ابنتي تبلغ من العمر 14 سنة، أصبحت مدمنة على استعمال الكمبيوتر إلى درجة كبيرة، كما أصبحت تتصرف بعصبية شديدة وبعدوانية اتجاه أخيها الذي يصغرها بـ 5 سنوات واتجاهي أنا أيضا واتجاه والدها، في البداية كنت أحبذ فكرة جلوسها أمام الحاسوب وكنت أطمئن من ابتعادها عن صديقات الدراسة وعدم إكثار الخروج معهن كي لا تنحرف وتتعلم منهن العادات السيئة، غير أن تعصبها المستمر وجلوسها الدائم أما الحاسوب أصبح يقلقني خاصة أنها في سن حرجة.. المشكلة أني لا أملك الوقت للتشديد في مراقبتها بحكم طبيعة عملي موظفة في إحدى الإدارات والتي تتطلب مني ثمان ساعات عمل يوميا، أرجوكم أفيدوني كيف أتصرف معها وهل حرمانها من الحاسوب سينهي المشكل؟ أم هناء ** لا تحولي تحديا متعدد الأبعاد إلى مشكلة مختصرة في الإنترنيت أختي الكريمة: صحيح أن من أعراض الإدمان على الانترنت العصبية والتوتر والقلق الناتج عن الاستغراق الذي لا ينتهي في متاهات صفحات الويب، ولكن لا تنسي أن سن 14 سنة هو سن بداية المراهقة، وهي مرحلة حساسة يحاول المراهق من خلالها إثبات وجوده، وإظهار أن كيانه مختلف عن الآخرين، وغالبا ما يستعمل الرفض والعناد وسيلة لتحقيق ما ذكر. لذلك أنصحك أن لا تحولي تحديا متعدد الأبعاد إلى مشكلة مختصرة في الإنترنيت وإن لم يكن أمره هينا، ومن ثم فلا أرى أن منع ابنتك من الإنترنت هو أول الحلول. المطلوب: - إن واجبك معرفة ما يدور بخلد ابنتك من خلال اهتماماتها وعلاقاتها وتصرفاتها دون أن يبدو ذلك منك كأنه تجسس أو مراقبة نابعة من عدم الثقة، ومن ذلك اطلاعك على المواقع التي تزورها، والأشخاص الذين تتواصل معهم عبر الإنترنيت، واستعيني بمن يستطيع كشف ذلك لك إن لم تكوني على دراية باستعمال الإنترنيت. - أظهري العطف والحنان والاهتمام لأن المراهق يحتاج كثيرا إلى من يبدي له أنه قد بلغ مرحلة عمرية يحسب لها الحساب، ويلتفت فيها إلى شخصيته المستقلة، وآرائه الحرة، ويشجعه على التعبير عنها. - شجعي ابنتك على ربط علاقات إيجابية مع فتيات صالحات، واغتنمي الفرصة لدعوة إحدى صديقاتها للغذاء وشاركيهما الحديث، أو أكرميهما واحرصي على رعاية تواصلهما، وقد أثارني أنك تصورت يوما أن وسائل التسلية في البيت تغني عن العلاقات الإنسانية، وأن فتاتك يمكن أن تتأذى من صديقات السوء أكثر من الإنترنيت، والحق أن واجب الآباء تربية الحس الاجتماعي الإيجابي، والبحث عن بيئات طيبة يغرسون فيها أولادهم. - قنني أوقات استعمال ابنتك للإنترنت في البيت، في إطار قانون عام للبيت يحترم أنشطة الأسرة المختلفة. - صاحبي ابنتك، اخرجي معها إلى لسوق، ابحثي عن بعض الهوايات الإيجابية التي يمكن أن تميل إليها وشجعيها عليها. وأخيرا مفتاح المراهق: ألا تكثر من نهيه، وأكثر من إبداع الأشكال والوسائل التي تشغله وتمتعه وترضيك عنه.