تقديم كتاب الصحراء المغربية أرض النور والمستقبل بدوسلدورف ألمانيا    من المسؤول عن تعطيل عملية تسليم الشقق للمنخرطين في مشروع القدس 1 المنتهية أشغاله بودادية النجاح للسكن بأكادير    المنتخب المغربي يصل إلى فرانسفيل    السياحة المستدامة والتحول الرقمي محور الدورة الثالثة لملتقى المقاولة بالحسيمة    "الفعل الاجتماعي" في المغرب .. مسؤولية الحكومة وانتظارات المواطن    المغرب والسعودية يتفقان على تسهيل عملية ترحيل المحكوم عليهم بين البلدين    مسؤول برئاسة النيابة العامة يوضح النطاق المحمي بمقتضى قانون الصحافة وموجبات تطبيق القانون الجنائي    الولايات المتحدة.. ترامب يعين ماركو روبيو في منصب وزير الخارجية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    جهة الداخلة تعزز الشراكة مع إسبانيا    هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة غدا الخميس بعدد من أقاليم المملكة    باليراريا" تنقل فرق مغربية ومعدات شفط المياه لدعم جهود الطوارئ في فالنسيا            رقم قياسي.. المغرب استقبل 14.6 مليون سائح حتى متم أكتوبر الماضي    أمن العيون يطيح بشبكة إجرامية تنشط في سرقة الأسلاك الكهربائية    تقرير: 16% فقط من المغاربة يعيشون حياة "مزدهرة" و69% يفكرون في تغيير وظائفهم    جمعية ثاويزا آيث شيشار تكتشف و ترصد دولمن مدفني بجماعة بني شيكر يعود لألاف السنين    لجنة المالية تصادق على مركزية الأجور والمناصب المالية وصفة موظف عمومي لمهنيي الصحة        المغرب يستقبل أكثر من 14 مليون سائح في 10 أشهر    في لقاء إعلامي قبل التوجه إلى الغابون : الركراكي يؤكد أن المنتخب الوطني يشهد تنافسية كبيرة وزياش يغيب بسبب ضعف الجاهزية    شاحنات مغربية تصل إلى إسبانيا للمساهمة في إزالة مخلفات "دانا" بفالنسيا    المغاربة يواصلون الاحتجاج ضد الإبادة في غزة ومطالب بتوضيح حكومي حول سفينة متجهة لإسرائيل    لأول مرة.. "حزب الله" يعلن استهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب    تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت    المغرب يحتضن المرحلة الأولى من الدوري الإفريقي لكرة السلة    أخنوش يبرز تجربة المغرب في "كوب29"    فيضانات جديدة تجتاح جنوب وشرق إسبانيا    هذا ما قرره وكيل الملك بتارودانت في حق المتورطين في أحداث شغب ملعب هوارة    بعد قطع عملية الإعدام الأولى .. إعدام رجل شنقا "للمرة الثانية"    "ذي غارديان" تتوقف عن نشر محتوياتها على "اكس"    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (الجزء2 فيديو)    بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري…كيف نقي أنفسنا من داء السكري؟ غزلان لحرش تجيب عبر "رسالة24"    الركراكي يستدعي رضا بلحيان لتعويض أمير ريشاردسون المُصاب        ملف الطالب بدر يعود للمحكمة وهذه تفاصيل أولى الجلسات    صندوق النقد الدولي يشيد ب"التقدم المطرد" الذي يحققه المغرب    الدوري السعودي يضم 7 لاعبين بين أعلى الأفارقة أجرا عالميا ب 2.9 مليون إسترليني أسبوعيا    وليد الركراكي: لن نبكي على أحد.. من يريد تمثيل المغرب عليه بالصبر    حميد زيان ينهي تصوير الشريط التلفزيوني "بنت العم"    فيلم "مورا يوشكاد".. يجوب قاعات السينما المغربية ويكشف مآساة الاستغلال القسري للعمال المغاربة بفرنسا    واقعة الصفعة تحيل الفنان عمرو دياب إلى محكمة الجنح    احتفاء بالمنتخب الوطني للملاكمة بعد احرازه بطولة إفريقيا بكنشاسا    فوز البريطانية سامانثا هارفي بجائزة بوكر الأدبية العريقة للعام 2024    اختبار أول شبكة