تفاعل الشارع الفلسطيني، بشكل كبير، مع قضية إساءة صحيفة دنمركية وفرنسية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك تهديد دنمركيين بحرق نسخة من القرآن الكريم في ساحة عامة، وذلك من خلال العديد من الفعاليات، وردود الأفعال الغاضبة على ذلك. وقررت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية تخصيص خطبة الجمعة ليوم (3/2) للحديث عن الإساءة البالغة، التي تعرض لها شخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من بعض الصحف الدنمركية والنرويجية والفرنسية. ووجهت مديرية الوعظ والإرشاد تعميماً على الخطباء لشجب واستنكار هذه الأعمال المسيئة لمليار ونصف المليار مسلم في خطبة الجمعة. خطباء الجمعة ضد الاعتداء على النبي وبينت المديرية للخطباء أن مثل هذه الأفعال تندرج في مسلسل تشويه صورة الإسلام والمسلمين، والإساءة إلى معتقداتهم، تحت مسمى "حرية الرأي والتعبير والديمقراطية. وطالبتهم بفضح الأفعال المتعددة والمستمرة، التي يشنها أعداء الإسلام ضد المسلمين من خلال وسائل الإعلام المتعددة، ولوقف الاستهزاء بديننا ونبينا وأركاننا"، مشيرة إلى أن أحد المذيعين الأمريكيين قد استهزأ مؤخراً بالحجاج المسلمين وهم يؤدون فريضة الحج لهذا العام، ووصفهم بقطعان الماشية. وأكدت المديرية بأن "ديننا الإسلامي الحنيف لم يسئ لأي الديانات والرسل، بل يحترمهم ويؤمن بهم". وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قد أصدرت بياناً استنكرت فيه قيام صحيفة دنمركية بالإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد قام الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة وزير الأوقاف والشؤون الدينية بالاتصال تليفونياً برئيس الجالية الإسلامية في الدنمرك، أطلعه خلالها على حالة الغليان والغضب الشعبي والرسمي في الشارع الفلسطيني، بسبب هذه الأعمال الإجرامية الاستفزازية. وحثت مديرية الوعظ والإرشاد الخطباء على تقديم الشكر للدول العربية والإسلامية التي "اتخذت مواقف شجاعة تجاه من اعتدى على ديننا ورسولنا الكريم، وكذلك الشعوب العربية والإسلامية التي هبت في مسيرات غضب واحتجاج، وكذلك مقاطعتهم للبضائع الدنمركية". صحفيون غاضبون من جهتها رفضت كتلة الصحفي الفلسطيني في نقابة الصحفيين، بشكل قاطع، الإشارة إلى أن ما تم نشره من صور وكتابات مؤخرا هو جزء من حرية التعبير، التي كفلتها المواثيق الدولية والأعراف المهنية الصحفية، مشددة على أن هذه الأعراف، في الوقت الذي تصون فيه هذا المبدأ، فإنها تشدد على ضرورة احترام حرية الأديان والمعتقدات، وعدم التعرض بسوء لأتباعها، وأن هذا قد ورد في جميع مواثيق حقوق الإنسان، التي أقرتها المنظمات الدولية. وقالت في بيان صادر عنها "لم تكن الصحف الدانمركية والنرويجية الجهة الأولى في التهجم على ديننا الحنيف، بل إنها تأتي في سياق زمني طويل، بدأ بإصدار الدراسات التي تتهكم على النبي وأصحابه، والسخرية من عبادات المسلمين، وبث الأعمال الفنية والسينمائية، التي تتقصد المسلمين، من خلال تشويه صورتهم لدى الرأي العام العالمي". وأضافت أنه من الواضح أن هذه الطريقة الفجة في الإساءة إلى المسلمين لدى بعض دول الغرب، غدت أقصر الطرق للشهرة، وتصدر نشرات الأخبار، ورفع حجم المبيعات، بدء بسلمان رشدي، ومرورا بالاستهانة بلفظ الجلالة، وسلسلة طويلة من التهجمات البذيئة، وانتهاء بما أقدمت عليه الصحف الدانمركية والنرويجية. وأعربت الكتلة عن استغرابها أن يقوم المسؤولون في هاتين الدولتين، وعلى أعلى المستويات، بتبرير ما أقدمت عليه صحفهم، تحت ستار حرية التعبير، متسائلة أين كانت هذه المزاعم حين تجرأ بعض الصحفيين والكتاب في ذات الدول للكتابة في حقيقة المحرقة اليهودية؟