقيين وهو من أكبر علماء إفريقيا...
هل السوقيون ينتمون إلى منطقة وادي الذهب ؟
نعم جدهم من وادي الذهب، والسوقيون ينقسمون إلى قبائل متعددة :
أولا الأدارسة وأصلهم من الساقية الحمراء وتيندوف ، وثانيا الأنصار أي أحفاد يعقوب الأنصاري موجودة قبورهم الآن عند السوقيين ولهم كذلك كتبهم ومجلداتهم، وثالثا الأدراعيين أحفاد أبو عبد الله الأدرعي، أي أحفاد أبو الهدى وهم موجودين في مكة وفي العراق وتماراست وليبيا والجزائر... وقبيلة السوقيين هي القبيلة الأكثر عدداً في الطوارق، تبلغ 60 في المائة من شعب الطوارق، وملوك الطوارق وسلاطينها وحكامها وعلماؤها هم من السوقيين وكل المجاهدين الذين حاربوا الفرنسيين والإيطاليين هم من السوقيين إلاّ أن السوقيين لا يتدخلون في أمور باقي الطوارق فهم يروا في أنفسهم أنهم حكماءهم وعقلاءهم وقضاتهم. فقبائل الطوارق تتقاتل فيما بينها، لكن السوقيين لا يفعلون ذلك، لأنهم يعتبرون ذلك عاملا من العوامل التي أضعفت الطوارق... وأقول لك أختي أن هناك دولا لا تريد الطوارق أقوياء، ومنها دولة الجزائر التي تخشى أن يطردها الطوارق من الجنوب، كما أن الجزائر لا تريد أن يموت الطوارق جوعا، وهنا أقول أن الجزائر لا تعرف ماذا تفعل في حين أن الدستور الجزائري لا يستثنى الطوارق ويعتبرهم مواطنين جزائريين... وفي مالي كذلك هناك مجموعة من الطوارق مع الدولة وهناك مجموعة أخرى من الطوارق ترفع السلاح ضد من هم مع الدولة، وهذه الأخيرة تتفرج عليهم... إنه العبث بعينه...
في هذا الإطار دعا قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي إلى ضرورة جمع شتات الطوارق من أجل السلم والسلام، وترك السلاح جانبا وبدء الحوار والمصالحة لاستتباب الأمن في المنطقة، وخلق منطقة خالية من التوتر لحل المشاكل العالقة... ما هو صدى هذه الدعوة عندكم كطوارق؟
أعتبر السؤال هاما، ومن منبركم هذا أود أن أشكر القائد معمر القذافي كل الشكر، ليس طمعا ولا خوفا، بل حقيقة، لأن لهذا الرجل تاريخ عظيم مع الطوارق فهو من وقف معنا أيام المحنة، وصحيح أن الرئيس هواري بومدين قال «أي مكان يوجد فيه الطوارق فهو حدودي» ولم يكن يستطيع أحداً أن يضطهدنا ، كنا فعلا تحت حمايته، وفي عهده كان الطوارق فعلا مواطنين جزائريين، ولما جاءت أيام الفتنة في الجزائر وحدثت أشياء غريبة عنا، لأن الطوارق لا يشاركون في الإرهاب، ولأننا نرى هؤلاء الإرهابيون بعين الفتنة، فإخواننا الجزائريون يقتل بعضهم البعض، ولا نعطي الحق لهذا ولا لهذا والحق بينهم ضائع، فمنهم من يقول بالشريعة الإسلامية ويختبئ في الجبال ومنهم من ينادي بالعلمانية وهم في المدن... ونحن الطوارق لا نفعل ذلك لا نقاتل لا من أجل العلمانية ولا من أجل الإسلام...
وعودة إلى الأخ معمر القذافي ، فقد جاء أيام الثورة بالطوارق وقالوا له :» نحن مستعمرين» ، وساعدهم.. لقد أتوه كالقردة... هل تعرفين القردة ؟ ناس جهلة لا يعرفون القراءة والكتابة، وجاء بهم القائد إلى ليبيا وفتح لهم مدارس للتعليم وأنا واحد منهم... وكانت الدول الإفريقية تكتب إلى الدول الأوروبية وتقول لهم: «أنقذونا من ليبيا، إنها تسلح شعبنا.. وكذا..وكذا..» والجزائر تصيح وتتهم ليبيا، وهذه كلها تفاهات وخوف، إننا اليوم وبفضل ليبيا نحن قادة وعلماء ومفكرين وقادرين على حماية أنفسنا من أي تدخل أجنبي... وليبيا لم تعطنا السلاح لأن الطوارق يقتلون بعضهم البعض، وخوفا علينا لم تفعل ليبيا ذلك، لكنها سلحتنا بالعلم والمعرفة والوعي بالتحديات المطروحة على منطقتنا...
لكن طوارق مالي والنيجر فعلوا ما لم يكن في الحسبان وحصل القتال، وتدخلت أوروبا وبعض الدول الأخرى، وفشلت هذه الدول في حل مشكلة الطوارق وبدأت تتهم ليبيا بأنها السبب في تدريب الطوارق وتسليحهم ، وهذا كله كذب لأن قائد الثورة كان يساعد شعبه ، لأنه من الطوارق السوقيين...
ورغم كل المشاكل لم تتخل عنا ليبيا، إننا مواطنون ليبيون، ونعامل في هذا البلد كمواطنين، لا نحس بأي فرق بيننا وبين المواطنين الليبيين، فكيف لا نسمع من قائد الثورة، إننا نعتبره قائدنا، بل قائد الطوارق جميعا، لأنه يعرف حقيقة تاريخ الطوارق، أقول التاريخ الحقيقي لا التاريخ المزور، ولهذا فقد ذهب إلينا وقال لنا: «إنني من الملثمين» وهذه ضربة للأعداء والمشككين والمتآمرين على المغرب أي (شمال إفريقيا) ، ونحن لا نعترف بالحدود لأن من يعترف بالحدود يعترف بالإستعمار الفرنسي... وبالمقابل أقول أن دولة الطوارق لا يمكنها أن تكون لأنها ستخرج من تسع دول هي شمال مالي، شمال النيجر، بوركينافاصو، جنوب التشاد، جنوب السودان دارفور، جنوب ليبيا، جنوب الجزائر وجنوب المغرب، إذا كل الثروات التي تعيش فيها التسع دول هي كلها لمنطقة الطوارق... وليس عدلا أن نأخذ ذلك...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.