أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن فيه شفاء للناس، والشفاء المقصود به أساسا هو الخاص بتنقية القلوب من أدران الدنيا وابتلائها، وأيضا شفاء الإنسان مما علق به من أخلاق ذميمة أو صفات لا يرضاها الله ورسوله. والله سبحانه وتعالى أوجد مع كتابه شفاء آخر هو العسل، ولكن يبدو أن بعض الناس يظن لهذا أننا نلغي العلم والطب.. لا، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتطبب الإنسان عند أهل التخصص، ولقد عاد مريضا يوما فقال: أفلا طلبتم له الطبيب ؟ قال: أنطلب الطبيب وأنت هنا يا رسول الله صلوات الله وسلامه عليك؟ فقال: تداووا فإن الله ما خلق داء إلا وخلق له دواء إلا داء الهرم. ولقد رأينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما عاد أحد المسلمين وهو مريض وقرأ عليه فاتحة الكتاب واضعا يده على الجزء المريض فى جسده فبرئ الرجل بفضل الله فلما استشهد عمر، ومرض الرجل مرة أخرى طلب ممن يعودوه أن يقرأ عليه أو أن يرقيه بفاتحة الكتاب كما صنع عمر، فلما قرأ الراقي الفاتحة واضعا يده على الجزء المريض فى جسده، ثم قال له :كيف حالك؟ قال له:كما أنا ، فقال الراقي: والله إن الفاتحة هي الفاتحة، ولكن أين يد عمر؟. القضية إذاً ليست فى الآيات فحسب، وإنما فى اليد الطاهرة التى توضع على المريض، يد لم تؤذ أحدا من الناس، ولم تمتد إلى رشوة أو حرام ولم ترتكب معصية تغضب الله عز وجل، فهذه اليد هي التي تتكامل مع كتاب الله عز وجل مع النية الصادقة واليقين الكامل بأن الشفاء بإذن الله. وآيات الشفاء فى كتاب الله عز وجل: (وإذا مرضت فهو يشفين) و(ويشف صدور قوم مؤمنين) و (ننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة) إذا قرأها الإنسان سواء المريض أو من يعودونه بالنية الصادقة والإخلاص، فسوف نرى النتيجة المُرضِية وهي الشفاء بإذن الله، ويقال أن كليم الله موسى عليه السلام سأل ربه قائلا: يارب أليس الشفاء من عندك ؟ ، قال:بلى. قال: فماذا يصنع الأطباء؟ فقال الله سبحانه وتعالى: يأكلون أرزاقهم ويطيبون نفوس عبادي حتى يأتى شفائي أو قضائي.