وصفت ناشطة سياسية أردنية ما يجري في قطاع غزة بأنه مخطط لتصفية القضية الفلسطينية وفق خارطة الطريق مقابل كانتونات للحكم الذاتي تحت السيادة الإسرائيلية، لكنها قللت من أهمية نجاح ذلك بسبب اشتداد عود المقاومة. واعتبرت النائب البرلمانية الأردنية السابقة توجان الفيصل في تصريحات خاصة لـ قدس برس أن ما يجري من إغلاق للمعابر والحدود والعدوان المستمر ما كان له أن يتم لولا التواطؤ العربي، وقالت: أعتقد أن ما يجري في غزة هو تواطؤ عربي كبير المقصود به تصفية المقاومة حسب خارطة الطريق والتأسيس لكانتونات الحكم الذاتي تحت السيادة الإسرائيلية، وهو مخطط بدأوا بتنفيذه في أنابوليس حين جمعوا العرب ليتنازلوا عن حق العودة . وأشارت إلى أن الصمت العربي الرسمي والشعبي يأتي في هذا السياق، وقالت: من المؤسف جدا ومن المخجل حقا أن تنطلق مسيرة في إسرائيل تطالب برفع الحصار عن غزة وتعد لإرسال مساعدات عينية إلى القطاع، بينما تمنع الحكومات العربية على شعوبها حتى التظاهر للتنديد بما يجري في غزة، كما لو أن إسرائيل أصبحت أرحم من العرب، حيث يتحرك العرب في لإسرائيل بينما يمنعون من التحرك في العالم العربي ، على حد قولها. وقللت الفيصل، التي وصفت نفسها بأنها الممثلة الشرعية للشعب الأردني والعربي، من إمكانية نجاح هذا المخطط، وقالت: لا أعتقد أن هذا المخطط سيسير كما تم التخطيط له، لأن هؤلاء الذين تواطؤوا هم غارقون في الفساد حتى أن القضية الفلسطينية تم اختصارها في المساعدات المالية، وهذا لن يتم لأن أكثر من ثمانية ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون في مختلف أنحاء العالم لا يحق لأحد أن يتنازل عن حقهم في العودة والتعويض، وأعتقد أن كلام زعيم حزب الله حسن نصر الله تمثل الموقف الشعبي العربي والإسلامي الذي كان يعني ما يقول حين توعد برد قاس في حال عمدت إسرائيل لإشعال حرب جديدة في لبنان . وأوضحت الفيصل أن حديث نصر الله في لبنان - في ذكرى عاشوراء يوم السبت - وثيق الصلة بما يجري في غزة، وقالت: حسن نصر الله هو الزعيم العربي الأول والأوحد، وهو لا يقول بلاغات إنشائية ولا يكذب، وما يجري في لبنان وثيق الصلة بمشروع تصفية القضية الفلسطينية، حيث إن الصهاينة يريدون السيطرة على العالم العربي، وقد استطاعوا بالفعل استحضار العرب إلى أنابوليس لبداية تنفيذ المخطط، وعجزت مصر أن تمارس سيادتها الكاملة على معبر رفح الذي لا يجوز أن يكون تحت تستشير لفتحه إسرائيل، لهذا أقول بأن حسن نصر الله صاحب قضية وهو قائد حقيقي أفرزته القواعد الشعبية ، على حد تعبيرها. وربطت توجان الفيصل بين ما يجري على الأراضي الفلسطينية وبين ما عرفته المنطقة من تطورات سياسية منذ حرب الثلاثين دولة ضد العراق، وقالت: كل الأحداث التي جرت في المنطقة كانت من أجل هدف تصفية القضية الفلسطينية منذ مؤتمر مدريد والتواطؤ العربي على حصار العراق والمساهمة في تسليم العراق للحتلال زإخراجه من المواجهة، وأحالوا المفاوضات بعدها إلى متعددة تهيئة لما يجري الآن . واستبعدت البرلمانية الأردنية السابقة التي كانت قد دخلت السجن بسبب إدلائها بتصريحات لمحطات تليفزيونية عربية ومواقع إعلامية، من بينها صحيفة عرب تايمز من شأنها الإضرار بسمعة الدولة، وخاضت إضرابا عن الطعام قبل يصدر بحقها عفو ملكي، امكانية اندلاع حرب جديدة في المنطقة على خلفية هذه التطورات السياسية، وقالت: الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تستطيع أن تواجه إيران وتفتح حربا إقليمية جديدة، والرئيس جورج (بوش) لا يملك القدرة على ذلك على الإطلاق، فهو مقيد بالكونغرس الأمريكي الذي حجر عليه اتخذ أي قرار وظل في أعياد رأس السنة مفتوحا لا يرتاده إلا شخص واحد ليعلن أن الكونغرس في حال انعقاد دائم حتى لا يتمكن الرئيس بوش من اتخاذ أي قرار يضر بمصلحة أمريكا، لهذا أرى بأنه من غير الوارد أن يفتح حربا جديدة في المنطقة، وحتى لو فعلها فإنه سيدفع الثمن غاليا لأن الشعوب ستتحرك، وقد كانت حرب لبنان التي خاضتها إسرائيل بالوكالة عن الولاياتالمتحدة نموذجا لذلك . وشنت الفيصل هجوما لاذعا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفريقه المفاوض واتهمته بأنه شريك حقيقي في مخطط تصفية القضية الفلسطينية، واعتبرت أن التطورات السياسية الميدانية في المنطقة قد أنهت أي دور سياسي متوقع للرئيس محمود عباس، وقال: لا أعتقد بأنه يمكن التعويل على موقف سياسي للرئيس محمود عباس، الذي لم يعرف عنه أي سابقة فدائية أو عمل مقاوم ولم يحمل السلاح للدفاع عن القضية الفلسطينية ولم يكن عسكريا أصلا، وكثير من التقارير الرسمية تؤكد هذا، وهو ما يفسر استبعاد الرئيس الراحل ياسر عرفات له، وهو لا يستطيع أن يحمي أي لاجئ فلسطيني حتى في منزله، وحادثة اعتقال زعيم الجبهة الشعبية أحمد سعدات في سجن أريحا دليل ملموس على ذلك ، على حد تعبيرها.