اتصالات تجمع الذكاء الاصطناعي وتقنية الجيل الخامس    إفريقيا تعتمد اختبار "بي سي آر" مغربي الصنع للكشف عن جدري القردة    أسعار صرف العملات العالمية مقابل الدرهم .. التحليل الكامل    كابوس النظام الجزائري ماركو روبيو.. المرشح الأبرز لمنصب وزير للخارجية الأمريكية في إدارة ترامب    "أجيال" ينقل الجمهور إلى قطاع غزة    حملة توعية بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الرئة    تقارير.. المغرب من أكبر مستوردي الأدوية الروسية في إفريقيا    دراسة: تناول الدهون الصحية يقلل من احتمالات الإصابة بالسرطان    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البشير مصطفى السيد : كواليس اللقاءات السرية مع الحسن الثاني، محمد السادس، اكديرة، البصري وبوستة

خصص سامي كليب، الصحافي بقناة الجزيرإحدى حلقات «زيارة خاصة» لقيادي الانفصال بشير مصطفى السيد ، تناولت من مصن ما تناولته كواليس التفاوض المعلن والسري بين المغرب والبوليزاريو. صمن هذا الملف ننشر مقتطفات من هذا الحوار. بشير مصطفى السيد الذي قال إن«: قناعتي من البداية على صغر العمر والتجربة وحتى الآن هو أنه المغرب مهما كان هو أخ كبير وأنت تعرف العلاقة ما بين الأخ الكبير والأخ الصغير وجار كبير لا يمكن يعني إيجاد استقرار لا بقاء لنا نحن كشعب صحراوي ولا استقرار المنطقة إلا برضا المغرب وتقبله وتعاونه ومساعدته» كان المفاوض الصحراوي الأبرز إذاً مع المغرب ويعود أول لقاء له مع وزير الداخلية المغربي السابق
إدريس البصري إلى عام 1982 . وعن ذلك قال:
كان اللقاء في لشبونة في فندق لا أتذكر اسمه وقد استضافني البصري في مكان مقامه في الفندق والبصري قلت له حاجتين ، اتصالي لا ينبني على أي معلومات ولا على أي تحليل وإنما قلبي يحدثني أن لقائي مع الحسن الثاني سيكون العامل الذي سيغير كل معطيات ويوجهني توجه جديد تماما وقلت له كل ما أطلبه منك أننا لا نفاوض معك ولم آت للمفاوضة معك هكذا كنت صريح معه أطلب منك هو أن تفتح لي باب القصر وأن تسهل لقائي بالحسن الثاني.
سامي كليب: وماذا كان رد إدريس البصري؟
بشير مصطفى السيد: كان رده أنه سيبلغ وأنه من ناحية المبدأ:أهلك وباب القصر مفتوح، ولكن أنا مبلغ جلالة الملك وسأرد عليك هذا كان سؤالين لزمانين..
سامي كليب [مقاطعاً]: أسمح لي ولكن وضع شروط معينة إدريس البصري للقاء مع جلالة الملك؟
بشير مصطفى السيد: حاول بكل طريقة أنه يعرف ماذا في جعبتي أي رسالة تحديدا لأنه يخاف أولا باعتباره هو أقدم البوليس رقم واحد وأقدم واحد وأقدر واحد وأكثرهم كفاءة، ثانيا أنه لا يمكن أن يحشر نفسه في لقاء لا يأمن عواقبه في عقر داره .. ستخلو دار البصري يعني ستدمر بالتالي حاول وقررت لا أفاوض، ولكن حاولت أن أعطيه كل عوامل تشجيع وعوامل طمأنة.
سامي كليب: طيب يعني المعروف أنه إدريس البصري وزير الداخلية كان الرجل كما تتفضل الأمني الأول لدى جلالة الملك الحسن الثاني، ولكن في نفس الوقت يعني هو بحد ذاته رجل ذكي، وعرف كيف يصل إلى هذا المنصب الكبير. أعتقد أنه من هذا الموقع بالذات سألك عن موقف الجزائر، يعني ماذا سيكون وهل اتفقتم مع الجزائريين؟
بشير مصطفى السيد: تماما، فعلا، هذا السؤال ، تقريبا كان ثاني سؤال، هل المبادرة مني أو المبادرة من الجزائريين، أنا حكيت له ما حكيت على الجزائر، الجزائر في اليوم يعني اللي واقع يعني نرحل يعني خارج وطننا اللي تلقفونا الجزائريين لا شك أنهم ربما عرفوا فيما بعد وربما حتى المغاربة أنفسهم يبلغوا لهم النتيجة تمام، ولكن في الحقيقة المبادرة كانت مبادرة مهيش منسقة مع الجزائريين بتاتا.
