كشفت دراسة حديثة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش وكبار مستشاريه أدلوا بـ 935 إفادة رسمية خاطئة تتعلق بالمخاطر الأمنية التي يمثلها العراق على أمريكا قادت لاحتلاله. الدراسة - التي صدرت امس الثلاثاء عن مجموعة صحفية غير ربحية هي مركز الأمانة العامة وصندوق دعم الصحافة المستقلة - وجدت باختصار أن إدارة بوش قادت الأمة إلى حرب على أساس معلومات خاطئة أخذت بالتزايد الأمر الذي أدى إلى بلوغها ذروة العمل العسكري ضد العراق في التاسع عشر من مارس2003. ووفق الدراسة المستقلة فإن بوش وسبعة مسؤولين رفيعين في إدارته منهم نائبه ديك تشيني ووزير الخارجية السابق كولن باول ومستشارة الأمن القومي حينها وزيرة الخارجية الحالية كوندوليزا رايس أقدموا على الإدلاء بإفادات غير صحيحة بشأن العراق في السنتين اللتين أعقبتا هجمات شتنبر2001. وتستند الدراسة البحثية إلى بيانات مجمعة من مصادر أساسية مثل الوثائق الحكومية والخطب الرسمية إضافة إلى مصادر ثانوية وبشكل رئيسي التقارير التي ترد من مؤسسات إعلامية رئيسية. وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي أدلى بـ 232 إفادة خاطئة بشأن العراق وحيازة الرئيس الراحل صدام حسين أسلحة دمار شامل إضافة إلى 28 إفادة خاطئة ربطت بين العراق وتنظيم القاعدة. وقد دأب بوش على الدفاع بأن الاعتقاد العام في تلك المرحلة كان يشير إلى أن صدام يملك أسلحة دمار شامل، وهو ما أدى إلى مواصلة تصريحات مسؤولين آخرين في إدارته والمؤسسة الاستخبارية الأمريكية وغيرها في دول أخرى منها بريطانيا بهذا الاتجاه. ثم عاد وكرر أنه - رغم الأخطاء الاستخبارية في هذا الشأن - فإن الإطاحة بصدام حسين ونظامه كان أمرا جيدا. ووفق الدراسة فإن كولن باول يأتي بعد بوش في ترتيب المسؤولين الذين أكثروا من الإدلاء بإفادات خاطئة بلغت 244 إفادة تعلقت بأسلحة الدمار الشامل و10 عن العلاقة بين العراق والقاعدة، يتبعه وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد واري فلايشر المتحدث باسم البيت الأبيض حينها برصيد 109 إفادات خاطئة. أما بول وولفوويتز نائب وزير الدفاع حينها فقد أدلى بـ85 إفادة خاطئة، تتبعه رايس برصيد 56 إفادة وتشيني بـ48 وسكوت ماكليلان (متحدث باسم البيت الأبيض أيضا) بـ14 إفادة خاطئة. وجاء في الدراسة - التي نوهت بتقارير حكومية متعددة استندت لها بشكل لا مجال فيه للجدل - أن العراق كان خاليا من سلاح الدمار الشامل، ولم تكن لديه أية علاقات ذات معنى مع تنظيم القاعدة. وتطالب الدراسة وسائل الإعلام بتحمل مسؤولياتها، مشيرة إلى أن معظم وسائل الإعلام لم تعمل بشكل كافٍ للتحقق من مزاعم الإدارة الأمريكية.