تجمهر عشرات من المواطنين مساء الأحد 4 دجنبر لمدة تزيد عن ثلاث ساعات تضامنا مع بائعين متجولين يستقران عادة بشارع علال الفاسي بحي الداوديات بمراكش لبيع الذرة المشوي المزكور، وذلك بعد أن هاجمهما أمام الملإ ثلاثة من أعوان السلطة المحلية التابعين لمقاطعة الحي المحمدي، وأشبعوهما سبا وشتما مع الركل والرفس تسبب في جروح وأضرار متفاوتة الخطورة على مستوى الأصابع وركبتي الضحايا، وذلك تحت طائلة احتلال الملك العام ومزاولة مهنة التجارة دون ترخيص قانوني. وبالرغم من صياح أحد الضحايا في وجه المقدمين >حرام عليك .... أمي مريضة .... والله اليوم مازلت ما صورت والو .... وماعنديش ألف ريال<. لم يكترث المعنيون لحال البائعين رغم تدخلات العديد من المواطنين بل تصاعد الأمر عندما أمر قائد المقاطعة باستدعاء شرطة القرب لتفريق التجمهر في الشارع العمومي. ولقي إلقاء القبض على البائعين المتجولين من قبل أفراد من شرطة الحضرية احتجاجات أزيد من 250 شاهد عيان بل دفعت المساندة أقصاها عندما سلم 12 متجمهرا بطاقاتهم الوطنية لعميد الشرطة للتعبير عن التظلم ومساندة المعتقلين ضد الشطط والكيل بمكيالين الذي يمارسه أعوان السلطة على مزاجهم متى وأين أرادوا دون حسيب أو رقيب. وأدت استعراضات شرطة القرب إلى إهانة رئيس جمعية المصورين الصحفيين بمراكش والتضييق على الإعلاميين عند محاولتهم أخذ تصريحات المحتجين والضحايا وكذا تسببت شرطة القرب في عرقلة السير عند تفريق المتجمهرين، وإحداث ارتباك في صفوفهم، وهو ما دفع بأحد المساندين إلى التساؤل من جديد عما تقوم به هذه الشرطة من قمع وخنق أنفاس المواطن، عوض خدمة تكريم المواطن وحمايته. واستغرب متحدث آخر باستفهام: هل الشرطة تعطي المواطن الإحساس بالأمن، أم أنه التظاهر بأن الدولة قوية وقادرة على إرهاب المواطنين.