سامي كليب: نعم طيب انتهى اللقاء مع إدريس البصري، بعد فترة جاءك الجواب بقبول الملك الحسن الثاني باستقبالكم، ولكن فيما قرأت في المحطات التاريخية لم يحصل اللقاء إلا عام 1989 ..
بشير مصطفى السيد: تماما.
سامي كليب: يعني مر ست سنوات.
بشير مصطفى السيد: تمام، لا ده كان لقاء ثاني يعني بفضل الجزائريين وبواسطة الجزائريين كان في الجزائر يعني بعد اللقاء ما بين الرئيس الشاذلي والحسن الثاني على الحدود، يعني في الحدود المغربية الجزائرية، لا شك أنه الشاذلي بلغنا أن السعودية تطلب اللقاء، ونحنا كنا خايفين في الحقيقة من هاللقاء، أو كان يشغلنا كثير نتيجته. لأنه السعودية كانت في عدتها وفي الحقيقة في أوج قوتها بكل النواحي، وبالتالي سمعنا عن خطة متكاملة لأنه تقريبا السعودية تعطي المغرب تعوَّض المغرب عن كل ما خسر وللجزائر عن كل ما خسرت من أجل إيجاد حل ثنائي ما بين الجزائر والمغرب على حساب صحراوي.
سامي كليب: على حساب الصحراوي.
بشير مصطفى السيد: على حساب صحراوي بالتالي نحن تحركنا بالطبع، وحركنا كل الخيوط، وكل الصداقات، وهي واسعة وكثيرة ومؤثرة في الجزائر، وبالتالي الشاذلي طلب من الحسن الثاني أنه يقابلنا نتيجة لأنه الجزائر ممكن أنها تأثر وتساعد، ولكن لا يمكنها أن تجد حلا. ممكن أن تكون قابلة، ولكن أن تكون أم لحل لا يمكن، بالتالي أبلغونا الأخوة الجزائريين ونظموا اللقاء وكان لقاء 1983 في الجزائر مع رضا جديرة اللي هو مستشار والصديق الشخصي وصاحب تجربة في المفاوضات وفي الدبلوماسية، عريقة جدا وكان البصري معرفته للصحراويين ومجمع الشيوخ للصحراويين وكل السياسة الداخلية والأمنية نحو الصحراء وكان بو ستة اللي هو كذلك تجربته كثيرة، ولكن يعني تفكيره الحزبي تماما.
سامي كليب: في هذا اللقاء الذي حصل في الجزائر يعني طبعا كان أمامك ثلاث من كبار السياسيين والأمنيين أيضا إدريس البصري، إذا اعتبرناه رجلا سياسيا وأمنيا، ولكن كان معك رضا جديرة مستشار الملك أحد أهم المستشارين ومساعديه والمقربين منه، وطبعا الملك بمعرفته الواسعة بالسياسة الداخلية المغربية أراد أن يشرك أيضا أهم حزب، حزب الاستقلال بشخص محمد بو ستة.
بشير مصطفى السيد: وهو كان وزير خارجية آنذاك ..
شروط استمرار التفاوض ولقاء الحسن الثاني
سامي كليب: لا شك أنهم طرحوا عليك بعض الشروط من أجل الاستمرار بالتفاوض والحوار والوصول إلى لقاء الملك الحسن الثاني، ما الذي جرى تحديدا، يعني بعض المعلومات الخاصة التي حصلت في هذا اللقاء ماذا قلت لهم وماذا أجابوك؟
بشير مصطفى السيد: في الحقيقة الأشخاص الثلاثة تقاسموا تقريبا الأدوار، رضا جديرة هو الشخص المعتدل والشخص صاحب الفكرة السياسية الذكية، والمقبولة نتيجة قادر أن يكون في محل الآخر وأن يحس مشاعره وأن يتصور نمط تفكيره. إدريس البصري في الحقيقة شاء الدور الأمني والاستفزاز والملفات وكذا..
