دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعوب الإسلامية إلى أن تجعل يوم الجمعة 3-2-2006 يوم احتجاج عالمي على ما نشرته صحيفة "جيلاندز بوستن" الدانمركية من رسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وأعادت عدة صحف أوربية نشرها. فيما دعت عدة منظمات إسلامية في فرنسا إلى جعل الجمعة "يوم محبة للرسول" لإبراز سيرته ومناقبه وخصاله، ما يعد أقوى رد على الرسوم الساخرة. وطالب الاتحاد في بيان تلقت شبكة "إسلام أون لاين.نت" الخميس 2-2-2006 نسخة منه العلماء والدعاة والخطباء في بلاد المسلمين والمؤسسات والجمعيات إلى "أن يجعلوا من يوم الجمعة (4 من محرم 1427ه الموافق 3 فبراير 2006م) يوم احتجاج عالمي على هذه الإساءات التي أعادت نشرها للأسف صحف أخرى في بلاد أوربية مختلفة". وقال البيان: "فليكن يوم الجمعة يوم غضب عالمي لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكل أنبياء الله ورسله، ولمقدسات الإسلام، ومقدسات الأديان كلها، وليكن هذا حديث الخطباء في مساجد المسلمين حيثما كانوا". وكان الاتحاد -الذي يرأسه الدكتور يوسف القرضاوي- قد أصدر بيانا في وقت سابق ندد فيه بهذه الإساءات، وطالب الحكومات العربية والإسلامية بالتدخل لإيقافها، كما طالب الشعوب الإسلامية بموقف إيجابي. "محبة الرسول" وفي فرنسا، حث المجلس الفرنسي للأئمة مسلمي البلاد على جعل الجمعة يوما من أجل "محبة الرسول" بعد أن أقدمت صحيفة "فرنس سوار" الفرنسية أمس الأربعاء على إعادة نشر الرسوم المسيئة. وقال زهير بريك رئيس المجلس الذي يضم 400 إمام: "إن المجلس دعا إلى تخصيص صلاة الجمعة لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإبراز سيرته ومناقبه وخصاله؛ وهو الأمر الذي يعد ردا قويا على الافتراءات التي جاءت بها الرسوم الاستفزازية". وبدوره، كشف ضو مسكين الأمين العام لمجلس الأئمة عن أن "المجلس سيتوجه برسالة إلى المسئولين السياسيين بفرنسا، وعلى قمتهم الرئيس جاك شيراك، تؤكد أن ما قامت به الصحيفة الفرنسية هو هدم لقيم الحرية والمساواة". وأوضح أن "الاعتداء على الشعور الديني لمجموعة من المواطنين هو اعتداء على الوطن، ولا يمكن أن يسعد الوطن إذا كانت شريحة منه تعتدي على شعور الآخرين". ورغم إقالة مالك "فرانس سوار" لمدير تحريرها جراء إعادة نشر الرسوم المسيئة فإن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية اعتبر ذاك "غير كاف". وقال حيدر دميريرك نائب رئيس المجلس ل"إسلام أون لاين.نت": إن "المجلس لن يتراجع عن رفع دعوى قضائية على الصحيفة". وشدد على أنه "يتوجب على فرانس سوار نشر اعتذار على صفحاتها، وبعدها سنرى ما يمكن فعله بشأن الدعوى القضائية". تضامنا مع المسلمين وتضامنا مع المسلمين، أكد جوزيف ستريك كبير أحبار اليهود بفرنسا في أثناء لقائه برئيس الحكومة دومينيك دوفيلبان أن "هذه الرسوم غير مقبولة، ومهينة لمشاعر ملايين المسلمين، ولا يمكن أن نعدها في إطار حرية التعبير". وقال: "إنه يشاطر غضب العالم الإسلامي.. لن نربح شيئا بإهانة الأديان والسخرية منها؛ فهو أمر يعارض الأمانة واحترام الثقافات". كما أصدرت "الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب" -وهي حركة علمانية تقاوم التمييز بفرنسا- بيانا شديد اللهجة ضد ما أقدمت عليه صحيفة "فرانس سوار". وجاء في البيان أن "الحركة رغم تمسكها الشديد بحرية التعبير فإنها تعبر عن احتجاجها ضد الرسوم، وتعتبرها بمثابة استفزاز مثير للقلق". مصر والمغرب وفي السياق ذاته، أعلنت عدة منظمات في العالم العربي والإسلامي اعتزامها تنظيم احتجاجات بعد صلاة الجمعة ردا على الرسوم المسيئة. ففي مدينة الإسكندرية تنظم لجنة الدفاع عن المقدسات مؤتمرا شعبيا بنادي المحامين عقب صلاة الجمعة 3-2-2006، ردا على حملة الإهانة للرسول ببعض الصحف الأوربية. وفي المغرب، دعت تنظيمات الحركة الإسلامية للاحتجاج على "الاعتداء الصارخ على حرمة الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستهتار بعقائد المسلمين وبمشاعرهم". كما دعت إلى مقاطعة البضائع الدانمركية. من جانبه، صرح وزير الخارجية الدانمركي بير ستيج مويلير لصحيفة "بورسين" الاقتصادية اليومية بأنه يتوقع اتساع نطاق المقاطعة للبضائع الدانمركية. وأعرب اليوم الخميس عن تخوفه من ردود فعل المسلمين بعد إعادة عدة صحف أوربية نشر الرسوم قائلا: "لم تصل بعد الدول الإسلامية صلاة الجمعة". بداية الأزمة وبدأت أزمة الرسوم حينما نشرت صحيفة "جيلاندز بوستن" الدانمركية في سبتمبر الماضي 12 رسما كاريكاتيريا مسيئا للرسول، ثم أعادت نشرها في يناير الماضي صحيفة نرويجية. كما أعادت صحيفة "فرانس سوار" الفرنسية أمس الأربعاء نشر هذه الرسوم المسيئة، بالإضافة إلى أكثر من 6 صحف في إيطاليا وأسبانيا وألمانيا تحت دعاوى "التعددية" و"حرية التعبير" والتضامن مع "جيلاندز بوستن". وبدأ المسلمون حملات مقاطعة للبضائع الدانمركية ردا على رفض السلطات الدانمركية التحقيق مع الصحيفة بدعوى أن ما جاءت به لا يخرج عن إطار حرية التعبير التي يكفلها الدستور الدانمركي. وتتوسع حاليا حملات المقاطعة لتشمل منتجات الدول التي تعيد صحفها نشر هذه الرسوم، رغم اعتذار "جيلاندز بوستن" للمسلمين عن نشرها الرسوم المسيئة. كما أقال رامي لكح مالك صحيفة "فرانس سوار" رئيس ومدير تحرير الصحيفة جراء قراره إعادة نشر الرسوم المسيئة، وقدم اعتذارا لكل من أساءت لهم هذه الرسوم.