س: ماهي ظروف نشأة الهيئة وماهي اهدافها؟ > ج: "الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة" جمعية مغربية مستقلة، تأسست سنة 1423 ه موافق 2003 م بمبادرة من مجموعة من الفاعلين في المجال العلمي. مقرها بكلية العلوم، جامعة محمد الخامس أكدال- الرباط، وعن ظروف نشأتها فقد كان اكاديميون ينتمون الى تخصصات في حقول الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا واساتذة في علوم التفسير والفقه والبيان يتطارحون مرة في الشهر مواضيع علمية تناولتها سورة او آيات في القرآن الكريم ونقارب من خلالها الحقائق العلمية التي يتم التوصل اليها. وحدث ان استضاف المجلس العلمي بالرباط الاستاذ عبد الله المصلح الكاتب العام للهيئة العالمية في الاعجاز العلمي في القرآن والسنة ومن خلال لقائه باساتذة كلية العلوم تعرف على اللقاءات المنتظمة ومقارباتها من مشارب علمية ومعرفية فاستحسنها واكد انها ستكون أفيد اذا انفتحت على الطلبة وفئات اخرى، فاستقر راينا بعد المشاورة على تاسيس هيئة مغربية مستقلة تعنى بالبحاث العلمية والاكاديمية المتصلة بالاعجاز العلمي في القرآن والسنة تتواصل مع كل شرائح المجتمع. فيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك فان الاهداف هي دراسة أوجه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، والمساهمة في النشاط العلمي والثقافي في البلاد، وخدمة البحث العلمي في إطار التعاون بين العلوم البحتة والتطبيقية والدراسات القرآنية والحديثية، وربط أواصر التعاون العلمي بين المتخصصين في هذا المجال س: حتى تتبين اكثر طبيعة هذه الاهداف ما هي نوعية الأنشطة المتفرعة عنها والتي سهرت الهيئة على تنظيمها؟ > ج: قامت الهيئة على المستوى الوطني بتأطير ورشات بتنظيم محاضرات وندوات وملتقيات في عدد من المدن المغربية من بينها الرباط، الدارالبيضاء، فاس، مكناس، وجدة، طنجة، سطات، الرشيدية، المحمدية، بركان، أزرو، بلقصيري، وادي أمليل، وزان، تمارة. مثلا بتنسيق مع المجلس البلدي لمدينة تمارة، قامت الهيئة بتنظيم محاضرة للدكتور المصري زغلول النجار في موضوع ”الإشارات العلمية الكونية في القرآن الكريم“ سنة 2003 وكذا تنظيم سلسلة من المحاضرات زغلول النجار في الرباط والقنيطرة ومكناسوفاس وطنجة والدارالبيضاء من 5 الى 10 يناير 2005 .قمنا كذلك بتأطير محاضرات علمية حول ”الماء“ لفائدة جمعية التعاون للبحث والمحافظة على الماء (طلبة السلك الثالث) بكلية العلوم، جامعة محمد الخامس الرباط – أكدال، وعقد ندوات علمية بالفرنسية (لفائدة طلبة الحي الجامعي الدولي بالرباط، ولفائدة جمعية فضاء الأطر بمدينة الدارالبيضاء. وفي ابريل 2006 استضافت الهيئة المفكر الإسلامي طارق رمضان الذي حاضر في موضوع ”التنمية البشرية والتضامن“بكلية العلوم ب الرباط – أكدال.كما كان للهيئة شرف تنظيم ندوة علمية في رمضان 1426حول ”الإنسان والبيئة“ بمدينة بركان بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي لمدينة بركان،وندوة علمية حول ”نماذج من الإعجاز العلمي“ بمدينة تمارة بتنسيق مع المجلس البلدي لمدينة تمارة، في رمضان1427. ايضا عقدنا سلسلة من الندوات بالتعاون مع مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للدراسات والأبحاث العلمية من 22 إلى 27/10/2007 تحت شعار "أفلا يتدبرون القرآن" حول الإعجاز العلمي والعددي في القرآن الكريم، بمشاركة باحثين من الهيئة المغربية وباحثين من المشرق العربي هما المهندس عبد الدائم الكحيل من سوريا والأستاذ عبد الله جلغوم من الأردن. وبمدينة مشرع بلقصيري تم تنظيم ندوة علمية حول ”الإعجاز العلمي: الجلد والفلك والبيئة نماذج“لفائدة جمعيتي المجد والكوثر النسويتين في 7 ماي 2005، وإحياء السنة العالمية للفيزياء بتنظيم ندوة علمية حول ”علم الفلك “بكلية العلوم بالرباط – أكدال. وعلى المستوى الدولي فقد شاركت الهيئة في المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي الذي أقيم بدبي في مارس 2004 وفي المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي الذي أقيم بالكويت في دجنبر 2006 وإلقاء محاضرة بجدة لفائدة القطاع النسوي للرابطة العالمية في 16 أبريل 2004. كما شاركنا في الملتقى الرمضاني الأول والثاني المنظمين من طرف جمعية قدماء نادي