سامي كليب: موقف محمد بوستة كيف كان في هذا اللقاء؟
بشير مصطفى السيد: كان يتأرجح...(،،)
سامي كليب: هل وضعت شروط معينة من قبل المغاربة المسؤولين الثلاثة؟
بشير مصطفى السيد: لا كان تفضيل الحوار، ولكن الحوار أظهر محدودية وسقف غير مقبول بالنسبة للصحراوية هو أنه هذا الحوار منطلقه هو أنه السقف معروف، وأنا كررت لحسن الثاني ذلك وكررت للبصري..
سامي كليب: سنعود إلى الحسن الثاني.
بشير مصطفى السيد: وكررت لهم جميعا أنه صحراوي يعني في أرضه ومع الخيمة أنا أبوي مثلا كان لا ينام بتاتا والسماء محجوبة يريد ((Open Air هواء طلق..
سامي كليب: هواء مفتوح.
بشير مصطفى السيد: إذاً نفوضوا معاكم، ولكن لا تعطونا السقف مو تام ممكن . تقولوا لنا الأساس موجودين في العرض وتقولوا لنا على الأساس إحنا سطرناه، لكن السقف يجب أن نسطره أجمعين، وأن نحدده ونضع معالمه أجمعين.
سامي كليب: (...). فبعد اللقاءين بين الوفد الصحراوي والوفد المغربي قبل العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني فتح أبواب قصره لوفد البوليساريو برئاسة ضيفنا بشير مصطفى السيد، حصل اللقاء عام 1989، فكيف يمكن لرجل قاتل الملك وجاء اليوم يمد له يد المصافحة، كيف يمكن لهذا الرجل أن يشعر في تلك اللحظة بالذات؟
بشير مصطفى السيد: في الحقيقة شعور بعزة واعتزاز، ولكن في غلاف تواضع، وفي غلاف التزام الحدر وعلى كل حال بتقدير للمخاطب وبتقدير للمستقبل لأن الحسن الثاني لا يخفى أنه أقدر الحكام العرب أقدرهم مستوى ثقافي ومستوى سياسي وأقدرهم على الحوار. الحقيقة الحسن الثاني أعتقد أنه كان معاوية بن أبي سفيان أو قادر، وإنما يدخلوا عليه هكذا في قصره هؤلاء وجوه غير معروفة والتي تقاتل ويسمع عنها من خلال صحافة ومن خلال التصريحات النارية وهكذا وإلى آخره فإذا هم يدخلون حالة نفسية صعبة جدا وحتى يعني بداية الجلسة كانت فيها شوية نرفزة أو تشنج..
سامي كليب: تشنج يعني ستخبرنا عنها، ولكن هل خفت من، هل قلقت من أن يتم اعتقالك مثلا يتم اعتقالك في المملكة؟
بشير مصطفى السيد: لا أبدا ربما بعض السياسيين يخشوا السم ويخشوا السم في الدسم، ولكن في الحقيقة في الوقتين اللي مريت بالمغرب أنا أعرف كذلك أنه لا شك أن الحكومة المغربية والشخصيات المغربية تقدر كذلك الناس وتعرف من ممكن أن الشراكة معها أو الحوار معها يوجد مخارج، وبالتالي ربما تغتال ربما مَن ممكن أن يساعد هذا كان ضمنيا وداخليا هو والضمانة بالنسبة المشجع بالنسبة إلى..
سامي كليب: ماذا جرى بينك وبينه وكيف بدأ الحوار وعما تحدثتما؟
بشير مصطفى السيد: البداية كانت يعني مقدمة من طرفه بعد السلام..
سامي كليب: ماذا قال فيها؟
بشير مصطفى السيد: هذه المقدمة هو أنه كان صريح واضح ويعرف ما يريد ويعني عالم نفسه.
سامي كليب: ما فهمنا بس ماذا قال؟
بشير مصطفى السيد: هو قال طيب إحنا الآن أكثر من عشرين سنة نتحارب ولم يعرف بعضنا البعض، الخلاصة اللي وصلت إليها أنه إحنا احتلنا الأرض وسيطرنا على الأرض ولكن قلوب الناس قلوب الصحراوية لم نربحها ولم نسيطر عليها، وهذا ما يكون فيه شيء هذه ما يكون
..
سامي كليب: اعتراف..