، متسائلة أي تناقض ونفاق تمارسه هذه الديمقراطيات المزعومة؟، على حد قولها. وقال البيان إنه في الوقت الذي تشيد فيه كتلة الصحفي الفلسطيني بالوقفة العربية الإسلامية ومن بعض الأحرار في هذا العالم، لإدانة هذا السلوك الوقح، "فإننا نطالب جميع النقابات الصحفية والمنظمات الإعلامية، لاسيما الدولية منها، باتخاذ موقف أكثر وضوحا وحسما، بما في ذلك عدم الاكتفاء بالاعتذار، وإنما حملة عربية وإسلامية ودولية تضع حدا لهذه التطاولات على الأديان، كل الأديان، بما في ذلك اتخاذ مواقف سياسية ودبلوماسية عاجلة، بالإضافة إلى ما أعلن عن حملة لمقاطعة بضائع كل من يجرؤ على إهانة المسلمين في دينهم". مسلحون يهددون رعايا أوربا من جهتهم أمهل عدد من المسلحين الفلسطينيين رعايا عدد من الدول الأوربية بمغادرة قطاع غزة خلال 48 ساعة، وطالبوا بإغلاق مقر الاتحاد الأوربي في مدينة غزة. إذ أغلق عدد من المسلحين ينتمون إلى "سرايا القدس"، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب "الياسر"، التابعة لحركة "فتح" مقر الاتحاد الأوربي في غزة. وطالب المسلحون الرعايا الدنمركيين والفرنسيين بمغادرة قطاع غزة، وأمهلوهم 48 ساعة، وذلك لتكرار الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كما أعطت مجموعة مسلحة ثالثة يطلق عليها اسم "كتائب أبو الريش"، التابعة لحركة "فتح"، الرعايا الأوربيين مهلة عشر ساعات فقط لمغادرة غزة، مؤكدة أنه بعد ذلك سيتكون المكاتب والمؤسسات والأوربية هدفا لها. كما توعدت كل من "ألوية الناصر صلاح الدين"، التابعة للجان المقاومة الشعبية، وكتائب شهداء الأقصى "القيادة المشتركة" الذراع العسكري لحركة "فتح" باستهداف الأجانب في الأراضي الفلسطينية من الجنسيات النرويجية والدنمركية والفرنسية، وذلك على خلفية الإساءة للنبي محمد عليه السلام. وقال الذراعان العسكريان في بيان مشترك لهما "بعد تكرار الخطأ الجسيم من قبل الصحف، التي تعمل بكل من النرويج والدنمرك وفرنسا من إساءة لا تطاق بحق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, قررنا أن كل رعايا وكافة العاملين بالسلك الدبلوماسي لتلك الدول يعتبر مستهدف من قبل لجان المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى "القيادة المشتركة"، بحسب قول البيان. وأضاف البيان أن "كل نرويجي أو فرنسي أو دنمركي الجنسية هو مستهدف، ودمه مهدور عندنا، ويحظر على التجار وكافة البائعين التعامل مع السلع، التي تستورد من تلك الدول". وطالب البيان بإغلاق مكاتب وقنصليات تلك الدول المذكورة العاملة في فلسطين "وإلا فإننا لن تتهاون في تدميرها". مراقبو معبر رفح يتغيبون وكانت مصادر مطلعة في معبر رفح الحدودي قد قالت إن سبعة مراقبين أوروبيين من جنسيات اسكندنافية وتحديدا من الدنمركيين والنرويجيين، منعوا لليوم الثاني على التوالي من الوجود في معبر رفح الحدودي، جنوب قطاع غزة. وحسب المصادر ذاتها، فإن المراقبين تلقوا تعليمات من قياداتهم، بعدم التواجد في المعبر الذي يستخدمه الفلسطينيون للتنقل من وإلى قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية، على خلفية حالة الغضب، التي برزت في الشارع الفلسطيني مؤخرا، بعد نشر إحدى الصحف الدنمركية صورا مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. ومن المقرر أن تنظم يوم السبت المقبل رابطة علماء فلسطين مع نادي صناع الحياة مسيرة جماهيرية صامتة بعنوان "معا لنصرة الحبيب"، وذلك للتعبير عن الاحتجاج والغضب للإساءة، التي تعرض لها شخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من قبل صحف دنمركية، إذ سيتم إلقاء كلمة لرئيس الرابطة، وستوجه رسائل باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.