أقال رامي لكح مالك صحيفة "فرانس سوار" الفرنسية رئيس ومدير تحرير الصحيفة جراء قراره إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقدم اعتذرًا لكل من أساءت لهم هذه الرسوم. وقالت تقارير إعلامية اليوم الخميس 2-2-2006: إن رجل الأعمال رامي لكح -المصري الأصل والفرنسي الجنسية- أقال جاك لوفران رئيس ومدير تحرير "فرانس سوار"؛ عقابًا له على إعادة نشر الرسوم المسيئة، "ورغبة منه (لكح) في إظهار الاحترام لمشاعر ومعتقدات الناس". وقال لكح: إن إقالة لوفران هي "للإعراب بشكل قوي عن احترامه للمبادئ والقناعات الشخصية لكل إنسان". وأردف: "إننا نقدم اعتذارنا للأقلية المسلمة وجميع الأشخاص الذي صدمتهم أو حقرتهم هذه الرسوم". "كفانا دروساً" من جانبها، دافعت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الخميس عن ما وصفته بحق الصحافة في التندر على أي معتقدات دينية. وقال محرر الصحيفة سيرجيه فوربت: "كفانا دروسًا من هؤلاء المتعصبين الدينيين الرجعيين. لا يوجد في هذه الرسوم الكرتونية المتهمة بالإجرام ما يهدف إلى اتخاذ صفة العنصرية أو تشويه سمعة أي أقلية". وكانت "فرانس سوار" قد أعادت أمس الأربعاء نشر الرسوم الاثني عشر المسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، على اعتبار أنه "لا يحق لعقيدة دينية أن تفرض نفسها على مجتمع علماني". وكشفت مصادر داخل الصحيفة -طلبت عدم ذكر اسمها- ل"إسلام أون لاين.نت" أمس الأربعاء عن أن الأزمة المالية التي تعيشها "فرانس سوار"، والديون المتراكمة عليها، هي أحد دوافع إعادة نشر هذه الرسوم. وشددت على أن الصحيفة استهدفت من إعادة نشر هذه الرسوم رفع المبيعات من جهة، والتغطية على الاحتجاجات التي يقوم بها صحفيون وعاملون بالصحيفة مهددون بالبطالة من جهة أخرى. وعقب إعادة نشر هذه الرسوم أكد قادة الأقلية المسلمة بفرنسا اعتزامهم رفع دعوى قضائية ضد "فرانس سوار"، ودعوا مسلمي البلاد -الذين يقدر عددهم بخمسة ملايين من بين 60 مليون نسمة- إلى الاحتجاج بشتى الطرق السلمية على ما أقدمت عليه الصحيفة. اتساع الدائرة وإلى جانب "فرانس سوار" أعادت أكثر من 6 صحف في إيطاليا وأسبانيا وألمانيا أمس الأربعاء نشر الرسوم المسيئة تحت دعاوى "التعددية" و"حرية التعبير". كما رأت هذه الصحف في إعادة النشر تضامناً مع صحيفة "جيلاندز بوستن" الدانماركية التي نشرت هذه الرسوم للمرة الأولى في سبتمبر الماضي؛ ما أثار موجة غضب من قبل المسلمين في أرجاء العالم. وبدأ المسلمون حملات مقاطعة للبضائع الدانماركية ردا على عدة رفض السلطات الدانماركية التحقيق مع الصحيفة بدعوى أن ما جاءت به لا يخرج عن إطار حرية التعبير التي يكفلها الدستور الدانماركي. ورغم اعتذار "جيلاندز بوستن" للمسلمين عن نشرها الرسوم المسيئة، إلا أن حملات المقاطعة بدأت تتوسع لتشمل منتجات الدول التي تعيد صحفها نشر هذه الرسوم. وتسعى منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والأقليات المسلمة بالغرب إلى حث الأممالمتحدة على إصدار قرار مقرون بعقوبات بجرم الإساءة للأديان.