النهضة الوجدية وجمعية تجمع المغاربة بالخارج تحت شعار الإسلام دين التكامل بتنشيط ندوتين علميتين حول نماذج من الإعجاز العلمي في 14 رمضان 1427 وحول البيئة والتنمية المستديمة في 17 رمضان 1429. وحول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة نظمنا ندوتين وطنيتين الأولى يومي 27 و 28 نونبر 2004 تحت شعار «ولتعلمن نبأ بعد حين» والثانية يومي 21 و 22 أبريل 2007 تحت شعار «لكل بنإ مستقر وسوف تعلمون». وفي إطار انفتاح الهيئة كانت لنا شراكة مع المجلس العلمي المحلي بالرباط تهدف الى تنظيم أنشطة لصالح الوعاظ بغرض انفتاحهم على العلوم التطبيقية والبحتة، وتمكينهم عند الحديث عن البيئة مثلا من معرفة النظم الإيكولوجية والتلوث بالمعنى العلمي، وظواهر الانحباس الحراري والتنوع البيولوجي والأمطار الحمضية والتصحر، وثقب الأوزون وهي مظاهر لم تكن معروفة عند نزول القرآن، وبالتالي عندما يتناولها الواعظ في خطب الجمعة بشكل أعمق وفي سياق علمي وفقهي متجانس فإن المتلقين يستفيدون أكثر ويكونون بدورهم من خلال الوعاظ في قلب الظواهر والمتغيرات المحيطة بهم، كما كانت هناك دورات تكوينية عن مزايا الانترنت والمعلوميات، وكيف يمكن للواعظ أن يبحث عن المعرفة في المواقع العلمية ويستقي منها ما يتلاءم فقهيا مع محور معين. وما لمسناه خلال هذه الورشات أن ثمة قلقا من الحاسوب وصعوبات تقنياته، لكن التجاوب في النهاية كان واسعا. أمام هذا الزخم من الأنشطة لاحظنا غياب الطفل واليافع في أنشطتنا وانطلاقا من قناعتنا أن بناء الإنسان يجب أن ينطلق من القاعدة قمنا بتأطير ورشات في المخيمات الصيفية كتجربة جديدة حول البيئة المغربية من زواحف وأجناس نباتية وأيضا عن تكوين الجنين، وهكذا كانت لنا فرص تأطير أطفال في مخيمات للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب ومجموعة الأبناك الشعبية والمكتب الشريف للفوسفاط بين 2006 و 2008، ولاحظنا أن مستوى الإدراك والاستيعاب يكون أكبر خلال العطلة حيث يكون الطفل واليافع في راحة وبالتالي تكون جاهزيته وقابليته أكبر. وفي نفس السياق إلقاء دروس ومحاضرات لفائدة تلاميذ مجموعة من المؤسسات الأكاديمية والتربوية بعدة ثانويات بالرباطوتمارةووجدةوبركان وأحفير والعيون. س: هل تم ترجمة هذه المبادرات الى اصدارات وماهي المشاريع المستقبلية للهيئة؟ > ج: بالطبع ارتأينا ان يشمل هذا الاشعاع نطاقا واسعا عبر إصدار كتاب ملخصات البحوث وقرص مدمج للبحوث المقدمة خلال الندوتين الوطنيتين حول الاعجاز العلمي، وإصدار قرص مدمج خاص بمحاضرة المفكر الإسلامي د. طارق رمضان في موضوع ”التنمية البشرية والتضامن“ وترجمة كتاب ”إنه الحق“ من العربية إلى الفرنسية لفائدة الرابطة العالمية، وفتح موقع إلكتروني للهيئة منذ يوليوز 2007 للتواصل مع المهتمّين على نطاق أوسع اما عن المشاريع المستقبلية فنحن بصدد تنظيم المؤتمر الدولي الأول للإعجاز العددي في القرآن، بين 7 و9 نونبر الحالي والذي سيحضره اساتذة وباحثون من سوريا والعراق وفلسطين والمغرب وماليزيا. والإعجاز العددي علم يُعنى بأسرار الترتيب القرآني من الناحية العددية بمستوياته المختلفة . فكل الدراسات على تنوعها واختلاف مناهجها تعتمد هذا الترتيب. ويلاحظ في البحث ترتيب السورة ، أو الآية ، أو الكلمة ، أو حتى الحرف ، وما يتصل بكل ذلك من أعداد (رقم السورة ، وعدد آياتها ، وعدد كلماتها ، ورقم الآية ، وعدد كلماتها ، وعدد حروفها ، وترتيب كلماتها وحروفها) ومن خلال ذلك الترتيب ، يسعى الباحث إلى اكتشاف العلاقات الرقمية المخزنة فيه ، الرابطة بين أجزائه . لكن هناك ملاحظة أولية عامة، وهي وجود كثير من المواقع والمنتديات على الشبكة العنكبوتية تنشر مقالات وأشباه بحوث عددية لا ترتكز في معظم الأحوال على منهجية علمية سليمة، بل يسعى أصحابها إلى الوصول إلى نتائج مذهلة ومبهرة مستخدمين في ذلك إحصاءات معينة تخدم قضيتهم... فيجمعون الأرقام تارة، ويطرحونها تارة أخرى، أو يضربونها في بعضها البعض أو يقسمونها على بعضها البعض... من هنا جاء التفكير في تنظيم هذا الملتقى الدولي ليكون محطة لتدارس هذا الخلل ووضع ضوابط للبحث الذي نعتبره أسلوبا جديدا للدعوة إلى الله في زمن طغت فيه التكنولوجيا الرقمية، كما كان الحال ولا يزال مع الإعجاز العلمي في زمن العلم.