أنا لا أحاول أن أستغل هؤلاء كوسيلة للدعاية لفيلممروك ولكن توقعت في السابق أن يثير عملي مشاعر طائفة من الناس ، كماحدث في أفلام مغربية أخرى وصل صداها إلى قبة البرلمان ، لكنني مع ذلك عدلت عن هذه الفكرة ولا أجدني أتبنى هذا الطرح مادام الجمهورالمغربي هو الحكم ، والعمل الجيد يفرض نفسه .. ---------- هل يعتبر فيلم مروك فيلما فرنسيا ذا أصل مغربي ؟ هوية الفيلم أو جنسيته لا يحددها العنوان أوالموسيقى أو مصادر التمويل وإنما تحددها الأحداث التي تنتظم هذا الفيلم، ولذلك فالفيلم مروك مغربي والفضاء الذي تؤثثه طبيعة الشخوص فضاء مغربي، والعائلات مغربية الأصل والنشأة ، وقد سبق أن طرح هذا الإشكال حول ازدواجية الفيلم في مسابقة نظرة ما في مهرجان كان الأخير بفرنسا، لكنني أصررت على المشاركة باسم المغرب مادام الفيلم يحمل جذوره وأصوله وهويته المغربية . ما دلالة اختيارك سنة 1997 بداية تاريخ انطلاق قصة الفيلم ؟ اخترت سنة 1997 بداية لقصة الفيلم لأنها تقريبا الفئة التي أنتمي إليها، ولم يكن يدور بخلدي أنها تمثل بداية الانتقال الديمقراطي بالمغرب أو أي حدث سياسي ما أو أن المغرب دخل مرحلة أخرى ومنعطفا جديدا، والمهم هو أنني لم أعش تجربة مماثلة لما صورته في الفيلم، فهذه ليست حياتي أو سيرتي الذاتية وإنما أعرض لحياة أعرف كثيرا من تفاصيلها و أرصد قصة شبان تلقيت نفس التكوين الدراسي الذين تلقوه وعايشت جلهم واختلطت بكثير من نظرائهم. إلى ما يحيل ارتباط شاب من اليهود المغاربة ببطلة الفيلم التي تبدأ حياتهاالناضجة بموت هذا الشاب ؟ الذي يهمني هو قصة الحب بين هذين الشابين بغض النظرعن ديانتهما، وأن الحب يكون أحيانا أقوى وأسمى من أمورأخرى في الحياة. والقراءات في هذا السياق تختلف من قائل بأنه تجسيد للتعايش وقائل بأنه ذوبان وضعف الهوية المغربية (غيثة)أمام قوة الهوية اليهودية (يوري). والواقع أن موت (يوري) لا يعني في نظري سوى شيء واحد يتمثل في كون (غيثة) في النهاية تبدأ حياة جديدة بعد بلوغها سن الرشد، حيث أصبحت تفكر في مستقبلها ولذلك سافرت إلى لندن بغرض متابعة دراستها الجامعية . إن تصالح غيثة (مرجانة العلوي) مع أخيها الملتزم (ماو) وزواج زميلتها وموت صديقها مؤشرات دالة على نضج غيثة وتحول مسار حياتها وكأنها تقول بارك من هدشي كلو . كما أن موت الشباب بحوادث السير خاصة المراهقين الذين يتعاطون المخدرات والمسكرات ظاهرة تفاقمت سواء في صفوف الشباب اليهودي أو المسيحي أو المسلم. وبالتالي فموت يوري اليهودي لا تعني نهاية ديانته بقدرما تعني تحولا جديدا في شخصية البطلة. الفيلم غالى في اللقطات الجنسية وفي إيراد الكلام النابي الخادش للحياء ؟ (نو) هذا الواقع والفيلم ليس إيروتيكيا أو جنسيا كما وصفه البعض، ولكن يعرض لما يعج به الشارع ويرصد أفعال وأقوال شريحة من المجتمع ، ولن يكون الواقع كذلك إلا بنقل أدق تفاصيله . ولكن الفيلم يتضمن لقطة جنسية فاضحة ؟ هذه اللقطة تضحك وهذا هوقصدي ألم تضحك؟ -أبدا ما دمت قد أدرجت اللقطة للضحك فهل من الممكن مشاهدة الفيلم عائليا؟ عادة تكون بعض الأفلام ممنوعة عن فئة أقل من 16 سنة وفيلمي مروك يخلو مما وصفته أنت باللقطات الجنسية وما قد يتهيأ للآخرين على أنه إثارة جنسية يبدو لي أمراعاديا، فأنا أصر على أن الفيلم رغم مايعرضه من مشاهد التقبيل وتلك اللقطة في الفراش ... عمل بريء من هذا الوصف ،ولذلك لا أدعو كما لا أرغم أحدا على مشاهدته سواء مع أخته أو زوجته أو أمه.علينا أن نترك الحرية للشباب ليفعل ما يريد ويشاهد ما يحلو له.وأعتقد لو كان الفيلم لمخرج أجنبي لما أثير حوله هذه الردود ولما وصف بكل هذه الأوصاف . ولكن هذه اللقطات كان مبالغا فيها؟ ليس كذلك هناك لقطات فيها شوية البوسان وتلك اللقطة التي تضحك.. لقطة جنسية فظيعة ، وتقولين تضحك ؟ كثيرا ممن حضروا عرض الفيلم ضحكوا ..(شوف ) أنا أصور الواقع ،ولجنة الأخلاقيات هي التي ستحدد هل يصلح الفيلم للعرض أم لا ولست أنا. هل لهذا السبب حرم فيلم مروك من دعم الصندوق المغربي للدعم السينمائي قبل عامين تقريبا؟ الحقيقة ليس لي جواب معين ولجنة الدعم لم تقدم لي جوابا وما زلت أجهل السبب لكنني أستبعد المبرر الأخلاقي لأن هناك أفلاما أكثر جرأة وتعرض كثيرا لما سميته باللقطات الجنسية، واستفادت من الدعم وهناك مخرجون لم يستفيدوا من الدعم لأسباب تعرفها اللجنة وحدها . كيف تم إنتاج فيلمك في غياب الدعم المغربي ؟ اعتمدت على إمكانيتي وبحثت عن منتجين آخرين لتمويل الفيلم الذي كلف حوالي مليون ونصف المليون أورو وهي قليلة بالنظر إلى الإمكانيات المسخرة من موسيقى وتقنيات جديدة لكنها أسعفت في إخراج الفيلم في هذه الحلة ، أملي ان أتلقى دعما أكثر في أفلام أخرى كنت قد كتبت في الملف الصحافي للفيلم في مهرجان كان بأن هذا الفيلم سيثير حفيظة الأصوليين بالمغرب خاصة حزب العدالة والتنمية ، ما تعليقك؟ لهذا الأمر سياق آخر ، وعموما الأفلام التي تتبنى خطا جريئا يكسر الطابوهات تثير ردود أفعال مثيرة من السياسيين أكثر من النقاد السينمائيين أحيانا . هل معنى هذا أنك تراهنين على رد فعل الإسلاميين لنجاح فيلمك ؟ أنا لا أحاول أن أستغل هؤلاء كوسيلة للدعاية لفيلممروك ولكن توقعت في السابق أن يثير عملي مشاعر طائفة من الناس ، كماحدث في أفلام مغربية أخرى وصل صداها إلى قبة البرلمان ، لكنني مع ذلك عدلت عن هذه الفكرة ولا أجدني أتبنى هذا الطرح مادام الجمهورالمغربي هو الحكم ، والعمل الجيد يفرض نفسه .