بشير مصطفى السيد: اعتراف كذلك حقيقة أكثر من عشرين سنة دم وسيلان دم أنا أخاف أنه نترك لمن يأتي من بعدي فقط وراثة دم واستمرار فيه.
(...)
بشير مصطفى السيد: ثمانية عشر سنة تقريبا ما معناه أنه عقد و نصف من الدماء، يكفي منها ووصلنا إلى استنتاجات هالاستنتاجات هو أن على كل حال نحن سيطرنا عسكريا مازال باستطاعتكم أن ألحقنا بكم الضرر، ولكن نحن سيطرنا على الأرض، لكن قلوب لم نسيطر عليها، ونحن لم نجئ من أجل أخذ الأرض وخسارة القلوب الناس، بالتالي لازم نفكر كيف نصل إلى نهاية لهذا الوضع الحرب والدخول في مرحلة أخرى تقريبا المقدمة كانت هذه..
سامي كليب: خاطبك بود وفق كما قرأت في بعض التصريحات الصادرة عنك؟
بشير مصطفى السيد: باحترام في المرحلة الأخرى، بود في المرحلة الأولى ..
غياب زعيم جبهة البوليساريو عن التفاوض
سامي كليب: يعني قرأت أنه مثلا سألك عن زعيم الجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز لماذا لم يأت صحيح؟
بشير مصطفى السيد: فعلا هذا سؤال البصري باستمرار يقول لي لما ما يكون محمد عبد العزيز أنا عطيته رسالة والرسالة فيها لانتات..
(..)
سامي كليب: قبل الوداع خلينا نحكي شوي ما حصل في الاجتماع، طبعا بعد الترحيب والكلام على ما يبدو اللي كان فيه ترطيب يعني أجواء أنت جاوبته أيضا بكلام مماثل أنه إحنا والشعب المغربي شعب واحد وجيران وبلد واحد وما إلى ذلك من المجاملات التي كانت تقولها.
بشير مصطفى السيد: صح فعلا المقدمات اللي كلها تقريبا كانت مجاملات.
سامي كليب: صح ودخلتم في صلب الحوار.
بشير مصطفى السيد: دخلنا في صلب الحوار وهو كان تهمه مسألة واحدة هو وقف إطلاق النار وبالتالي ما أراد حاول أن يتحاشى بصفة ضمنية أي أجندة ملموسة وتواريخ وكذا..
سامي كليب: يعني سيد بشير مصطفى السيد بتصريح لك بعد اللقاء قلت يعني بعد فترة طبعا قلت أنه اللقاء افتقر إلى الجدية وإلى جدول أعمال محدد يعني ما الذي جرى تحديدا؟
بشير مصطفى السيد: أنا ما أردته في الحقيقة قلت هذا الكلام حتى لا أقول أسوأ منه هو أعطى التزام أنه ستكون له لقاءات أخرى وسيكون لقاء آخر ولكن اللقاء الآخر لم يحصل وبالتالي هو زار الجزائر مرورا نحو طرابلس وبالتالي..
سامي كليب: بس كم دام اللقاء بينك وبينه تقريبا؟
بشير مصطفى السيد: أنا أعتقد أنه في اللقاء الأول تقريبا كان ساعة ونصف والأخير..
سامي كليب: ساعة ونصف حكيته في تفاصيل يعني بمستقبل الصحراء بكيفية وجهة نظره هو الملك الراحل لكيفية العلاقة معكم في المستقبل؟
بشير مصطفى السيد: لا ولكن الخلفية موجودة هم كانوا في حوارهم مع الجزائريين طلبوا من الجزائريين مقترح..
سامي كليب: انس موضوع الجزائر لكن بالنسبة لك ماذا قال لك حول الموضوع؟
بشير مصطفى السيد: هو اكتفى بعموميات وبيع فكرتين: ما معناه أن إحنا نوقف إطلاق النار وهو يستمر معنا في الحوار..
سامي كليب: هذا كان السقف الأعلى؟
بشير مصطفى السيد: هذا السقف الأعلى.
سامي كليب: شو طلبتم في الرسالة اللي قدمتها؟
بشير مصطفى السيد: لا أكثر من هذا في الجلسة الأخرى ولكن هو تدعيم فقط لما فات قال لي أنا..
سامي كليب: خلينا في الجلسة الأولى سننتقل إلى الأخرى.
بشير مصطفى السيد: لا الجلسة الأولى هذا كان أهم ما فيها..
