وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الحصار المفروض على قطاع غزة بأنه جريمة وعمل وحشي ، مشيراً إلى أن المحاولات الأمريكية لتقويض حركة المقاومة الإسلامية حماس تأتي بنتائج عكسية.وقال كارتر - الذي كان يتحدث في الجامعة الأمريكية في القاهرة بعد أن أجرى محادثات مع اثنين من قادة حماس - : إن الفلسطينيين في غزة يموتون جوعا ويحصلون على سعرات حرارية في اليوم أقل مما يحصل عليه الناس في أشد المناطق فقرا في القارة الإفريقية . وأضاف كارتر تلك وحشية ترتكب كعقاب للناس في غزة، إنها جريمة، وأظن أن استمرارها أمر بغيض . وتابع كارتر قائلاً : إن إسرائيل والولاياتالمتحدة حليفتها تسعيان لجعل الحياة في غزة أسوأ من الضفة الغربية حيث تسيطر حركة فتح المنافسة لحماس . وأضاف كارتر أظن أنه من الناحية السياسية فقد أدى هذا إلى تقوية شعبية حماس وأضر بشعبية فتح وهو عكس ما تسعى الولاياتالمتحدة لتحقيقه. وقال كارتر - الذي توسط في أول معاهدة سلام وقعها الكيان الصهيوني مع مصر عندما كان رئيساً للولايات المتحدة في السبعينات- : إن زعماء حماس الذين اجتمع معهم إلى الآن أبلغوه أنهم سيقبلون اتفاقا للسلام مع الكيان الصهيوني يتوصل إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم فتح من خلال التفاوض إذا وافق عليه الفلسطينيون في استفتاء عام، على حد قوله. واجتمع محمود الزهار وزير الخارجية في حكومة هنية وسعيد صيام وزير الداخلية في الحكومة ذاتها و4 آخرين، مع كارتر في احد فنادق القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة. وقبل لقائه وفد حماس، التقى كارتر الرئيس المصري حسني مبارك في الوقت الذي تبذل فيه مصر جهودا للتوسط بشأن تهدئة بين كيان الاحتلال وحماس. وكان كارتر, الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2002 بدأ الأحد جولة تستغرق 9 أيام في المنطقة لدفع عملية التسوية. ويقول كارتر إنه لا يزور المنطقة بصفته وسيطا، وحث على إجراء محادثات مع حماس وسوريا، مؤكدا انه لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام دونهما. ويفرض الكيان الصهيوني حصاراً كبيراً على قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه في يونيو من العام الماضي ولا تسمح بدخول شيء إلى القطاع، في وقت تشن عدواناً ظالماً على القطاع متمثلاً في المجازر البشعة.