أدان عدد من الأئمة في خطبة الجمعة اليوم 27/1/2006 بعدة عواصم عربية أي إساءة توجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مطالبين باتخاذ إجراءات فعالة منها المقاطعة للجهات المسيئة للنبي. يأتي ذلك في إطار التحركات العربية والإسلامية الغاضبة ضد نشر صحيفة جيلاندز بوستن الدنمركية رسوما كاريكاتورية تضمنت إهانة للرسول. ففي العاصمة السعودية (الرياض) قال الشيخ سعد بن عبد الله البريك من على منبر جامع الأمير خالد بن سعود: إن الأمر متعلق بالمسلمين أولا وأخيرًا ؛ لأن من لم يتغير وجهه ويغضب يوم أن يسب نبيه أو يهان فلا إسلام ولا إيمان له، وأن الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم من دلالات الإيمان ومن أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى. وأشار إلى: أن من بين وسائل الانتصار للنبي المقاطعة، والتنديد بما نشرته الصحيفة في كل مكان. سب لكل الأنبياء من جانبه قال الشيخ عبد الرحمن الحذيفي في خطبته بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة: إن سخرية هذه الجرائد في تلك الدولة من الرسول محمد جريمة تضيق بحملها الجبال وتعتبر استهزاء بكل أنبياء الله عليهم السلام. من جهته أشاد الشيخ أسامه عبد الله الخياط من الحرم المكي بالتحرك الذى اتخذته دول عربية لمواجهة الإهانة للرسول ومنها الحكومة السعودية التي سحبت سفيرها من الدنمارك. ودعا كافة الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف مماثل. موقف سلبي وفي العاصمة القطرية الدوحة دعا إمام وخطيب مسجد عمر بن الخطاب الحكومات والشعوب الإسلامية التي اتخذت موقفا سلبيا إلى: أن يبذلوا كل ما يملكون كل على حسب طاقته في الدفاع عن النبي. وقال: إعلام بعض الدول وحكوماتهم تجاهلت القضية وعلى القيادات أن يقاطعوا هؤلاء في إشارة إلى من يقوم بإهانة الرسول الكريم. وفي العاصمة البحرينية المنامة شدد الشيخ عدنان عبد الله القطان من على منبر مسجد أحمد الفاتح على أن حب النبي صلى الله عليه وسلم من حب الله، مؤكدا ضرورة اتخاذ موقف من كل من يسيء إليه. وفي أول اعتراف من نوعه من جانب سياسي دنماركي قال السفير الدنماركي في السعودية هانز كلينجينبرج يوم 26/1/2006 إن حكومته استخفت بحجم هذه الأزمة. وفي تصريحات لصحيفة جيلاند بوستن قال السفير الدنماركي هناك خطر ولكننا في الدنمارك قللنا من قدر الغضب والسخط الذي أثارته هذه الرسوم في العالم الإسلامي. وكانت السعودية استدعت الخميس 26/1/2006 سفيرها في كوبنهاجن للتشاور بشأن عدم اتخاذ الحكومة الدانماركية إجراء كافيا بحق الصحيفة التي نشرت 12رسما كاريكاتيريا مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في سبتمبر الماضي. وجاء استدعاء السفير السعودي بعد يوم واحد من مطالبة مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الحكومة الدانماركية بمعاقبة صحيفة جيلاندز بوستن لنشرها هذه الرسوم. وخلال الأسابيع الأخيرة تداول السعوديون رسائل عبر الهواتف المحمولة تدعو إلى مقاطعة المنتجات الدانماركية؛ احتجاجا على موقف الحكومة التي رفضت فتح تحقيق مع الصحيفة، معتبرة أن ما جاءت به يأتي في إطار حرية التعبير التي يكفلها الدستور الدانماركي. وتتزامن هذه الحملة مع انتقادات من جانب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لصمت السلطات في كل من الدانمارك والنرويج عن تلك الحملة ضد الرسول بدعوى حماية حرية التعبير. وكانت النرويج قد نشرت هي الأخرى الصور التي نشرتها الصحيفة الدنمركية. وشهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط مظاهرات طلابية غاضبة على مدى عدة أيام طالبت بمقاطعة حكومتي البلدين الأوربيين إذا لم تقدما اعتذارا عن تلك الإساءات.