اعتبر الدكتور رضوان بنشقرون، رئيس المجلي العلمي المحلي لجهة الدارالبيضاء الكبرى، خلال المحاضرة التي نظمها أخيرا المجلس العلمي للدار البيضاء في فضاء المركب الثقافي مولاي رشيد، أن تطبيق الأمة الإسلامية لتعاليم القرآن الكريم كمنهاج لحياتها رهين بقراءة هذا القرآن وتأمله، سيرا على منهج جيل السلف الصالح الذي كان جيل القرآن بامتياز. وبَيْنَ فهم القرآن الكريم وحفظه وتطبيقه، يرى الدكتور رضوان بنشقرون أن الإنسان المسلم لابد له أن يعيش لحظات تدبر وتأمل تفضي به إلى أن يحسن فهم وتطبيق كتاب ربه، متسائلا في نفس السياق عن إمكانية نجاح الأمة الإسلامية في العيش خلال هذه المراحل بما تقتضيه من أناة وقراءة جيدة وحسن تدبر، ويظل هذا السؤال عند بنشقرون محتاجا إلى إجابة من منطلق أن كتاب الله جاء ليُعْمَل به، لا ليُعَلق على الجدران. وأكد الدكتور مصطفى بن حمزة، من جهته، في معرض حديثه عن موضوع القراءات الحديثة أن الباعث على وجود هذه الأمة والمنشئ لتاريخ ميلادها هو تاريخ نزول أول آية قرآنية، وفند الدعاوى الباطلة والمحدثة التي لا تليق بعظمة كتاب الله، من قبيل أن القرآن الكريم حمال ذو أوجه وغير مفهوم، موضحا استحالة الوصول إلى مراد الله في كتابه إلا من خلال أهل العلم. وقد ختم الدكتور بنشقرون المحاضرة بالتأكيد على أن القراءة المثالية للنص القرآني هي القراءة التي تربطه بمصدره، وتخوض في أعماقه وتتفهم مقاصده ومعانيه.