سامي كليب: وحضرتكم شو اللي كصحراويين شو قدمتم مطالب في هذا اللقاء؟
بشير مصطفى السيد: عموما نحن في الحقيقة يعني قدرنا الطرح وكذلك النقاط المثارة ومبدئيا قلنا أنه على كل حال نحن الحرب ماهياش صنعتنا ما هياش خدمتنا ماهياش هويتنا ماهيش حرفتنا ومجبرين عليها ومش شجاعة منا وإنما مجبرين عليها، الآن إذا كان الحوار سيؤدي بنا للحرب وبالتالي تركنا نوع من التقبل غير المعلن وغير المصرح به رسميا حتى نشاور أتشاور مع قيادتنا في استمرار الحوار في الجلسات في المقابلات القادمة سنأتي بجوابنا الرسمي على مسألة وقف إطلاق النار.
سامي كليب: هل صحيح أنه في الجلسة الأولى حاول الملك إغراءك بامتداحك شخصيا والقول أنه أنا أعرف أنك أنت الرجل الأساس في هذه القضية؟
بشير مصطفى السيد: يعني امتداح بصفة مباشرة لا ولكن ربما يعني..
سامي كليب: بالإيحاءات.
بشير مصطفى السيد: بإيحاءات وبالطريقة العادية واللي يعني الاحترام اللي عاملني به يعني تقبلني وسلم علي بطريقتنا إحنا وفي الجلسة الأخرى في التوديع قبلني وكأني صديق هو واقف في الوسط وأنا قبل الصورة دريت يدي على كتفه تفاجأ قلت له أين ولي العهد ولا كان بتاتا ينتظر أن أطرح عليه هذا السؤال أجال بصره فإذا بولي العهد موجود مع أمه..
سامي كليب: الملك الحالي محمد السادس؟
بشير مصطفى السيد: تمام ينظر إلينا أشار إليه بالإتيان وجاء وسلم علينا.
سامي كليب: وسلم عليك بحرارة ولي العهد؟
بشير مصطفى السيد: سلم علي في الحقيقة حتى هو تفاجأ ما كان منتظر أنه سيأتينا للسلام علينا.
سامي كليب: على كل حال هو ولي العهد أيضا الذي أصبح حاليا الملك محمد السادس معروف عنه أيضا المجاملة وحسن استقبال الضيف حتى لو كان..
بشير مصطفى السيد: فعلا أكثر حرارة من الحسن الثاني.
سامي كليب: صحيح طيب حصل مجاملات حصل مصافحة حارة وما إلى ذلك ومقدمتان كانتا إيجابيتين جدا من قبلك ومن قبل الملك ولكن تشنج الجو في هذا اللقاء.
بشير مصطفى السيد: حقيقي.
سامي كليب: لماذا؟
بشير مصطفى السيد: لأنه في الحقيقة هو سياسي قاسي مغلف بلباقة فكرية وأدبية.
سامي كليب: مثلا..
بشير مصطفى السيد: وأحيانا يعني هو لما يمر لتقليل أهمية دفاعنا العسكري وأهمية وشوية عن الهجوم على الجزائر وهنا العقدة من الجزائر وأنه هذه العلاقات في التاريخ لم تكن أبدا العلاقة كانت دائما شمال جنوب وليست يعني شرق غرب وكذلك لما يجعل نفسه كأنه هو شيء يعطيه ولا يتقاسمه وإنما ما يريد هو فقط من يريد أن يعطي..
سامي كليب: يعني مثلا ماذا قال لك عن الجزائر بالضبط؟
بشير مصطفى السيد: الجزائر أن إحنا تقريبا وكأن في مرحلة معينة عمرنا صغار بدون تجربة أنه تستغلنا الجزائر لأغراضها هي ومن الصعب جدا علينا أننا نعرف وين مصلحتنا وين إلى أي حد نحن نخدم مصلحتنا وإلى أي حد نخدم نحن فقط وسيلة في أيدي الجزائر..
سامي كليب: كلمك عن الرئيس الشاذلي بن جديد أم عن الجيش؟
بشير مصطفى السيد: لا عن الجيش وعن المخابرات وكذا أما عن الجزائر عن الشاذلي فهو يطري في شكره وكذا نتيجة لأنه بعد أبو مدين هو كان يكره أبو مدين بشكل لا يتصور وعنده حساسية من ضمن أبو مدين التصور وبالتالي يعني كل العيب للجزائر الذي هو يذكره هو عيب لأبو مدين بالدرجة الأولى.
