استشهد صباح اليوم الخميس 22/12/2005 ثلاث مقاومين فلسطينيين وأصيب أخر بجروح خطيرة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي حاصر مجموعة مسلحة في بناية غرب مدينة نابلس. وقال شهود العيان إن قوات عسكرية إسرائيلية ضخمة توغلت نحو الساعة الواحدة فجرا في منطقة "الجنيد" بالقرب من البناية الجديدة لجامعة النجاح الوطنية وحاصرت بناية "عوكل" وهي تحت الإنشاء وقامت بنشر جنود قناصة على أسطح البنايات العالية المطلة عليها وبدأت بقصفها بوابل من العيارات الثقيلة، وهم ينادون عبر مكبرات الصوت على أسماء عدد من المقاومين ويطالبونهم بالخروج. مصادر خاصة قالت ل"التجديد" إن شهيدان ينتميان لكتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهما بشار حنني قائد الكتائب ومساعده أنس الشيخ، والثالث أحمد الجيوسي الكادر في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح. وأكد الأهالي أن إطلاق النار استمر لأكثر من خمس ساعات متواصلة، كما حضرت جرافتين كبيرتين إلى المنطقة المستهدفة وبدأتا بهدف السور الاستنادي للبناية. وأشار شهود العيان إلى أن الجنود قاموا باقتحام العديد من المنازل في بناية العسالي والشكعة وعوكل الشرقية وعبثوا بمحتوياتها واعتدوا على سكانها وجمعهم في غرفة واحدة بعد مصادرة أجهزة الاتصال الخاصة بهم، ومنعوهم من التحرك. واستخدم جنود الاحتلال عدد من طالبات جامعة النجاح الوطنية اللواتي يقطن هناك دروعا بشرية خلال عملية اقتحام البناية المحاصرة. وقال الصحفي عبد الرحيم القوصيني مصور وكالة "رويترز" إن جنود الاحتلال تعاملوا بفظاظة كبيرة مع الصحفيين واعتدوا عليهم ومنعوهم من الوصول على مكان العملية. الشيخ عدنان عصفور عضو القيادة السياسية لحركة حماس استنكرت العملية "الإرهابية" الجديدة لجيش الاحتلال في مدينة نابلس وما سبقها من قتل لأبناء الشعب الفلسطيني وأخرهم قائد كتائب القسام في مدينة جنين. وقالت عصفور: "إسرائيل تواصل عملياتها العسكرية في كافة الأراضي الفلسطيني تقتل وتغتال وتعتقل وتفرض عليها حصار شاملا، ولا أحد يتحرك، الصمت سيد الموقف، وعندما ترد المقاومة الفلسطينية يقف العالم وقفة رجل واحد يندد ويستنكر". وقال عصفور: "هذا رد إسرائيل على التهدئة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية... الحكومة الصهيونية لا تقهم سوى لغة القتل والدمار، ولا تأبه للتحركات السياسية". وتابع "يطالبون بمنع حركة حماس من المشاركة في الانتخابات التشريعية، بحجة أنها حركة إرهابية، لكن ما تقوم به إسرائيل ليس إرهابا بنظرهم". من جهته أشار المحلل السياسي د. محمود أبو الرب إلى أن ارائيل شارون ومن خلفه رجال الساسة الإسرائيليون يتنافسون على قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين لكي يثبت لشعبه أنه قادر على توفير الأمن لهم في ظل احتدام التنافس بينهم خاصة مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية. وأكد أبو الرب أن الأيام القليلة القادمة ستحمل مزيدا من التصعيد الإسرائيلي ضد كافة أبناء الشعب الفلسطيني.