قال الشيخ عدنان عصفور عضو القيادة السياسية لحركة حماس في الضفة الغربية، والذي أفرج عنه مؤخرا من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقال دام عامين: إن الأسرى الفلسطينيون حريصون على تمثيلهم في الانتخابات التشريعية القادمة، وذلك بهدف تفعيل قضيتهم عبر تسليط الضوء عليها. وأشار عصفور إلى أن الأسرى هم جزء من الواقع الفلسطيني ولهم إسهامات كبيرة فيه، والذي غيبهم عن العمل الوطني هو الاعتقال، فهم متواصلون بقلوبهم وبما استطاعوا من وسائل مع الخارج ويتابعون باستمرار الأوضاع السياسية وخاصة الانتخابات التشريعية ويوصون بانتخاب الأصلح والأنسب والذي يستطيع أن يخدم الواقع الفلسطيني؛ لأنه في تقديرهم هو القادر على رسم المستقبل الفلسطيني الواعد. وأضاف في مقابلة خاصة مع "التجديد": "الأسرى معنيون وحريصون بأن يكون لهم تمثيل ولو رمزي في الانتخابات التشريعية كي يسجل لهم تاريخهم ويثبت حضورهم الوطني الفاعل ويأملون من وراء ذلك إلى تفعيل قضيتهم لعلها تساعد في الإفراج عنهم. وعن حال الأسرى في السجون، قال الشيخ عصفور: "الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال يتمتعون بمعنويات عالية جداً وعلاقات أخوية رائعة، والكثير منهم يحاول باستمرار الاستفادة من وقته من خلال أمور كثيرة مثل المطالعة ودورات التقوية في تجويد القرآن والعبري وغير ذلك". وأشار إلى "معاناة الأسرى من المعاملة الجائرة والظالمة بحقهم داخل السجن، كما أنهم محرومون من الكثير من حقوقهم المعروفة والمتعامل بها دولياً، وكذلك فإنهم يعانون من ضعف كبير جداً في المتابعة الصحية وأكبر معاناة يعاني منها عدد كبير من الأسرى وتشكل هاجساً لهم هي الاعتقال الإداري والتمديد الظالم المتكرر بغير حق ومن دون تهمة". وتابع يقول: الأسرى يجب أن يعيشوا في وجدان الشعب الفلسطيني فهم الذين ضحوا بحريتهم التي هي أغلى ما يملكها الإنسان، ولذلك يجب أن يكون هناك عملاً دءوباً متعدد الجوانب للعمل على إطلاق سراحهم، كل في موقعه وإمكانياته، فمن هو قادر بالضغط على الكيان الصهيوني عبر العلاقات الدولية يجب أن يقوم بدوره ومن هو قادر على دعم الأسرى وأهاليهم مالياً ونفسياً واجتماعياً عليه القيام بذلك". خطوة صحيحة واعتبر الشيخ عصفور أن حركة حماس أصابت كثيراً في اتخاذها القرار الاستراتيجي المتمثل بالمشاركة في الانتخابات التشريعية، معللاً ذلك بأن حماس ستتمكن من خدمة شعبها من أعلى المؤسسات وستشارك كل من يريد أن يخدم الشعب الفلسطيني في هذا العبء الذي تعتبره أداء للأمانة وواجباً دينياً ووطنياً. وتابع: هذا ليس بجديد ولا غريب على حركة حماس التي مارست قمة المشاركة السياسية من خلال الجهاد والذي هو في المحصلة النهائية يتقاطع مع مفهوم المشاركة السياسية ومرادها هو رفع الظلم وإصلاح الأوضاع ورعاية شؤون الشعب الفلسطيني وهذا ما تم من خلال التضحيات الكبيرة". وعقب على حملة الملاحقات الإسرائيلية لكوادر حركة حماس قائلاً: بدايةً لا شك بأن حماس تتعرض لهجمة كبيرة ومسعورة من عدة أطراف أهمها الكيان الصهيوني لمنعها من المشاركة في الانتخابات التشريعية لكن حماس وبفضل الله تعالى تمكنت دائماً من التغلب على المعوقات التي تواجهها واستطاعت أن تخرج في كل مرة أقوى مما كانت عليه". وأضاف: حماس تمتلك من الكفاءات والمؤهلات المهنية ما يؤهلها لخدمة شعبها خدمة متميزة تتصف بالأمانة والتفاني والصدق والمساواة والعدالة، وإن حيل بينها وبين أهدافها من خلال الاعتقال والعدوان عليها وتغييب قادتها في السجون فإنها تملك البدائل ممن هم قادرون على الاستمرار بالمسيرة، وثقة حماس بالشعب الفلسطيني كبيرة الذي سيعينها على تحقيق أهدافها وتحقيق مصالحه". التهدئة متبادلة وأكد القيادي في حماس أن استمرار التهدئة مرهون باحترام شروطها، فقد تم الموافقة عليها من قبل الفصائل الفلسطينية في حوار القاهرة على أساس تبادلي، وإذا ما أريد لها البقاء فلا بد من أن يحترم كل طرف شروطه وتعهداته، وحماس طلبت وتطلب من السلطة الفلسطينية الالتزام بما اتفق عليه بتثبيت موعد الانتخابات التشريعية وعدم تجاوز الموعد المقرر، كما أن حماس تطلب من الأطراف الراعية الضغط على الكيان الصهيوني بأن يلتزم بالتهدئة والإيفاء بشروطها كاملةً. وأبرق الشيخ عصفور برسالة إلى الشعب الفلسطيني قال فيها: على الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وفصائله التوحد وعدم التفرق لأن قوتنا في وحدتنا كما أطالب شعبنا الفلسطيني باستئصال الفساد وإعطاء فرصة لأهل الإصلاح والتغيير بغض النظر من يمثلون حتى ينعم شعبنا بالحرية والأمان وينال كافة حقوقه الضائعة". انتخابات النجاح الأخيرة وحول رؤيته لنتائج انتخابات جامعة النجاح والتي فازت بها الكتلة الإسلامية مؤخرا، قال عصفور: "بالتأكيد لها عدة دلالات منها أن خيار المقاومة هو الخيار السائد والمتبنى من الشعب الفلسطيني. هناك ثقة بالأداء الإسلامي القائم على الصدق والإخلاص وخدمة الناس. هناك فشلاً للأفكار والمشاريع الأخرى، خاصة بعد تجريبها فجموع الطلبة أدركت بأن خير من يمثلهم هو المشروع الإسلامي. نتائج الانتخابات دلالة واضحة بأن الفئة المثقفة المتعلمة في الشعب الفلسطيني تنحاز دائماً إلى الأنسب والأصلح وهذه الفئة رأت بالإسلاميين خير من يتصف بهاتين النقطتين. يشار إلى أن الشيخ عصفور 42 عاماً، والذي يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، يعتبر أحد قادة حركة حماس وعضو قيادتها السياسية في الضفة الغربية، وقد شغل منصب الناطق الرسمي باسم حركة حماس خلال انتفاضة الأقصى. واعتقل عصفور في سجون الاحتلال والسلطة الفلسطينية 16 مرة بما مجموعه سبع سنوات تقريباً، أمضى نصفها في سجن الجنيد التابع للسلطة الفلسطينية إلى أن أفرج عنه في بداية الانتفاضة، وهو متزوج وله أربعة من الأبناء.