سامي كليب: وطبعا هو حاول أن يقول لكم أنه مفروض أن أنتم كصحراويين تكونوا حلفاء لنا وليس للجزائر صح؟
بشير مصطفى السيد: يعني أنتم كنتم تاريخيا وآباءكم كذلك كانوا مع المغرب وهذا يعني جانب مثلا بالتاريخ في الحقيقة هو في الحقيقة ما يقصم ظهر المحادثة لما تجري بدون تاريخ في الحقيقة هنا يكون يتباعدوا كل اللي تقاربناه سياسيا وواقعيا تباعدوه لما يجي التاريخ وكذا ويصير تاريخ..
سامي كليب: قلت فيما بعد سيد بشير مصطفى السيد في أحد تصريحاتك أنه أني واثق من الحس الرفيع بالمسؤولية للحسن الثاني وبواقعيته وإرادته للسلام، يعني كيف شعرت بإرادته للسلام وواقعيته؟
بشير مصطفى السيد: الفكرة الرئيسة وسط كل الحوار هو أنه أعطوني هدنة نعطيكم حوار جاد، نحن نعرف أن هو يجازف نوعا ما بلقائنا لأنه مجازفة نسبيا، وبالتالي نحن نريد أن نقول تقريبا نخلق أجواء أحسن وأطيب يعني للحوار معتمدين على أنه واثق هو سيحترم كلمته سيواصل معنا الحوار.
(..)
سامي كليب: بعد عودتك من المملكة المغربية عرجت على الجزائر وأخبرت الجزائريين بما حصل؟
بشير مصطفى السيد: تمام ، بالنسبة لي كان في كل مرة أنه لابد من طائرة جزائرية .لما جينا في الحقيقة استقبلنا الجنرال العربي بالخير وزير الخارجية وإطارات كبيرة سامية واللي عندها علاقة بموضوع المغرب العربي وعندها علاقة بالموضوع دبلوماسي وسألونا عن كل شيء، وحكينا لهم كل شيء، ولكن حكينا لهم بطريقتنا نحن، نحن خايفين بأنه الجزائريين في عهد الشاذلي بأنهم يدخلوا فيركبوا قطار المغرب.
سامي كليب: طيب أخبرت الجزائريين أنه اتفقتم مع الملك الحسن الثاني على الهدنة مقابل استمرار الحوار؟
بشير مصطفى السيد: تمام.
سامي كليب: هل وافقوا على الأمر؟
بشير مصطفى السيد: هذا هو اللي جعلهم فعلا هما يقبلوا الخطوة الأخرى أنهم يكون المغرب العربي وأنه الشاذلي لا يقابل فقط الحسن الثاني عند الحدود وإنما يذهب إلى مراكش.
سامي كليب: الملك الحسن الثاني قال بعد اللقاء حين سؤل بعد فترة طويلة عن أسبابه قال ما يلي إني وجهت نداء إلى كل المتواجدين في الجهة الأخرى قلت لهم إن أبواب قصري مفتوحة وإني مستعد لأناقش وليس لأفاوض. ويمكن أن يأتوا كجبهة بوليساريو لعندي، هذه العبارات استخدمها الملك تحديدا إذاً للنقاش وليس للتفاوض.
بشير مصطفى السيد: هذا يسميه إذا شاء هو يسميه حوار نقاش نحن نسميه مفاوضات. ولكن نأسف حقيقة على أنه وقال أنه يكون في لقاء آخر واستمرار الحوار ولم يستمر فالحقيقة أستمر مع ولي العهد ولم يستمر معه.
المغرب وتجنب تدويل الأزمة
سامي كليب: لقاء واحد يتيم عقده ضيفنا الصحراوي بشير مصطفى السيد مع الملك المغربي الراحل الحسن الثاني ولكن اللقاءات استؤنفت مع ولي العهد الأمير محمد الذي أصبح فيما بعد الملك محمد السادس فالمغرب كان يريد تجنب تدويل الأزمة وبوليساريو كانت أسقطت خطأ طائرة أمريكية وتريد تلميع صورتها وكان سبق ذلك لقاء بين الملك الحسن الثاني والقيادي الكبير في جبهة التحرير الجزائرية عبد الحميد المهدي وهكذا أستقبل الأمير محمد عام 1989 مرتين الوفد الصحراوي وروى لي قادة جبهة بوليساريو هنا أن محمد السادس أنّب وزير داخليته إدريس البصري حين هاجم البصري بعنف الوفد الصحراوي أمام ولي العهد.
بشير مصطفى السيد: البصري قال كلام نوعا ما يعني قاسي تجاهي تجاه الوفد وأنا قلت له أنه كان أنه لو كنت موجود عندنا في ضيافتنا ماكانش تأبى أخلاقنا أن ننحط إلى هذه الدرجة، والأمير فهم وقال له التزم حدودك وأخذ الكلمة منه وبعدها البصري تقريبا ما تكلم كل الجلسات .. واللقاء الأخير مع ولي العهد بحضور البصري كان بنوع من لسان المنظمات المتحدة، هم لديهم حساسية للشهود ولديهم حساسية لحضور المنظمات المتحدة وأن يقبل طبع الدولي بالتالي نحن نوعا ما بتواضع بساطة ولكنها كذلك عن قصد أن ندفع الأمور باتجاه وان نتساهل وأن نزيل التخوفات ونبسط ونمهد الأرض نحو حضور أممي في الحقيقة اللقاء هذا الأخير 1997 كان جونسون ممثل عن الأمم المتحدة لم يحضر اللقاء مباشرة ولكن هو الذي نظمه .بعدين كان لقاء في العيون.. مهم جدا لقاء مع الأخير في 1997 نتيجة إلى أنه وصلنا إلى فكرة ضرورة الثقة.
سامي كليب: لما وجهت الدعوة لولي العهد محمد السادس بالمجيء ماذا كان رده؟
بشير مصطفى السيد: لست أدري هل البصري ناقش معه الأمر أو هل هو على إطلاع على الأمر، لم يقل شيء ولكن سكوته عن قول شيء دليل أن الفكرة تحديدا ربما ما كانت لديه أو لم يكن مطلع عليها.
سامي كليب سيد بشير مصطفى السيد يعني هل في خلال نقاشك مع الملك محمد السادس حين كان وليا للعهد كنت تطرح عليه مسألة استقلال الصحراء بهذه الجرأة بهذا الوضوح؟
بشير مصطفى السيد: يعني كانوا فكرتين في اللقاء أساسيات واحدة هو أنه يقولون انه يعني أنه إذا نعاملوكم معاملة معينه يعني هناك مناطق في المغرب أخرى..
سامي كليب: ستطالب بالشيء نفسه؟
بشير مصطفى السيد: إيه نحن نقول على كل حال أنه لا يجب طرح الموضوع هكذا، وكأنكم تشجعوا المناطق الأخرى أنه تقوم بنفس الحرب وتعاني نفس المعاناة وتكون لكم مشاكل.
سامي كليب: أي منطقة كانوا يشيرون إلى الريف مثلا؟
بشير مصطفى السيد: إلى الريف وإلى سوس ، المناطق البربرية، الفكرة الثانية هو أنه الوطنية المغربية قديمة وصلبة ومن الصعب جدا تطويعها، بينما عود الوطني صحراوية مو صلب ممكن تماما..
سامي كليب [مقاطعاً]: يعني سيد اسمح لي فقط يعني استميحك عذرا لهذا الموضوع تحديدا لأننا لا نود الكلام عن ما حصل وليس عما يمكن أن يحصل..
بشير مصطفى السيد: صح ممتاز.
سامي كليب: في خلال الحوار مع المملكة المغربية مع كبار المسؤولين المغاربة هل وصلتم إلى تسوية معينة ضمنيا، يعني لم تعلن حتى اليوم تقتضي بأنه يكون لكم نوع من الحكم الذاتي ولكن بإشراف المملكة المغربية بشكل عام؟
بشير مصطفى السيد: لم نصل إلى اتفاق ولكن الأفكار ثلاثة على الأقل (كلمة بلغة أجنبية) وكان جنينيا الفكرة الأولى هو مسألة وحدكم فدرالي مسألة استقلال دولة صحراوية مستقلة بعلاقة شخصية مع القصر مش مع المغرب وإنما مع القصر.
سامي كليب: هيدي طُرحت الفكرة؟
بشير مصطفى السيد: طُرحت الفكرة.(..)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.